كيمو
اسرة منتديات كريم ترحب بكم
Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة W6w_w6w_200504251358590b72bd4e


كيمو
اسرة منتديات كريم ترحب بكم
Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة W6w_w6w_200504251358590b72bd4e


كيمو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةبوابة كريمأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 Arrow الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة Empty
مُساهمةموضوع: Arrow الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة   Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة Emptyالأربعاء 24 فبراير - 18:28

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 2459472188_70314937f5_o


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة Icon2
الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة











Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 9317_64068_sadat


موسوعــة التاريــخ الحديــث والقديم





جمال عبد الناصر

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 5694_64068_sadat




(15 يناير 1918 - 28 سبتمبر 1970).
هو ثاني رؤساء مصر بعد محمد نجيب. تولى السلطة من العام 1954 حتى وفاته
العام 1970. و هو قائد ثورة 23 يوليو 1952، ومن أهم نتائج الثورة هي خلع
الملك فاروق عن الحكم، و بدء عهد جديد من التمدن في مصر والاهتمام
بالقومية العربية والتي تضمنت فترة قصيرة من الوحدة بين مصر وسوريا ما بين
عامي 1958 و 1962، و التي عرفت باسم الجمهورية العربية المتحدة. كما أن
عبد الناصر شجع عدد من الثورات في أقطار الوطن العربي وعدد من الدول
الأخرى في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية. و لقد كان لعبد الناصر دور
قيادي و أساسي في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في سنة 1964 و حركة عدم
الانحياز الدولية.



يعتبر عبد الناصر زعيم الأمة و من
أهم الشخصيات السياسية في العالم العربي و في العالم النامي للقرن العشرين
والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر
قوميته وانتماؤه للوطن العربي. و أصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمى تيمنا
باسمه وهو "المذهب الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن
العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات. و بالرغم من أن صورة جمال عبد
الناصر كقائد اهتزت إبان نكسة 67 إلا أنه مازال يحظى بشعبية وتأييد بين
كثير من مؤيديه، و الذين يعتبرونه "رمزا للكرامة والحرية العربية ضد
استبداد الاستعمار و طغيان الاحتلال". توفي العام 1970، وكانت جنازته
جنازة ضخمة جدا خرجت فيها أغلب الجنسيات العربية حزنا على رحيله.







نشأته



ولد جمال عبد الناصر حسين سلطان
بالأسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 التي هزّت مصر، وحركت وجدان المصريين،
ألهبت مشاعر الثورة والوطنية في قلوبهم، وبعثت روح المقاومة ضد
المستعمرين. و كان أبوه عبد الناصر حسين خليل سلطان قد انتقل من قريته بني
مر بمحافظة أسيوط؛ ليعمل وكيلا لمكتب بريد باكوس بالإسكندرية، وقد تزوج
من السيدة "فهيمة" ابنة "محمد حماد" تاجر الفحم المعروف في المدينة.

وفي منزل والده- رقم 12 "شارع
الدكتور قنواتي"- بحي فلمنج ولد في (15 يناير 1918). وقد تحول هذا المنزل
الآن إلي متحف يضم ممتلكات جمال عبد الناصر في بدايه حياته . وكان والده
دائم الترحال والانتقال من بلدة إلى أخرى؛ نظراً لطبيعة وظيفته التي كانت
تجعله لا يستقر كثيرا في مكان.






جمال في بيت عمه



و لم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى
تُوفيت أمه في (18 رمضان 1344 هـ / 2 أبريل 1926) وهي تضع مولودها الرابع
"شوقي" بعد أخوته الليثي وعز العرب، وكان عمه "خليل"، الذي يعمل موظفا
بالأوقاف في القاهرة متزوجاً منذ فترة، ولكنه لم يرزق بأبناء، فوجد في
أبناء أخيه أبوته المفتقدة وحنينه الدائم إلى الأبناء؛ فأخذهم معه إلى
القاهرة؛ ليقيموا معه حيث يوفر لهم الرعاية والاستقرار بعد وفاة أمهم.

وبعد أكثر من سبع سنوات على وفاة
السيدة "فهيمة" تزوج الوالد عبد الناصر من السيدة "عنايات مصطفى" في مدينة
السويس وذلك سنة 1933، ثم ما لبث أن تم نقله إلى القاهرة ليصبح مأمورا
للبريد في حي الخرنفش بين الأزبكية والعباسية؛ حيث استأجر بيتا يملكه أحد
اليهود المصريين، فانتقل مع إخوته للعيش مع أبيهم. بعد أن تم نقل عمه
"خليل" إلى إحدى القرى بالمحلة الكبرى، وكان في ذلك الوقت طالبًا في الصف
الأول الثانوي.




زواجه



وفى ٢٩ يونيه ١٩٤٤ تزوج جمال عبد
الناصر من تحية محمد كاظم – ابنة تاجر من رعايا إيران – كان قد تعرف على
عائلتها عن طريق عمه خليل حسين، وقد أنجب ابنتيه هدى ومنى وثلاثة أبناء هم
خالد وعبد الحميد(علي اسم أخو تحيه المتوفي خالد) و عبد الحكيم (علي اسم
عبد الحكيم عامر صديق عمره). لعبت تحية دوراً هاماً في حياته خاصة في
مرحلة الإعداد للثورة واستكمال خلايا تنظيم الضباط الأحرار، فقد تحملت
أعباء أسرته الصغيرة - هدى ومنى - عندما كان في حرب فلسطين، كما ساعدته في
إخفاء السلاح حين كان يدرب الفدائيين المصريين للعمل ضد القاعدة
البريطانية في قناة السويس في ١٩٥١، ١٩٥٢.




جمال في حياته العسكرية



بعد حصوله على شهادة الثانوية من
مدرسة النهضة المصرية بالقاهرة(في عام 1356 هـ / 1937)، كان يتوق إلى
دراسة الحقوق، ولكنه ما لبث أن قرر دخول الكلية الحربية، بعد أن قضى بضعة
أشهر في دراسة الحقوق. دخل الكلية الحربية، ولم يكن طلاب الكلية يتجاوزن
90 طالبا. وبعد تخرجه في الكلية الحربية (عام 1357 هـ / 1938) التحق
بالكتيبة الثالثة بنادق، وتم نقله إلى "منقباد" بأسيوط؛ حيث التقى بأنور
السادات وزكريا محيي الدين.

وفي سنة (1358هـ / 1939) تم نقله إلى
الإسكندرية ، وهناك تعرف على عبد الحكيم عامر، الذي كان قد تخرج في
الدفعة التالية له من الكلية الحربية، وفي عام 1942 تم نقله إلى معسكر
العلمين، وما لبث أن نُقل إلى السودان ومعه عامر.

وعندما عاد من السودان تم تعيينه
مدرسا بالكلية الحربية، والتحق بكلية أركان الحرب؛ فالتقى خلال دراسته
بزملائه الذين أسس معهم "تنظيم الضباط الأحرار".




الثوار في حرب فلسطين

كانت الفترة ما بين 1945و1947 هي
البداية الحقيقية لتكوين نواة تنظيم الضباط الأحرار؛ فقد كان معظم الضباط،
الذين أصبحوا- فيما بعد "اللجنة التنفيذية للضباط الأحرار"، يعملون في
العديد من الوحدات القريبة من القاهرة، وكانت تربطهم علاقات قوية
بزملائهم؛ فكسبوا من بينهم مؤيدين لهم.

وكانت حرب 1948 هي الشرارة التي
فجّرت عزم هؤلاء الضباط على الثورة، بعد النكبة التي مني بها العالم
العربي في فلسطين. و في تلك الأثناء كان كثير من هؤلاء الضباط منخرطين
بالفعل في حرب فلسطين.




نشأة تنظيم الضباط الأحرار

وفي صيف 1949 نضجت فكرة إنشاء تنظيم
ثوري سري في الجيش، وتشكلت لجنة تأسيسية ضمت في بدايتها خمسة أعضاء فقط،
هم: جمال عبد الناصر، وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم، وخالد محيي الدين،
وعبد المنعم عبد الرءوف، ثم زيدت بعد ذلك إلى عشرة، بعد أن انضم إليها كل
من: أنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وعبد اللطيف البغدادي، وزكريا محيي
الدين، وجمال سالم. وظل خارج اللجنة كل من: ثروت عكاشة، وعلي صبري، ويوسف
منصور صديق.

وفي ذلك الوقت تم تعيين جمال عبد
الناصر مدرسا في كلية أركان الحرب، ومنحه رتبة بكباشي (مقدم)، بعد حصوله
على دبلوم أركان الحرب العام 1951 في أعقاب عودته من حرب فلسطين، وكان قد
حوصر هو ومجموعة من رفاقه في "الفالوجة" أكثر من أربعة أشهر، وبلغ عدد
الغارات الجوية عليها أثناء الحصار 220 غارة. عاد بعد أن رأى بعينه الموت
يحصد أرواح جنوده وزملائه، الذين رفضوا الاستسلام لليهود، وقاوموا برغم
الحصار العنيف والإمكانات المحدودة، وقاتلوا بفدائية نادرة وبطولة فريدة؛
حتى تم رفع الحصار في (جمادى الآخرة 1368 هـ / مارس 1949.

دخل دورات خارج مصر منها دورة السلاح
أو الصنف في بريطانيا، مما أتاح له التعرف على الحياة الغربية والتأثر
بمنجزاتها. كما كان دائم التأثر بالأحداث الدولية وبالواقع العربي وأحداثه
السياسية وتداعيات الحرب العالمية الثانية وانقلاب بكر صدقي باشا كأول
انقلاب عسكري في الوطن العربي في العراق العام 1936. وثورة رشيد عالي
الكيلاني في العراق ضد الإنجليز والحكومة الموالية لهم عام 1941 .وتأميم
مصدق لنفط إيران عام 1951. والثورات العربية ضد المحتل مثل الثورة
التونسية والثورة الليبية. كما أعجب بحركة الإخوان المسلمين ثم مالبث أن
توصل إلى رأي بأن لا جدوى من أحزاب دينية في وطن عربي يوجد فيه أعراق
وطوائف وأديان مختلفة.




ثورة 23 يوليو / وقيام الجمهورية



بعد سلسلة من الإخفاقات التي واجهها
الملك داخليا وخارجيا وخصوصا تخبطه في علاقاته أثناء الحرب العالمية
الثانية بين دول المحور والحلفاء، مما زعزع موقف مصر كثيرا وأدى إلى إنشاء
ثاني أكبر قاعدة بريطانية في المنطقة في السويس "بعد الحبانية في الفلوجة
في العراق ". وكذلك موقفه في حرب 1948 التي خسر فيها الحرب. وقبل ذلك
كانت الدعوات والضغوطات داخليا وعربيا تحث قادة الجيش على لعب دورا في
إصلاح الأوضاع المصرية، منها ما كانت تبثه محطة إذاعة برلين العربية إبان
الحرب العالمية الثانية والتي كانت تحت تصرف كل من الشخصية الوطنية
العراقية رشيد عالي الكيلاني ومفتي القدس أمين الحسيني، وأخذ الكيلاني بعد
أن نجح في العراق عام 1941 بإحداث أول ثورة تحررية قي الوطن العربي ضد
الإنجليز ذات أبعاد قومية تنادي بوحدة الأقطار العربية أطلق التصريحات
والبيانات للقادة والجيوش العربية بضرورة الانتفاض ضد الهيمنة البريطانية
والفرنسية. وحث الجيش المصري على الثورة ضد المستعمر الذي يدعم النظام
الملكي منبهين من خطر المخططات الأجنبية لمنح فلسطين لليهود، وخص الجيش
المصري بخطاب يحثه على مقاومة الإنجليز من خلال دعم وتأييد الالمان ودول
المحور. وبعد مهادنة الملك فاروق للانجليز أصدر الكيلاني بيانا يحث الجيش
المصري بالانتفاض على الملك ولقيت دعوة الكيلاني التفهم والترحيب لدى
القادة العسكريين المصريين وكانت لطروحاته وشعاراته الثورية والتحررية من
خلال إذاعة برلين العربية الأثر في نفوس ثوار مصر بالاطاحة بالملك فاروق
في حركة يوليو/ تموز 1952 ، لاسيما بعد أن تعمق هذا الاحساس بعد حرب 1948.



و في 23 يوليو 1952 قامت الثورة، ولم
تلقَ مقاومة تذكر، ولم يسقط في تلك الليلة سوى ضحيتين فقط، هما الجنديان
اللذان قتلا عند اقتحام مبنى القيادة العامة. وكان الضباط الأحرار قد
اختاروا محمد نجيب رئيسا لحركتهم، وذلك لما يتمتع به من احترام وتقدير
ضباط الجيش؛ وذلك لسمعته الطيبة وحسه الوطني، فضلا عن كونه يمثل رتبة
عالية في الجيش، وهو ما يدعم الثورة ويكسبها تأييدا كبيرا سواء من جانب
الضباط، أو من جانب جماهير الشعب.



وكان عبد الناصر هو الرئيس الفعلي
للجنة التأسيسية للضباط الأحرار؛ ومن ثم فقد نشأ صراع شديد على السلطة
بينه وبين محمد نجيب، ما لبث أن أنهاه عبد الناصر لصالحه في (17 ربيع
الأول 1374 هـ / 14 نوفمبر 1954)، بعد أن اعتقل محمد نجيب، وحدد إقامته في
منزله ، وانفرد وحده بالسلطة.



و استطاع أن يعقد اتفاقية مع
بريطانيا لجلاء قواتها عن مصر في وذلك في 19 أكتوبر 1954، وذلك بعد أن
اتفقت مصر وبريطانيا على أن يتم منح السودان الاستقلال.



في العام 1958 أقام وحدة اندماجية مع
سوريا، وسميت الدولة الوليدة بالجمهورية العربية المتحدة، إلا أن هذه
الوحدة لم تدم طويلاً ، حيث حدث انقلاب في الاقليم السوري في سبتمبر من
عام 1961 أدى إلى إعلان الانفصال ثم تم عقد معاهدة وحدة متأنية مع العراق
وسوريا العام 1964 إلا أن وفاة الرئيس العراقي المشير عبد السلام عارف عام
1966 ثم حرب 1967 حالت دون تحقيق الوحدة. علما أن مصر استمرت في تبني اسم
"الجمهورية العربية المتحدة" وذلك لغاية عام 1971 أي إلى ما بعد رحيل عبد
الناصر بعام.



بعد حرب حرب 1967 كما سميت في
إسرائيل والغرب أو النكسة كما عرفت عند العرب، خرج عبدالناصر على الجماهير
طالباً التنحي من منصبه، إلا أنه خرجت مظاهرات في العديد من مدن مصر و
خصوصا في القاهرة طالبته بعدم التنحي عن رئاسة الجمهورية






من إنجازاته



وافق على مطلب السوريين بالوحدة مع
مصر في الجمهورية العربية المتحدة، والتي لم تستمر أكثر من ثلاث سنين تحت
اسم الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961) وسط مؤامرات دولية وعربية
لإجهاضها.

استجاب لدعوة العراق لتحقيق أضخم
إنجاز وحدوي مع العراق وسوريا بعد تولي الرئيس العراقي المشير عبد السلام
عارف رئاسة الجمهورية العراقية بما يسمى باتفاق 16 ابريل 1964.

قام بتأميم قناة السويس وإنشاء السد
العالي على نهر النيل.

تأسيسه منظمة عدم الانحياز مع الرئيس
اليوغوسلافي تيتو والإندونيسي سوكارنو والهندي نهرو.

تأميم البنوك الخاصة و الأجنبية
العاملة في مصر.

قوانين الاصلاح الزراعى و تحديد
الملكية الزراعية والتى بموجبها صار فلاحو مصر يمتلكون للمرة الأولى الأرض
التي يفلحونها ويعملون عليها وتم تحديد ملكيات الاقطاعيين بمئتى فدان فقط
.

إنشاء التليفزيون المصري (1960)
قوانين يوليو الاشتراكية (1961)
إبرام اتفاقية الجلاء مع بريطانيا
العام 1954، والتى بموجبها تم جلاء آخر جندي إنجليزى عن قناة السويس و مصر
كلها في الثامن عشر من يونيو 1956 .

بناء إستاد القاهرة الرياضي بمدينة
نصر.

إنشاء كورنيش النيل.
إنشاء معرض القاهرة الدولي للكتاب.
التوسع في التعليم المجاني على كل
المراحل.

التوسع المطرد في مجال الصناعات
التحويلية.

يقول د.علي الجربتلي المنتمي إلى
المدرسة الليبرالية في الاقتصاد "انه في عهد عبد الناصر، قامت الثورة
باستصلاح 920 الف فدان، وتحويل نصف مليون فدان من ري الحياض إلى الري
الدائم". ما يصل بنا إلى مساحة مليون واربعمائة الف فدان.



يضيف د.جربتلي "فيما يتعلق بالقطاع
الصناعي، انه حدث تغيير جذري في الدخل والانتاج القومي، فقد زادت قيمة
الانتاج الصناعي بالاسعار الجارية من 314 مليون جنيه سنة 1952 إلى 1140
مليون جنيه سنة 1965 ووصلت إلى 1635 مليون سنة 1970 وزادت قيمة البترول من
34 مليون جنيه سنة 1952 إلى 133 مليون سنة 1970، ناهيك عن وفرة الطاقة
الكهربائية، خصوصا بعد بناء السد العالي".



أما د.إسماعيل صبري عبد الله الذي
تولى وزارة التخطيط الاقتصادي في عهد السادات فيقول "أن الإنتاج الصناعي
كان لا يزيد عن 282 مليون جنيه سنة 1952 وبلغ 2424 مليون جنيه سنة 1970,
مسجلا نموا بمعدل 11.4% سنويا,ووصلت مساهمته في الدخل القومي إلى 22% سنة
1970 مقابل 9% سنة 1952,ووفرت الدولة طاقة كهربائية ضخمة ورخيصة، وزاد
الإنتاج من 991 مليون كيلو وات/ساعة إلى 8113 مليون كيلو وات/ساعة." ويقول
د.صبري "ان الثورة جاوزت نسبة 75% في الاستيعاب لمرحلة التعليم الالزامي،
وارتفع عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية من 1.6 مليون إلى 3.8 مليون، وعدد
تلاميذ المدارس الاعدادية والثانوية من 250 الف إلى 1.500.000 وعدد طلاب
الجامعات من 40 الف إلى 213 الف".




مساندة للحركات الثورية في الوطن
العربي


اعتبر الرئيس ناصر من أبرز الزعماء
المنادين بالوحدة العربية وهذا هو الشعور السائد يومذاك بين معظم الشعوب
العربية. وسبقه في ذلك الزعيم العربي الشريف حسين قائد الثورة العربية
الكبرى. كان "مؤتمر باندونج" سنة 1955 نقطة انطلاق عبدالناصر إلى العالم
الخارجي.



دعم الرئيس عبد الناصر القضية
الفلسطينية وساهم شخصيا بحرب العام 1948 وجرح فيها. وعند توليه الرئاسة
اعتبر القضية الفلسطينية من أولوياته لأسباب عديدة منها مبدئية ومنها
إستراتيجية تتعلق بكون قيام دولة معادية على حدود مصر سيسبب خرقا للأمن
الوطني المصري. كما أن قيام دولة إسرائيل في موقعها في فلسطين يسبب قطع
خطوط الاتصال التجاري والجماهيري مع المحيط العربي خصوصا الكتلتين
المؤثرتين الشام والعراق لذلك كان يرى قيام وحدة إما مع العراق أو سوريا
أو مع كليهما.



و كان لعبد الناصر دور بارز في
مساندة ثورة الجزائر وتبني قضية تحرير الشعب الجزائري في المحافل الدولية،
وسعى كذلك إلى تحقيق الوحدة العربية؛ فكانت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا
في فبراير 1958 تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، وقد تولى هو رئاستها
بعد أن تنازل الرئيس السوري شكرى القوتلي له عن الحكم، إلا أنها لم تستمر
أكثر من ثلاث سنوات.



كما ساند عبد الناصر الثورة العسكرية
المتمردة التي قام بها الجيش بزعامة المشير عبد الله السلال في اليمن
بسنة 1962 ضد الحكم الإمامي الملكي حيث أرسل عبد الناصر نحو 70 ألف جندي
مصري إلى اليمن لمقاومة النظام الملكي الذي لقي دعما من المملكة السعودية
وقد يعزى إلى هذا التدخل إرهاق الجيش المصري في اليمن مما سبب الخسارة
الفادحة في عام النكسة. كما أيد حركة يوليو 1958 الثورية في العراق التي
قادها الجيش العراقي بمؤازرة القوى السياسية المؤتلفة في جبهة الاتحاد
الوطني للاطاحة بالحكم الملكي في 14 يوليو 1958.




حقائق

جلاء القوات البريطانيا عن مصر في 19
أكتوبر 1954،

تعرض لمحاولة اغتيال في 26
أكتوبر1954م. عندما كان يلقي خطبة جماهيرية في ميدان المنشية بمدينة
الإسكندرية الساحلية في احتفال أقيم تكريماً له ولزملائه بمناسبة اتفاقية
الجلاء ، حيث ألقيت عليه ثمان رصاصات لم تصبه أيا منها لكنها أصابت الوزير
السوداني "ميرغني حمزة" وسكرتير هيئة التحرير بالإسكندرية "أحمد بدر"
الذي كان يقف إلى جانب جمال عبد الناصر، وألقي القبض علي مطلق الرصاص،
الذي تبين لاحقا أنه ينتمي الي تنظيم الاخوان المسلمين .

ما لبث أن اصطدم بجميع الناشطين
السياسيين و على رأسهم الشيوعيون و جماعة الإخوان المسلمين وكلاهما جماعات
محظور نشاطها في مصر في ذلك الوقت. وألقت الدولة المصرية آنذاك القبض علي
الآلاف من أعضاء تلك الجماعات، و أجريت لهم محاكمات عسكرية و حكم
بالإعدام على عدد منهم. وامتدت المواجهات إلى النقابات المختلفة؛ فقد تم
حلّ مجلس نقابة المحامين في التي حلت بتاريخ 26 ديسمبر 1954، ثم تلتها
نقابة الصحفيين في العام 1955 كما ألغيت الحياة النيابية و الحزبية و وحدت
التيارات في الاتحاد القومي عام 1959، ثم الاتحاد الاشتراكي بعام 1962.

في 26 سبتمبر 1962 أرسل الرئيس عبد
الناصر القوات المسلحة المصرية إلى اليمن لدعم الثورة اليمنية التي قامت
على غرار الثورة المصرية، وأيدت السعودية الامام اليمني المخلوع خوفا من
امتداد الثورة إليها. وهو ما أدى إلى توتر العلاقات المصرية السعودية،
ويقول بعض المراقبين "بان ذلك كان له أثره السيئ في استنزاف موارد مصر
وإضعاف قوتها العسكرية، وكانت أبرز عواقبه الوخيمة تلك الهزيمة العسكرية
الفادحة التي منيت بها القوات المسلحة في نكسة 1967".

في يونيو 1967 قصف سلاح الطيران
الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية لدول الطوق واستطاع تدمير سلاح الطيران
المصري على الأرض، و قتل آلاف من الجنود المصريين في انسحاب الجيش غير
المخطط له من سيناء مما أدى إلى سقوط شبه جزيرة سيناء والضفة الغربية
وقطاع غزة ومرتفعات الجولان في يد إسرائيل في غضون ستة أيام.



وفاته

آخر مهام عبد الناصر كان الوساطة
لإيقاف أحداث أيلول الأسود بالأردن بين الحكومة الأردنية والمنظمات
الفلسطينية في قمة القاهرة في 26 إلى 28 سبتمبر 1970. حيث عاد من مطار
القاهرة بعد أن ودع صباح السالم الصباح أمير الكويت. عندما داهمته نوبة
قلبية بعد ذلك، وأعلن عن وفاته في 28 سبتمبر 1970 عن عمر 52 عاما بعد 18
عاماً قضاها في رئاسة مصر، ليتولى الحكم من بعده نائبه محمد أنور السادات.










حرب المائة عام


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 22284459

عبارة عن نزاع بين فرنسا وإنجلترا،
التي دامتْ 116 سنةَ مِنْ 1337 إلى 1453. إدّعى الملوكُ الإنجليزُ العرشُ
الفرنسيُ وكافحوا من أجله. هذه المعركةِ قوطعتْ بعِدّة فترات طويلة مِنْ
السلامِ قَبْلَ أَنْ تنتهي بطردِ الإنجليزِ مِنْ فرنسا، بإستثناء
كاليه.وكانت الحرب سلسلة من النزاعاتِ ومقسمةُ إلى ثلاثة مراحلِ:

الحرب الإدواردية (1337-1360)
حرب كارولين (1369-1389)
حرب لانكاستريان (1415-1429)
والهبوط البطيئ للثرواتِ الإنجليزيةِ
بعد ظهورِ جوان .امابنسبة للتعبير " حرب المائة عام" كَانت تعبير تأريخي
لاحقاً إخترعَ مِن قِبل المؤرخين لوَصْف سلسلةِ الأحداثِ. تَستمد الحربُ
أهميتُها التأريخيةُ إلى عدد مِنْ العواملِ. مع ذلك كانت اساساً نزاع
سلالي،ولقد ساعدتْ الحربَ على تَطوير الجنسيةِ الفرنسيةِ والإنجليزيةِ.
وكانت مقدمةَ للأسلحةِ والوسائلِ الجديدةِ، الذي غيّرا النظامَ الأقدمَ
للجيوشِ الإقطاعيةِ والذي كان يسيطرَ عليه سلاحِ الفرسان الثقيلِ. والذي
كان يعتبر الجيوش الدائمية الأولى في أوروبا الغربية منذ زمن الإمبراطورية
الرومانية ، لذاتغير دور طبقةِ الفلاحين. كُلّ هذا ، بالإضافة إلى المدّة
الطويلةِ،جعل المؤرخين يعتبرونها في أغلب الأحيان كأحد النزاعاتَ الأهمَّ
في تأريخِ الحروبِ في القرون الوسطى.


تعدى تأثير هذه الحرب إلي ممالك
ودوقيات مجاورة ، وتعتبر تلك الحرب أطول الحروب الأوروبية وتعتبر تلك
الفترة <فترة الحرب> نهاية للعصور الوسطى وبداية للعصور الحديثة.
حيث كانت إنجلترا وفرنسا تحت حكم أنظمة ملكية تقلبت بين القوةوالضعف ففى
فرنسا كانت الملكية تعانى من قلة الموارد والصراع بين النبلاء والإقطاعيين
ورجال الدين وعامة الشعب ويتفاوت هذا الصراع ويتباين بالنظر إلي حال
الجالس على العرش ، وقد حكم فرنسا خلال حرب المائة عامخمسة ملوك أهمهم
فيليب السادسوشارل الخامس حتى شارل السابع وأعتمدت فرنسا على الضرائب
المختلفة وفى الحكم على مجلس الدولةوأعوانه ومجلس طبقات الأمة. ولمتختلف
أنجلترا عن ذلك كثيرا فقد أعتمدت علي الزراعة وتربية الأغنام وتجارة
الصوفوكانت إنجلترا تابعة لملك فرنسا,وحكم أنجلترا من الملوك أثناء الحرب
خمسة هم إدوارد الثالث وريتشارد الثاني وهنري الرابع حتى هنري السادس
وعانى ملوكأنجلترا من كثير من المشاكل الداخلية في العلاقات مع أسكتلندا
وأيرلندا وتنظيم الدخل والعلاقات مع النبلاء والأقطاعيينورجال الدين.




أسباب حرب المائة عام



تعود الأسباب إلي تعقد العلاقات بين
البلدين منذ منتصف القرن الثالث عشر 1250م تقريبا وترتب علي جذور تلك
العلاقات أن أصبحت أنجلترا تابعة لملك فرنسا الذي أستغل تلك التبعية في
الحصول على كثير من المكاسب المادية في شكل ضرائب وحقوق سيادةوالكثير من
السلع التجارية هذا بالإضافة للضغوط السياسية والمعنوية وكان لذلك الأثر
الكبير في رغبةإنجلترا للتخلص من تلك التبعية حتى وإنكان ذلك بالحرب
المدمرة.



السبب الأول للحرب سياسي يتعلق برغبة
أنجلترا التخلص من التبعية لفرنسا.

السبب الثانى للحرب أقتصادي ذلك أن
إنجلترا كانت تعتمد في جزء هام من أقتصادها على كونتيه الفلاندر التي كان
تصدر إليها صوف الغنم الأنجليزي والذي كان يجد له سوقا رائجا في الفلاندر
بجانب العنب والنبيذ,كانت كونتيه الفلاندر أحد تبعيات ملك فرنسا ولكنها
كانت شبه مستقلة ولكن ملك فرنسا تدخل كثيرا في شؤنها الداخلية واحتل بعض
مدنها كما تدخل في حرية الكونت صاحب الفلاندر فأشتكى الكونت بدوره لملك
إنجلترا فما كان من ملك فرنسا سوى أحتلالها فأصبح ملك أنجلترا في مأزق باب
أقتصادي كان مفتوحا للأقتصاد الأنجليزى.

السبب الثالث يتعلق بشخص ملك فرنسا
الذي كان ضعيفا مسرفا في أنفاقه محب للبذخ والحفلات الصاخبة ولم يحكم
البلاد بنفسه بل ترك امرها لخاصته وحاشيته وتكلب علي حفلاته ومجالسه
الكثير من أصحاب المصالح والمنتفعين ورجال الدين والأعيان ، فكان الملك
دائم الأفلاس وأستدان من الجميع حتى من الموظفين والضباط, كما أنه لم
ينشىء جيش نظامي وأكتفى بجيش مؤقت مرهون بموافقة السادة الاقطاعيين كما
انه لم يوجد سوى بعض الفرسان غير النظاميين والضعاف كان هذا دافع كبير
أغرى ملك إنجلترا للغزو.

السبب الرابع على النقيض من السبب
الثالث فقد كانت أنجلترا تتمتع بحكم ملك قوي وهو إدوارد الثالث الذي كان
عمليا واقعيا يخطط لأهدافه ويصر على الحصول عليها كما نجح في علاقاته
الداخلية مع الأقطاعيين وأحكم سيطرته على نظام حكمه وشعبه ساعيا في اقتصاد
بلاده والأهم من ذلك أنه كون جيشا نظاميا قويا مدربا على أسس جديدة وكان
أفراد الجيش علي قناعة بمهامهم وتكونت منهم فرق لرماة النبال والسهام وقوة
ضاربة من سلاح المدفعية ، وغير ذلك من وسائل التكتيك الحديثة ، أضف إلى
ذلك أسطول قوى ضارب وكان على النقيض من ذلك تماما الجيش الفرنسي .





حوادث الحرب وتطوراتها


في صيف 1339 بدأ إدوارد الثالث حربه
ضد فرنسا وكانت البداية في شكل تكثيف نشاط ديبلوماسي وكسب علاقات لحصار
فرنسا أمام موجات متلاحقة من عداء المحيطين لفرنسا فكان التأييد لأنجلترا
من الفلاندر التي أصيبت بضرر أقتصادى جسيم كما ذكرنا في السبب الثاني وحتى
على السواحل الفرنسية كسبت إنجلترا التأييد والتشجيع, وبدأ الملك إدوارد
حربه بمعركة بحرية على السواحل الفرنسية أنزلت فيها البحرية الأنجليزية
ضرر بالغ وخسارة فادحة جعلت فرنسا تخسر أسطولها الذى تكون على مدار

سنوات طويلة
وواصل إدوارد الثالث أستعدداده ففى
شهر يوليو من عام 1346 نزل بقواته البرية في الأراضي الفرنسية وكانت حربا
سهلة بدون عقبات فالدفاع ضعيف وأمكانات الجيش الفرنسي أضعف وخرج ملك فرنسا
فيليب السادس بفرسانه لملاقاة الزحف إلا أن اللقاء أثبت تفوق الجيش
الأنجلزي الذى تمكن بسهامه من قهر الجيش الفرنسي وقتل منه الآلاف ففر ملك
فرنسا من المعركة



وواصل الجيش الأنجلزي زحفه حتى وصل
لمدينه كالييه التي سلمت للأنجليز عام1347 ومع تأكد ملك فرنسا من ضعف
أمكانياته عقد هدنة مع ملك إنجلترا ، وفى عام 1350 توفي ملك فرنسا فيليب
السادس. جاء بعد فيليب السادس ملكا ضعيفا واصل الحرب



وجائت المعركة البرية الثانية لتنزل
الهزيمة بالجيش الفرنسى وأخذت إنجلترا ملك فرنسا أسيراً في معركة بواتييه
1356 فكانت كارثة سياسية إلى جانب الكارثة العسكرية واضربت أحوال فرنسا
بعد الهزيمة وجيء بالأمير شارل وكان شابا صغير السن لا خبرة له لتزداد
الأمور سوءاً وتكثر الأضطرابات في كل أنخاء البلاد وما لبث ان عاد ملك
فرنسا من أسره ولكن بشروط لمتنفذ حتى التوقيع على معاهدة بين الطرفين

تعرف بمعاهدة كالييه عام 1360. من
شروط معاهدة كالييه أن تحصل بريطانيا على كل شمال غرب فرنسا مع المناطق
التي أحتلتها إنجلترا قبل ذلك علاوة على كالييه في الشمال وأن تدفع فرنسا
لأنجلترا ثلاثة ملايين جنيه من الذهب ، والكثر من ذلك أن أنجلترا أذلت
فرنسا بأن اتفق على تسليم أثنين من أبناء الملك الفرنسي وأخوالملك وسبعة
وثلاثون اميرا مع تسليم ممثلين عن الدول الهامة وسلم هؤلاء كرهائن عند
الأنجليز جعلت تلك الشروط ملك فرنسا يحيا حياة مهينةوأثقل كاهل البلاد
بالذل والخضوع. جاء بعد ذلك على عرش البلاد شارل الخامس ليواصل الكفاح ضد
الأحتلال الأنجليز



وكان قد أستفاد من التجارب السابقة
فدخل مع إنجلترا في معارك منفصلة وأستدرج إنجلترا في معارك داخلية أثقلت
كاهل إنجلترا وأستمرت هذه الحروب لسنواتأفقدت النجليز الكثير من المواراد
والإمكانيات,ووقف إلى كانب شارل الخامس الشعب الفرنسى الذي مل من الرضوغ
وقلة الموارد ومذلة النفس ومن ثم كان تجاوبه لصالح فرنسا قبل ملكها ، فحدث
أن خسرت أنجلترا الكثير من المواقع التي أحتلتها وأضطرت لعقد سلسلة من
أتفاقيات الهدنة بداية من عام 1375



وانعكست هذه الاوضاع على داخل
إنجلترا التى قلت مواردهاوأنقلبت أوذاعها الداخلية وما لبث أن مات إدوارد
الثالث عام 1377 ليأتى بعده ريتشارد الثاني ليُحاصر بصراعات داخل أنجلترا
وحرب مفتوحة مع فرنسا تحتاج إل حلول حاسمة. وفي فرنسا جائت وفاة الملك
شارل الخامس فجأة ويأتي بعده شارل السادس عام 1378 وكان صغيراً ومن ثم
كانت الوصاية عليه فتحت باب الصراع في داخل فرنسا



والمنافسة للوصول إلى المانصب الكبرى
والمكاسب المادية دون اعتبار للصراع الخارجى مع إنجلترا والمهدد
بالانفجار في أية لحظة, وأنعكس الصراع علي اوضاع العامة التي انتقل إليها
الصراع والتفتت وشيوع التمردوالعصابات.



وبالرغم من أن الأضرابات كانت في
إنجلترا ايضا وتلك نتيجة طبيعية لطول أمد الحروب إلا انها كانت أبشع في
فرنسا شجع ذلك هنري الخامس على القيام بغزوة جديدة عام 1413 وطالب هنرى
الخامس من ملك فرنسا شارل السادس التنازل عن العرش كما طلب بالزواج من
أبنة الملك الفرنسى.

وواصل هنري الخامس حروبه وأنتصاراته
في فرنسا وسط مقاومة ضعيفة ومقتل آلاف الفرسان بفعل مهارة رماة السهام
الأنجليز وكان ذلك عام 1415 ووجد الملك الفرنسى نفسه في موقف الذل
والمهانة فأضطر للاعتراف بملك أنجلترا هنرى الخامس ملكا على فرنسا



وترتب علي ذلك ظهور حالة من اليأس في
أوصال الشعب الفرنسي وسط ترتيبات انتشار الدارة الأنجليزية بموظفيها
لتدير امور البلاد والمدن الفرنسية وجائت الطامة الكبرى بضياع الهيبة
والصولجان وكان ذلك توقيع معاهدة تروا في 12 مايو 1420. وفي اطار وبموجب
تلك المعاهدة أعطى ملك أنجلترا يد أبنته لملك فرنسا ليحرم أبنه من وراثة
العرش وبذلك تنضم فرنسا للتاج البريطانى, وجائت وفاة هنري الخامس عام 1424
مفاجئة لينتقل العرش إلى خليفته هنري السادس الصغير ويحكم بالوصاية



جاء حكم الأوصياء ظالما مما أشاع روح
الذل والغضب في الشعب الفرنسي. بدأت بوادر المقاومة بأن توج الفرنسيين
عليهم شارل السابع سرا كملك لفرنسا عام 1422 ،وما لبث أن شاع الأمر فدخل
في معارك مع الجيش الأنجليزي وذاق الهزيمة مرات متتالية بسبب جيش إنجلترا
النظامي والقوي وقواته الضعيفة,



وبالرغم من ذلك أستمر في الحرب
بتاييد من الشعب الفنسي الذي أرتوى بروح المقاومة, ووسط حماس المقاومة
ظهرت فتاة ريفية ذكية تدعى جان دارك قالت أنها تأتيها أصوات من السماء
تذكر لها أن الله قد اختارها إجلاس الملك شارل السابع على العرش لتواصل
معه المقاومة وإجلاء المحتل الأنجليزي وقد نجحت بالفعل في بعض معاركها مع
الأنجليز ومنها فك حصارهم عن مدينة أورليان كما نجحت في تنصيب شارل السابع
على العرش رسميا في يولو من عام 1429 بمدينة ريمس




ولكن سوء الطالع أوقعها في الأسر
التي أعدمتها بدعوة الهرطقة لتكون بذلك جان دارك رمز للمقاومة والعزة في
فرنسا إلى بومنا هذاوجائت ملحمة كفاح جان دارك لتلهب حماس الشعب الفرنسي
الذي واصل المقاومةوأرهب المحتل الأنجليزي وطلب الأنجليز عقد الصلح الذي
تم في عام 1435 بمعاهدة أراس التي محت كثير من شروط المعاهدة المهينة
تروا. وواصل الملك والشعب الفرنسي الكفاح في معاركمريرة تخللها بعض فترات
من الهدنة منها عام 1444 والتي تزوجت فيها الأميرة مارجريت أبنه أخو ملك
فرنسا من ملك أنجلترا هنري السادسفكان ذلك جانب قضة تحرير فرنسا وعادت
الحرب من جديد بين البلدين في عام1449 وكانت تلك خر الحروب حتى تم خروج
آخر جندي أنجليزى من أرض فرنسا والجلاء الكامل ماعدا كالييه وكان ذلك في
عام 1453.











Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 4270ttr


ظهرت قوة التتار في أوائل القرن
السابع الهجري، وحتى نفهم الظروف التي نشأت فيها هذه القوة لابد من إلقاء
نظرة على واقع الأرض في ذلك الزمان..

الناظر إلى الأرض في ذلك الوقت يجد
أن القوى الموجودة كانت متمثلة في فئتين رئيسيتين:




أما الفئة الأولى فهي أمة الإسلام




المساحات الإسلامية في هذا الوقت
كانت تقترب من نصف مساحات الأراضي المعمورة في الدنيا.. كانت حدود البلاد
الإسلامية تبدأ من غرب الصين وتمتد عبر آسيا وأفريقيا لتصل إلى غرب أوروبا
حيث بلاد الأندلس..



وهي مساحة شاسعة للغاية، لكن وضع
العالم الإسلامي - للأسف الشديد - كان مؤلماً جداً.. فمع المساحات الواسعة
من الأرض، ومع الأعداد الهائلة من البشر، ومع الإمكانيات العظيمة من
المال والمواد والسلاح والعلوم.. مع كل هذا إلى أنه كانت هناك فرقة شديدة
في العالم الإسلامي، وتدهور كبير في الحالة السياسية لمعظم الأقطار
الإسلامية.. والغريب أن هذا الوضع المؤسف كان بعد سنوات قليلة من أواخر
القرن السادس الهجري.. حيث كانت أمة الإسلام قوية منتصرة متحدة
رائدة..ولكن هذه سُنة ماضية: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"..



ولنلق نظرة على العالم الإسلامي في
أوائل القرن السابع الهجري:




1ـ الخلافة العباسية:


وهي خلافة قديمة جدًا؛ فقد نشأت بعد
سقوط الدولة الأموية العظيمة في سنة 132 هـ.. وكانت - في مطلع القرن
السابع الهجري - قد ضعفت جداً، حتى أصبحت لا تسيطر حقيقة إلا على العراق،
وتتخذ من بغداد عاصمة لها منذ سنة132 هجرية...وحول العراق عشرات من
الإمارات المستقلة استقلالاً حقيقياً عن الخلافة، وإن كانت لا تعلن نفسها
كخلافة منافسة للخلافة العباسية..فتستطيع أن تقول: إن الخلافة العباسية
كانت "صورة خلافة" وليست خلافة حقيقية.. وكانت كالرمز الذي يحب المسلمون
أن يظل موجوداً حتى وإن لم يكن له دور يذكر..تماماً كما يُبقى الإنجليز
الآن على ملكة إنجلترا كرمز تاريخي فقط، دون دور يذكر لها في الحكم، بخلاف
الخليفة العباسي الذي كان يحكم فعليًا منطقة العراق باستثناء الأجزاء
الشمالية منها.



وكان يتعاقب على حكم المسلمين في
العراق خلفاء من بني العباس.. حملوا الاسم العظيم الجليل: "الخليفة"،
ولكنهم (في هذه الفترة من لقرن السابع الهجري) ما اتصفوا بهذا الاسم
أبداً, ولا رغبوا أصلاً في الاتصاف به؛ فلم يكن لهم من همّ إلا جمع المال،
وتوطيد أركان السلطان في هذه الرقعة المحدودة من الأرض.. ولم ينظروا نظرة
صحيحة أبداً إلى وظيفتهم كحكام.. لم يدركوا أن من مسئولية الحاكم أن يوفر
الأمان لدولته، ويقوي من جيشها، ويرفع مستوى المعيشة لأفراد شعبه، ويحكم
في المظالم، ويرد الحقوق لأهلها، ويجير المظلومين، ويعاقب الظالمين، ويقيم
حق الله عز وجل على العباد، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويدافع عن
كل ما يتعلق بالإسلام، ويوحد الصفوف والقلوب...

لم يدركوا هذه المهام الجليلة للحاكم
المسلم، كل ما كانوا يريدونه فقط هو البقاء أطول فترة ممكنة في كرسي
الحكم,وتوريث الحكم لأبنائهم، وتمكين أفراد عائلتهم من رقاب الناس، وكذلك
كانوا يحرصون على جمع الأموال الكثيرة، والتحف النادرة، ويحرصون على إقامة
الحفلات الساهرة، وسماع الأغاني والموسيقى والإسراف في اللهو والطرب.

حياة الحكام كانت حياة لا تصلح أن
تكون لفرد من عوام أمة الإسلام فضلاً عن أن تكون لحاكم أمة الإسلام..

لقد ضاعت هيبة الخلافة.. وتضاءلت
طموحات الخليفة!..

كانت هذه هي "الخلافة" العباسية في
أوائل القرن السابع الهجري




2ـ مصر والشام والحجاز واليمن





كانت هذه الأقاليم في أوائل القرن
السابع الهجري في أيدي الأيوبيين أحفاد صلاح الدين الأيوبي، ولكنهم -
للأسف - لم يكونوا على شاكلة ذلك الرجل العظيم..بل تنازعوا الحكم فيما
بينهم, وقسَّموا الدولة الأيوبية الموحدة (التي هزمت الصليبيين في حطين
هزيمة منكرة) إلى ممالك صغيرة متناحرة!!فاستقلت الشام عن مصر، واستقلت
كذلك كل من الحجاز واليمن عن الشام ومصر..بل وقسمت الشام إلى إمارات
متعددة متحاربة!!..فانفصلت حمص عن حلب ودمشق.. وكذلك انفصلت فلسطين
والأردن، وما لبثت الأراضي التي كان حررها صلاح الدين من أيدي الصليبيين
أن تقع من جديد في أيديهم بعد هذه الفرقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم!..





3ـ بلاد المغرب والأندلس:




كانت تحت إمرة "دولة الموحدين".. وقد
كانت فيما سبق دولة قوية مترامية الأطراف تحكم مساحة تمتدّ من ليبيا
شرقاً إلى المغرب غرباً، ومن الأندلس شمالاً إلى وسط أفريقيا جنوباً.. ومع
ذلك ففي أوائل القرن السابع الهجري كانت هذه الدولة قد بدأت في
الاحتضار..وخاصةً بعد موقعة "العقاب" الشهيرة سنة 609 هجرية، والتي كانت
بمثابة القاضية على هذه الدولة الضخمة.. دولة الموحدين





4ـ خوارزم

كانت الدولة الخوارزمية دولة
مترامية الأطراف، وكانت تضم معظم البلاد الإسلامية في قارة آسيا.. تمتد
حدودها من غرب الصين شرقاً إلى أجزاء كبيرة من إيران غرباً.. وكانت هذه
الدولة على خلاف كبير مع الخلافة العباسية.. وكانت بينهما مكائد ومؤامرات
متعددة، ومالت الدولة الخوارزمية في بعض فترات من زمانها إلى التشيع،
وكثرت فيها الفتن والانقلابات، وقامت في عصرها حروب كثيرة مع السلاجقة
والغوريين والعباسيين وغيرهم من المسلمين..


5ـ الهند:

كانت تحت سلطان الغوريين في ذلك
الوقت، وكانت الحروب بينهم وبين دولة خوارزم كثيرة ومتكررة


6ـ فارس


وهي إيران الحالية، وكانت أجزاء
منها تحت سلطان الخوارزميين، وكانت الأجزاء الغربية منها - والملاصقة
للخلافة العباسية -تحت سيطرة طائفة الإسماعيلية، وهي طائفة من طوائف
الشيعة كانت شديدة الخبث، ولها مخالفات كثيرة في العقيدة جعلت كثيراً من
العلماء يخرجونهم من الإسلام تماماً.. خلطت طائفة الإسماعيلية الدين
بالفلسفة، وكانوا أصلاً من أبناء المجوس؛ فأظهروا الإسلام وأبطنوا
المجوسية، وتأولوا آيات القرآن على هواهم، وهم إحدى فرق الباطنية، الذين
يؤمنون بأن لكل أمـر ظاهر في الدين أمرًا آخـر باطنًا خفيًّا لا يعلمه إلا
بعض الناس (وهم من أولئك الناس) ولا يُطلعون أحدًا على تأويلاتهم، إلا
الذين يدخلون معهم في ملتهم، وهم ينكرون الرسل والشرائع، ومن أهم مطالبهم
"الملك والسلطان"؛ ولذلك فهم مهتمون جدًا بالسلاح والقتال..

وعلى العموم، فإن "الإسماعيلية"من
أخطر طوائف الباطنية، وقد كانت سببًا دائمـًا لتحريف العقيدة والدين،
ولقلب أنظمة الحكم الإسلامية، ولاغتيال الشخصيات الإسلامية البارزة، سواء
كانوا خلفاء أو أمراء أو علماء أو قواداً


7- الأناضول (تركيا):


وهذه المنطقة كانت تُحكم بسلاجقة
الروم، وأصول السلاجقة ترجع إلى الأتراك، وكان لهم في السابق تاريخ عظيم
وجهاد كبير، وذلك أيام القائد السلجوقي المسلم الفذ "ألب أرسلان" رحمه
الله، ولكن للأسف فإن الأحفاد الذين كانوا يحكمون هذه المنطقة الحساسة
والخطيرة والملاصقة للإمبراطورية البيزنطية كانوا على درجة شنيعة من الضعف
أدت إلى مواقف مؤسفة من الذل والهوان..



وبعد..
فهذه نظرة على الأمة الإسلامية في
ذلك الوقت..

ونلاحظ أنه قد انتشرت فيها الفتن
والمؤامرات، وتعددت فيها الحروب بين المسلمين وإخوانهم في الدين، وكثرت
فيها المعاصي والذنوب، وعم الترف والركون إلى الدنيا.. وهانت الكبائر على
قلوب الناس.. حتى كثر سماع أن هذا ظلم هذا، وأن هذا قتل هذا، وأن هذا سفك
دم هذا.. يقال هذا الكلام بدم بارد.. وكأن الأرواح التي تزهق ليست بأرواح
بشر!..

وقد عُلم على وجه اليقين أن من كان
هذا حاله فلا بد من استبداله!!..

وأصبح العالم الإسلامي ينتظر كارثة
تقضي على كل الضعفاء في كل هذه الأقطار، ليأتي بعد ذلك جيل من المسلمين
يغير الوضع، ويعيد للإسلام هيبته، وللخلافة قوتها ومجدها..


القوة الثانية في الأرض في أوائل
القرن السابع الهجري كانت قوة الصليبيين


وكان المركز الرئيسي لهم في غرب
أوروبا، حيث لهم هناك أكثر من معقل..وقد انشغلوا بحروب مستمرة مع
المسلمين..فكان نصارى إنجلترا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا يقومون بالحملات
الصليبية المتتالية على بلاد الشام ومصر، وكان نصارى أسبانيا والبرتغال-
وأيضاً فرنسا -في حروب مستمرة مع المسلمين في الأندلس..


وبالإضافة إلى هذا التجمع الصليبي
الضخم في غرب أوروبا كانت هناك تجمعات صليبية أخرى في العالم، وكانت هذه
التجمعات أيضاً على درجة عالية من الحقد على الأمة الإسلامية، وكانت
الحروب بينها وبين العالم الإسلامي على أشدها، وكانت أشهر هذه التجمعات
كما يلي:


1- الإمبراطورية البيزنطية:

وحروبها مع الأمة الإسلامية شرسة
وتاريخية، ولكنها كانت في ذلك الوقت في حالة من الضعف النسبي والتقلص في
الق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: Arrow الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة   Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة Emptyالأربعاء 24 فبراير - 18:31

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 91319



معاهدة أوسلو

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 60524459





هو اتفاق سلام وقعته إسرائيل ومنظمة
التحرير الفلسطينية في مدينة واشنطن ، الولايات الأمريكية المتحدة ، في 13
سبتمبر ايلول 1993، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة اوسلو النرويجية التي
تمت فيها المحادثات السرّية التي افرزت هذا الاتفاق. وجاء الاتفاق بعد
مفاوضات بدأت في العام 1991 في ما عرف بمؤتمر مدريد.



تعتبر اتفاقية أوسلو، التي تم
توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أول اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل
ممثلة بوزير خارجيتها آنذاك شمعون بيريز، ومنظمة التحرير الفلسطينية،
ممثلة بأمين سر اللجنة التنفيذية محمود عباس.



ورغم أن التفاوض بشأن الاتفاقية تم
في أوسلو، إلا أن التوقيع تم في واشنطن، بحضور الرئيس الأمريكي السابق بيل
كلينتون.



وتنص الاتفاقية على إقامة سلطة حكومة
ذاتية انتقالية فلسطينية (أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية
الفلسطينية) ، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية
وقطاع غزة، لفترة انتقالية لاتمامها في أقرب وقت ممكن، بما لا يتعدى بداية
السنة الثالثة من الفترة الانتقالية.



ونصت الاتفاقية، على أن هذه
المفاوضات سوف تغطي القضايا المتبقية، بما فيها القدس، اللاجئون،
المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران
آخرين.



ولحفظ الأمن في الأراضي الخاضعة
للسلطة الفلسطينية، نصت الاتفاقية على إنشاء قوة شرطة فلسطينية قوية، من
أجل ضمان النظام العام في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما تستمر إسرائيل
في الاضطلاع بمسؤولية الدفاع ضد التهديدات الخارجية



في إسرائيل نشأ نقاش قوي بخصوص
الإتفاقية؛ فاليسار الإسرائيلي دعمها، بينما عارضها اليمين. وبعد يومين من
النقاشات في الكنيسيت حول تصرحيات الحكومة حول موضوع الإتفاقية وتبادل
الرسائل، تم التصويت على الثقة في 23 أيلول سبتمبر 1993 حيث وافق 61 عضو
كنيسيت وعارض 50 آخرون، وإمتنع 8 عن التصويت.



الردود الفلسطينية كانت منقسمة أيضا.
ففتح التي مثلت الفلسطينيين في المفاوضات قبلت بإعلان المبادئ، بينما
إعترض عليها كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين (المنظمات المعارضة) لأن أنظمتهم الداخلية ترفض الإعتراف بحق
إسرائيل في الوجود في فلسطين.



على كلا الجانبين كان هناك تخوفات من
نوايا الطرف الآخر. فإسرائيل شكت بأن الفلسطينيين كانوا يقومون بإتفاق
سلام تكتيكي، وأنهم لم يكونوا صادقين برغبتهم بالوصول إلى سلام وتعايش مع
إسرائيل. ورأوا الإتفاقية كجزء من برنامج النقاط العشرة الداعي إلى إقامة
سلطة وطنية فوق أية بقعة من أرض فلسطين المحررة، ولدولة علمانية ديمقراطية
مزدوجة القومية في إسرائيل/فلسطين بحقوق متساوية لكل مواطنيها. وكأدلة
أتوا بمقتطفات لعرفات في المحافل الفلسطينية، حيث قارن الإتفاقية فيها
بصلح الحديبية الذي قام بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقريش. وفهموا
تلك المقولات على أنها محاولة لتبرير توقيع الإتفاقية بالتوافق مع التاريخ
الديني، مع إتفاقيات مرحلية للوصول إلى الهدف النهائي. وكذلك عارض
فلسطينيون آخرون مثل محمود درويش وإدوارد سعيد.



بعد توقيع الإتفاقية، أوقفت إسرائيل
بناء المستوطنات رغم أن إتفاقيات أوسلو لم تنص على إلتزام من هذا القبيل.
ولكنها إستكملت البناء في المستوطنات الموجودة لكن بدرجة أقل من الدرجة
التي كانت تقوم بها حكومة شامير بالبناء (1991-1992). فعدد الوحدات
السكنية المبنية قبل أوسلو (1991-1992) كان 14320 وحدة، بينما كان الرقم
بعدها في الأعوام 1994-1995 3850 وحدة؛ 1996-1997 3570 وحدة بالرغم من
أنوا تعداد المستوطنين في الضفة الغربية إستمر بالنمو بمعدل 10000 نسمة في
السنة. وقام الفلسطينيون بالبناء في مناطق C المدارة من قبل إسرائيل بدون
تصاريح بناء.



بناء على إدعاء حكومة إسرائيل، فإن
ثقة الإسرائيليين بالإتفاقية فقدت بسبب كون الهجمات على إسرائيل تكثفت بعد
توقيع الإتفاقية، الأمر الذي فسره البعض على أنه محاولة من قبل بعد
المنظمات الفلسطينية لإفشال عملية السلام. آمن آخرون أن السلطة الفلسطينية
لم يكن لديها رغبة في إيقاف تلك الهجمات، بل كانت تشجعها. وكدليل قالوا
أنه عندما تفجرت موجة العنف عام 1996، أدارت الشرطة الفلسطينية أسلحتها
بإتجاه الإسرائيليين في الصدامات التي أسفرت عن سقوط 51 فلسطينيا و15
إسرائيليا. عارض أجزاء مهمة من الرأي العام الإسرائيلي العملية، وبالأخص
المستوطنون اليهود الذي خشوا أن تؤدي بهم الإتفاقية لفقدان منازلهم.



خشي العديد من الفلسطينيين أن
إسرائيل لم تكن جادة بخصوص إزالة المستوطنات من الضفة الغربية، خاصة من
المناطق المحيطة بالقدس. وخشوا أنهم حتى قد يزيدوا من وتيرة البناء على
المدى الطويل ببناء مستوطنات جديدة وتوسيع الموجود منها.












إرفين روميل

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 108ttr


ولد في 15 نوفمبر 1891 م في مدينة
هايدنهايم (Heidenheim) قرب شتوتغارت الألمانية كان يلقب

بثعلب الصحراء كان مشيرًا ألمانيًا
أثناء الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا. توفي في 14 أكتوبر عام

1944 م بعد أن أجبره أدولف هتلر على
الانتحار بعد أن ثبت ضلوعه في محاولة اغتيال هتلر في مقر قيادته في بروسيا
الشرقية في 20 تموز 1944 فخُيِّر بين الانتحار مع إقامة جنازة له وتشييع
رسمي مهيب أو الذهاب إلى برلين مع ضمان مثوله امام المحكمة العسكرية
والإعدام فاختار الانتحار.


خسر معركة العلمين الثانية في مصر
على يد الجنرال الإنجليزي مونتغمري قائد الجيش الثامن البريطاني (فئران
الصحراء) في أكتوبر 1942 م ليس لعدم كفاءته أو لكفاءة خصمه بل لعدم توفر
دعم جوي لديه وكذلك نقص حاد في المحروقات بينما كان خصمه يتمتع بتفوق جوي
مطلق ونسبة قواته تعادل 1:3 وقد اختلقت الدعاية البريطانية أسطورة
مونتغمري (مونتي) لتعزيز معنويات جنودها المهزوزة ويبقى هو (مونتي) القائد
الحذر الذي يحجم عن استغلال الفرص مستهيناً بالسيقات التكتيكية العسكرية
لصالح المحافظة على سمعته فقط.



اما رومل فكان قائد يتمتع بحس تكتيكي
وإستراتيجي رائع قلما نجده بين القادة. شارك فيمعركة فرنسا في مايو
ويونيو 1940 وقاد الفرقة المدرعة السابعة بانزر التي سميت بالفرقة الشبح .
يعتبر روميل واضع التكتيكات المستخدمة في يومنا هذا في قتال المدرعات حيث
تم ابتكار معظم التكتيكات هذه في حملة شمال أفريقيا.



في3 مارس عام 1943 م قاد المشير
الألماني إرفين روميل القوات الألمانية والإيطالية في معركة مدنين بالجنوب
التونسي التي كانت آخر معاركه في شمال أفريقيا وهي المنطقة التي شهدت
أمجاده العسكرية عندما أحدث انقلابا في الفكر العسكري بمناورات شديدة
الإبداع أدت إلى تحقيق انتصارات كبيرة على القوات البريطانية وإجبارها على
التراجع من طبرق في ليبيا إلى مصر حتى منطقة العلمين شمال غرب مصر.



كان رومل قد تولى قيادة القوات
الألمانية والإيطالية الحليفة فيشمال أفريقيا عام 1941 وأتخذ من مدينة
البيضاء في ليبيا النقطة للوصول إلى الشرق الأوسط مقرا له واستطاع استرداد
ليبيا من قبضة البريطانيين بعد معارك خاطفة مما دفع الزعيم النازي أدولف
هتلر إلى ترقيته لرتبة فيلد مارشال ليصبح أصغر ضابط يحصل على هذه الرتبة
في الجيش الألماني.


لكن الخلل الكبير في موازين القوة
بين القوات الألمانية التي يقودها والقوات البريطانية التي استطاعت الحصول
على إمدادات هائلة قبل العلمين في الوقت الذي كانت القوات الألمانية
تفتقد حتى إلى الكميات الكافية من الوقود اللازم لتسيير المركبات
والمدرعات الأمر الذي قيد حرية روميل في ممارسة هوايته المفضلة وهي
المناورات السريعة والمفاجئة فكانت النتيجة هي هزيمة الألمان في معركة
العلمين لتتخذ معارك شمال أفريقيا اتجاها معاكسا حيث تولت هزائم الألمان
واضطروا إلى التراجع إلى ليبيا ولكن القوات البريطانية واصلت الضغط على
قوات روميل فتراجع إلى الصحراء التونسية حيث اشتبك في معركة مع قوات
الحلفاء في منطقة مدنين التونسية وتنتهي بهزيمته أيضا فيأمر هتلر بإعادته
إلى ألمانيا خاصة وقد ترددت أنباء عن انتقادات روميل لقيادة هتلر.



بعد عودته إلى ألمانيا ألقي القبض
عليه بتهمة التآمر على حياة هتلر حيث خيره الزعيم النازي بين تناولالسم
والموت منتحرا والإعلان عن وفاته متأثرا بجراحه ليحتفظ بشرفه العسكري أو
يقدم إلى محكمة الشعب بتهمة الخيانة فاختار الأولى وانتحر في الرابع عشر
من أكتوبر عام 1944م.

كان الوحيد من القادة الألمان الذين
توقعوا الإنزال فيالنورمندي. غير أنه لم يتح له الوقت الكافي لتعزيز
الدفاعات هناك، و لسوء الحظ فانه كان مصاب بجرح نتيجة غارة جوية قبل
الإنزال في النورمندي و كان خارج قيادته يعالج عند حدوث الإنزال تماماً
كما كان قبل هجوم العلمين شمال غرب مصر يتعالج من مرض اليرقان الذي اصيب
به في شمال أفريقيا.











الحملة الفرنسية على مصر

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 2751ttr



قبل قيام الحملة الفرنسية على مصر
قدم "شارل مجالون" القنصل الفرنسي في مصر تقريره إلى حكومته في (22 من
شعبان 1212هـ = 9 من فبراير 1798م) يحرضها على ضرورة احتلال مصر، ويبين
أهمية استيلاء بلاده على منتجات مصر وتجارتها، ويعدد لها المزايا التي
ينتظر أن تجنيها فرنسا من وراء ذلك.


وبعد أيام قليلة من تقديم تقرير
مجالون تلقت حكومة فرنسا تقريرا آخر من "تاليران" وزير الخارجية، ويحتل
هذا التقرير مكانة كبيرة في تاريخ الحملة الفرنسية على مصر؛ حيث عرض فيه
للعلاقات التي قامت من قديم الزمن بين فرنسا ومصر وبسط الآراء التي تنادي
بمزايا الاستيلاء على مصر، وقدم الحجج التي تبين أن الفرصة قد أصبحت سانحة
لإرسال حملة على مصر وفتحها، كما تناول وسائل تنفيذ مشروع الغزو من حيث
إعداد الرجال وتجهيز السفن اللازمة لحملهم وخطة الغزو العسكرية، ودعا إلى
مراعاة تقاليد أهل مصر وعاداتهم وشعائرهم الدينية، وإلى استمالة المصريين
وكسب مودتهم بتبجيل علمائهم وشيوخهم واحترام أهل الرأي منهم؛ لأن هؤلاء
العلماء أصحاب مكانة كبيرة عند المصريين




قرار الحملة


وكان من أثر التقريرين أن نال موضوع
غزو مصر اهتمام حكومة الإدارة التي قامت بعد الثورة الفرنسية، وخرج من
مرحلة النظر والتفكير إلى حيز العمل والتنفيذ، وأصدرت قرارها التاريخي
بوضع جيش الشرق تحت قيادة نابليون بونابرت في (26 شوال 1212هـ = 12 من
إبريل 1798م).


وتضمن القرار مقدمة وست مواد، اشتملت
المقدمة على الأسباب التي دعت حكومة الإدارة إلى إرسال حملتها على مصر،
وفي مقدمتها عقاب المماليك الذين أساءوا معاملة الفرنسيين واعتدوا على
أموالهم وأرواحهم، والبحث عن طريق تجاري آخر بعد استيلاء الإنجليز على
طريق رأس الرجاء الصالح وتضييقهم على السفن الفرنسية في الإبحار فيه، وشمل
القرار تكليف نابليون بطرد الإنجليز من ممتلكاتهم في الشرق، وفي الجهات
التي يستطيع الوصول إليها، وبالقضاء على مراكزهم التجارية في البحر الحمر
والعمل على شق قناة برزخ السويس




تجهيز الحملة


جرت الاستعدادات لتجهيز الحملة على
خير وجه، وكان قائد الحملة الجنرال نابليون يشرف على التجهيز بكل عزم
ونشاط ويتخير بنفسه القادة والضباط والعلماء والمهندسين والجغرافيين، وعني
بتشكيل لجنة من العلماء عرفت باسم لجنة العلوم والفنون وجمع كل حروف
الطباعة العربية الموجودة في باريس لكي يزود الحملة بمطبعة خاصة بها.


وأبحرت الحملة من ميناء طولون في (3
من ذي الحجة 1212 هـ = 19 من مايو 1798م) وتألفت من نحو 35 ألف جندي،
تحملهم 300 سفينة ويحرسها أسطول حربي فرنسي مؤلف من 55 سفينة، وفي طريقها
إلى الإسكندرية استولت الحملة على جزيرة مالطة من فرسان القديس يوحنا آخر
فلول الصليبيين.





الأسطول الإنجليزي يراقب الحملة


وعلى الرغم من السرية التامة التي
أحاطت بتحركات الحملة الفرنسية وبوجهتها فإن أخبارها تسربت إلى بريطانيا
العدو اللدود لفرنسا، وبدأ الأسطول البريطاني يراقب الملاحة في البحر
المتوسط، واستطاع نيلسون قائد الأسطول الوصول إلى ميناء الإسكندرية قبل
وصول الحملة الفرنسية بثلاثة أيام، وأرسل بعثة صغيرة للتفاهم مع السيد
"محمد كريم" حاكم المدينة وإخباره أنهم حضروا للتفتيش عن الفرنسيين الذين
خرجوا بحملة كبيرة وقد يهاجمون الإسكندرية التي لن تتمكن من دفعها
ومقاومتها، لكن السيد محمد كريم ظن أن الأمر خدعة من جانب الإنجليز لاحتلال
المدينة تحت دعوى مساعدة المصريين لصد الفرنسيين، وأغلظ القول للبعثة؛
فعرضت أن يقف الأسطول البريطاني في عرض البحر لملاقاة الحملة الفرنسية وأنه
ربما يحتاج للتموين بالماء والزاد في مقابل دفع الثمن، لكن السلطات رفضت
هذا الطلب.


وتَوقُّع بريطانيا أن تكون وجهة
الحملة الفرنسية إلى مصر العثمانية دليلٌ على عزمها على اقتسام مناطق
النفوذ في العالم العربي وتسابقهما في اختيار أهم المناطق تأثيرا فيه،
لتكون مركز ثقل السيادة والانطلاق منه إلى بقية المنطقة العربية، ولم يكن
هناك دولة أفضل من مصر لتحقيق هذا الغرض الاستعماري




وصول الحملة الإسكندرية

وصلت الحملة الفرنسية إلى الإسكندرية
ونجحت في احتلال المدينة في (18 من المحرم 1212هـ= 2 من يوليو 1798م) بعد
مقاومة من جانب أهلها وحاكمها السيد محمد كريم دامت ساعات، وراح نابليون
يذيع منشورا على أهالي مصر تحدث فيه عن سبب قدومه لغزو بلادهم وهو تخليص
مصر من طغيان البكوات المماليك الذين يتسلطون في البلاد المصرية، وأكد في
منشوره على احترامه للإسلام والمسلمين، وبدأ المنشور بالشهادتين وحرص على
إظهار إسلامه وإسلام جنده كذبا وزورا، وشرع يسوق الأدلة والبراهين على صحة
دعواه، وأن الفرنساوية هم أيضا مسلمون مخلصون، فقال: "إنهم قد نزلوا روما
وخربوا فيها كرسي البابا الذي كان دائما يحث النصارى على محاربة
المسلمين،" وأنهم قد قصدوا مالطة وطردوا منها فرسان القديس يوحنا الذين
كانوا يزعمون أن الله يطلب منهم مقاتلة المسلمين.


وأدرك نابليون قيمة الروابط
التاريخية الدينية التي تجمع بين المصريين والعثمانيين تحت لواء الخلافة
الإسلامية؛ فحرص ألا يبدو في صورة المعتدي على حقوق السلطان العثماني؛
فعمل على إقناع المصريين بأن الفرنسيين هم أصدقاء السلطان العثماني.. غير
أن هذه السياسة المخادعة التي أراد نابليون أن يخدع بها المصريين ويكرس
احتلاله للبلاد لم تَنْطلِ عليهم أو ينخدعوا بها؛ فقاوموا الاحتلال وضربوا
أروع أمثلة الفداء.


الطريق إلى القاهرة

وفي مساء يوم (19 من المحرم 1212
هـ= 3 من يوليو 1798 م) زحفت الحملة على القاهرة، وسلكت طريقين أحدهما بري
وسلكته الحملة الرئيسية؛ حيث تسير من الإسكندرية إلى دمنهور فالرحمانية،
فشبراخيت، فأم دينار على مسافة 15 ميلا من الجيزة. وأما الطريق الآخر
فبحري وتسلكه مراكب الأسطول الخفيفة في فرع رشيد لتقابل الحملة البرية قرب
القاهرة.


ولم يكن طريق الحملة سهلا إلى
القاهرة فقد لقي جندها ألوانا من المشقة والجهد، وقابلت مقاومة من قبل
أهالي البلاد؛ فوقعت في (29 من المحرم 1213هـ = 13 من يوليو 1798م) أول
موقعة بحرية بين مراكب المماليك والفرنسيين عند "شبراخيت"، وكان جموع
الأهالي من الفلاحين يهاجمون الأسطول الفرنسي من الشاطئين غير أن الأسلحة
الحديثة التي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي حسمت المعركة لصالحه، واضطر
مراد بك قائد المماليك إلى التقهقر صوب القاهرة.


ثم التقى مراد بك بالفرنسيين عند
منطقة إمبابة في (7 من صفر 1213 هـ= 21 من يوليو 1798م) في معركة أطلق
عليها الفرنسيون معركة الأهرام. وكانت القوات المصرية كبيرة غير أنها لم
تكن معدة إعدادا جيدا؛ فلقيت هزيمة كبيرة وفر مراد بك ومن بقي معه من
المماليك إلى الصعيد، وكذلك فعل إبراهيم بك شيخ البلد، وأصبحت القاهرة
بدون حامية، وسرت في الناس موجة من الرعب والهلع خوفًا من الفرنسيين


نابليون في القاهرة



دخل نابليون مدينة القاهرة تحوطه
قواته من كل جانب، وفي عزمه توطيد احتلاله للبلاد بإظهار الود للمصريين
وبإقامة علاقة صداقة مع الدولة العثمانية، وباحترام عقائد أهالي البلاد
والمحافظة على تقاليدهم وعاداتهم؛ حتى يتمكن من إنشاء القاعدة العسكرية،
وتحويل مصر إلى مستعمرة قوية يمكنه منها توجيه ضربات قوية إلى
الإمبراطورية البريطانية.


وفي اليوم الثاني لدخوله القاهرة وهو
الموافق (11 من صفر 1213هـ = 25 من يوليو 1798م) أنشأ نابليون ديوان
القاهرة من تسعة من كبار المشايخ والعلماء لحكم مدينة القاهرة، وتعيين
رؤساء الموظفين، غير أن هذا الديوان لم يتمتع بالسلطة النهائية في أي أمر
من الأمور، وإنما كانت سلطة استشارية ومقيدة بتعهد الأعضاء بعدم القيام
بأي عمل يكون موجها ضد مصلحة الجيش الفرنسي، ولم يكن الغرض من إنشاء هذا
الديوان سوى تكريس الاحتلال الفرنسي والعمل تحت رقابة وأعين السلطات
الفرنسية.


لقد كانت حملة نابليون على مصر حدثا
خطيرا استهدف الأمة الإسلامية في الوقت الذي كانت فيه غافلة عما يجري في
أوربا من تطور في فنون القتال وتحديث أنواع الأسلحة ونهضة شاملة، وكان
نابليون يمنّي نفسه باحتلال إستانبول عاصمة الدولة العثمانية وتصفية
كيانها باعتبارها دولة إسلامية كبرى وقفت أمام أطماع القارة الأوروبية،
وذلك بعد أن يقيم إمبراطورية في الشرق، وقد عبر نابليون عن هذا الحلم
بقوله: "إذا بلغت الآستانة خلعت سلطانها، واعتمرت عمامته، وقوضت أركان
الدولة العثمانية، وأسست بدلا منها إمبراطورية تخلد اسمي على توالي
الأيام…"











نتائج الحملة الفرنسية


النتائج العلمية


1-إصطحبت الحملة الفرنسية الكثير من العلماء في مختلف المجالات للبحث في
البيئة المصرية والشعب المصري والعادات والتقاليد والأثار والمصريات كما
أحضروا معهم مطبعتين واحدة فرنسية والأخرى عربية وكذلك المترجمين ، وكانت
المحصلة هي كتاب وصف مصر الذي ذكروا فيه باستفاضة كل ما يتعلق بمصر من
تاريخ وجغرافيا وتضاريس ، مزوداً بالرسوم البيانية الموضحة في عدة مجلدات
كبيرة.

2- فك رموز اللغة المصرية القديمة التي كانت غامضة بالنسبة للعالم على يد
العالم الفرنسي شامبليون، بعد اكتشاف حجر رشيد .


النتائج السياسية

1- لفتت الحملة الفرنسية على مصر أنظار العالم
الغربي لمصر وموقعها الاستراتيجي وخاصة إنجلترا، مما كان لهذه النتيجة
محاولة غزو مصر في حملة فريزر (19 سبتمبر 1807) الفاشلة على رشيد بعد أن
تصدى لها المصريون ، بعد ذلك بسنوات قلائل.

2- إثارة الوعي القومي لدى المصريين ولفت إنتباههم إلى وحدة أهداف المحتل
على اختلاف مشاربهم ألا وهو امتصاص خيرات البلاد


النتائج الإجتماعية

1- تعرف المصريون على الحضارة الغربية بمزاياها ومساوئها

2- تعرف الشعب المصري على حقيقة بعض فئاته التي ساندت الفرنسيين في قمع
الشعب المصري من الأقباط والأروام وغيرهم من الأجانب الذين احتموا بهم
وانضموا تحت لوائهم.

3- عرف المصريون بعض الإنظمة الإدارية عن الفرنسيين ومن بينها سجلات
المواليد والوفيات وكذلك نظام المحاكمات الفرنسي ، وبرز ذلك في قضية سليمان
الحلبي



إنتهاء الحملة الفرنسية

في معركة أبي قير البحرية وبعد حصار الشواطئ
المصرية ، تم تحطيم الأسطول الفرنسي وغرق بمجمله ، فقام الجنرال مينو بعد
ذلك بتوقيع إتفاقية التسليم مع الجيش الإنجليزي وخروجهم بكامل عدتهم من مصر
على متن السفن الانجليزية














الحرب الباكستانية-الهندية 1947

Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 667ttr

خلفيات تاريخية

عند استقلا الهند و باكستان عن بريطانيا و أوعزت
بريطانيا بعد انسحابها إلى تلك الإمارات التي كانت تحكمها في الهند بأن
تنضم إما إلى الهند أو باكستان وفقا لرغبة سكانها مع الأخذ بعين الاعتبار
التقسيمات الجغرافية في كل إمارة، وتكونت تبعا لذلك دولتا الهند وباكستان و
كانت من هذة الإمارات امارة جامو و كشمير التي كانت تحكمها عائلة الدوغرا
الهندوسية (1846 - 1947) . بالرغم من الغلبية المسلمة الكبيرة فيها فقد
باعت فيها بريطانيا جامو و كشمي إلى أسرة الدوغرا الهندوسية لمدة مائة
عامة مقابل (7.5) ملايين روبية، أي ما يعادل مليون ونصف المليون دولار،
وكان مدة هذه الاتفاقية تنتهي عام (1366هـ= 1946م)


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 6527w6ww6w20050424013730307ei4

الانضمام إلى الهند


تردد مهراجا كشمير في إعلان انضمام الإمارة إلى باكستان ادى إلى تمرد
المسلمون الكشميريون الذين كانوا يمثلون نسبة 82% من السكان. وقام جنود
الحاكم الهندوسي بارتكاب المذابح في منطقة بونش وميربور في سبتمبر/ أيلول
1947. ويقال إنه قتل في هذه الاضطرابات ما لا يقل عن مائة ألف مسلم. وجرت
هذه المجازر لإجهاض انتفاضة مسلمي كشمير ضد الحاكم الهندوسي. وقعت كشمير و
باكستان اتفاقية في اغسطس 1947 تقوم فيها حكومة باكستان بامداد ولاية
كشمير بالمواد الغذائية.و في أكتوبر اعلن المهراجا ان باكستان تقوم بعمل
حصار عسكري على بلاده .


و في 23 أكتوبر 1947 بدأ رجال القبائل الباكستانية في غزو كشمير . ذلك
بتحريض من السلطات الباكستانية وبمشاركة جنودها. ومني جيش المهراجا بهزيمة
منكرة وأقيمت "حكومة كشمير الحرة المؤقتة" بمدينة مظفر آباد في 24 أكتوبر
1947.وأعلنت الحكومة الجديدة على الفور بدء الحرب لتخليص الولاية من ظلم
المهراجا بتأييد من القبليين المسلمين وقدامى الجنود المسلمين الذين كانوا
قد سرحوا من الخدمة عقب الحرب العالمية الثانية بمنطقة بونش وميربور.


وتقدمت هذه القوات بسرعة نحو عاصمة كشمير الصيفية سرينغار. طلب الخكام
الهندوسي من الهند التدخل في الصراع و لكن اللورد مونباتن الحاكم العام
للهند اعلن انه لا يمكن إرسال قوات هندية الا بعد انضمام كشمير إلى الهند و
اعلن ان هذا الضم سوف يكون مؤقتا لحين معرفة رغبات شعب الولاية وقال ايضا
"إن الوضع النهائي لجامو وكشمير سيتقرر باستفتاء شعبي بعد إعادة القانون
والنظام إلى الإمارة". قرر حاكم كشمير الهندوسي هاري سينغ -بعد أن فشل في
أن يظل مستقلا- الانضمام إلى الهند في 24 أكتوبر 1947 متجاهلا رغبة
الأغلبية المسلمة بالانضمام إلى باكستان ومتجاهلا القواعد البريطانية
السابقة في التقسيم. وقد قبلت الهند انضمام كشمير إليها .


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 6527w6ww6w20050424013730307ei4


الحرب





أرسلت الهند قواتها المحملة جوًا لوقف تقدم
الكشميريين الذين كانو على بعد 5 اميال فقط منسرينجار ، وكان برفقة هذه
القوات المهراجا، ووقعت اشتباكات بين الجانبين و مع اول نوفمبر بدأت
القوات الهندية في تطهير الولاية من رجال القبائل المسلحين . طلب رئيس
وزراء باكستان محمد علي جناح من الجنرال جراسي قائد الجيش الباكستاني
إرسال قواته إلى كشمير و ذلك عقب دخول القوات الهندية الولاية . اعتذر
القائد البريطاني عن إرسال القوات إلى كشمير و اعلن ان ذلك معناه سحب
الضباط البريطانيين من الجيش الباكستاني . في اوائل نوفمبر 1947 اجريت اول
مباحثات مباشرة بين الهند و باكستان بين رئيس الوزراء محمد علي جناح و
الحاكم العام للهند .


طرح فيها جناح مبادرة سلام تتضمن انسحاب القوات الهندية و المقاتلين
القبليين باقصى وقت , ان تتولى الهند و باكستان إدارة الولاية . رفضت الهند
تلك المقترحات .و استمر القتال في شتاء و ربيع 1948 و دخلت القوات
الباكستانية إلى الاقليم في مارس 1947 و استطعات الدفاع عن اقليم مظفر اباد
و استمر القتال دون ان يستطيع أحد تحقيق نصر استراتيجي على الارض


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 6527w6ww6w20050424013730307ei4


مجلس الأمن يتدخل



وبينما كانت المعارك تجري بين قوات القبائل والقوات الباكستانية من جهة
والقوات المسلحة الهندية من جهة أخرى بادرت حكومة الهند برفع قضية كشمير
أمام مجلس الأمن بالأمم المتحدة في 1 يناير 1948 وحاولت الهند إقناع الدول
الأعضاء بأن ضم و لاية كشمير إلى الهند قد جاء استجابة لقرار اتخذه شعب
كشمير نفسه. وقدمت الهند زعيم "المؤتمر القومي" الكشميري (شيخ محمد عبد
الله) في اجتماعات مجلس الأمن باعتباره الناطق الوحيد باسم شعب كشمير.


وفى5 يناير 1949 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا يتضمن وقف إطلاق النار
والاتفاق بشأن سحب جيوش البلدين وتوطين اللاجئين وإجراء استفتاء عام محايد
بشأن الانضمام إلى الهند أو باكستان.




وتم تنفيذ وقف إطلاق النار بتعيين خط لوقف إطلاق النار بصورة مؤقتة.
وانتشرت قوات حفظ السلام على جانبي خط وقف إطلاق النار، ولم تنفذ بقية
البنود، واستمرت هذه القوات حتى عام 1972, عندما طالبت الهند بانسحابها
فانسحبت من الجانب الهندي.ولكن لم يتم تنفيذ قراري مجلس الأمن الخاصين بسحب
القوات الهندية والباكستانية وإجراء الاستفتاء.




وفى سبتمبر1951 أقيمت في كشمير "جمعية تأسيسية"بزعامة شيخ عبدالله يتزعمه.
وتحدت رغبات الناس فصادقت على قرار المهراجا هاري سينغ بالانضمام إلى
الهند. ونصب شيخ عبد الله نفسه رئيسا لوزراء دولة جامو وكشمير. وظل زعماء
الهند يرددون حتى عام 1954 تمسكهم بمبدأ إجراء الاستفتاء العام إلا أنه
اتضح على مر الزمن أنهم لم يكونوا يعنون ما يقولونه












عمر بن الخطاب رضي الله عنه

(13 - 23 هـ/ 634- 643م )


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 9497w6w_200505201631275997173af043

الاختيار


رحم الله أبا بكر، لقد قال فيه عمر يوم أن بويع بالخلافة: رحم الله أبا
بكر، لقد أتعب من بعده.
ولقد كان عمر قريبًا من أبى بكر، يعاونه ويؤازره، ويمده بالرأى والمشورة،
فهو الصاحب وهو المشير.
وعندما مرض أبو بكر راح يفكر فيمن يعهد إليه بأمر المسلمين، هناك العشرة
المبشرون بالجنة، الذين مات الرسول ( وهو عنهم راضٍ.
وهناك أهل بدر، وكلهم أخيار أبرار، فمن ذلك الذى يختاره للخلافة من بعده
؟إن الظروف التى تمر بها البلاد لا تسمح بالفرقة والشقاق؛ فهناك على الحدود
تدور معارك رهيبة بين المسلمين والفرس، وبين المسلمين والروم. والجيوش
فىميدان القتال تحتاج إلى مدد وعون متصل من عاصمة الخلافة، ولا يكون ذلك
إلافى جو من الاستقرار!

إن الجيوش فى أمسِّ الحاجة إلى التأييد بالرأى، والإمداد بالسلاح، والرجال،
والموت يقترب، ولا وقت للانتظار، وعمر هو من هو عدلا ورحمة وحزمًا وزهدًا
وورعًا.
إنه عبقرى موهوب، وهو فوق كل ذلك من تمناه رسول الله يوم قال: اللهم
أعزالإسلام بأحب الرجلين إليك، عمر بن الخطاب وأبى جهل بن هشام"
[الطبرانى]،فكان عمر بن الخطاب. فلِمَ لا يختاره أبو بكر والأمة تحتاج إلى
مثل عمر؟! ولم تكن الأمة قد عرفت عدل عمر كما عرفته فيما بعد، من أجل ذلك
سارع الصديق -رضى الله عنه- باستشارة أولى الرأى من الصحابة فى عمر، فما
وجد فيهم من يرفض مبايعته، وكتب عثمان -رضى الله عنه- كتاب العهد، فقرئ على
المسلمين، فأقروا به وسمعوا له وأطاعوا.

إنه رجل الملمات والأزمات، لقد كان إسلامه فتحًا، وكانت هجرته نصرًا،فلتكن
إمارته رحمة، ولقد كانت؛ قام الفاروق عمر بالأمر خير قيام وأتمه،وكان أول
من سمى بأمير المؤمنين.
وبدأت الدولة الجديدة فى عهده تتسع رقعتها، ولم تعد مقصورة على مكةوالمدينة
وما حولهما من القرى، لكنها أصبحت تضمُّ شبه الجزيرة العربية،وتمتد لتشمل
بعض المدن فى العراق والشام.
وها هى ذى الجيوش الإسلامية تواصل زحفها المبارك لإعلاء كلمة الله، وتنتقل
من نصر إلى نصر، هناك شعوب مقهورة مظلومة تحت حكم الفرس والرومان تتطلعإلى
من يأخذ بأيديها، ويخلصها من القهر والظلم.

وهناك فى العراق، والشام، ومصر، وشمال إفريقية، شعوب تعانى من
الظلموالطغيان، والآن راحت تتطلع إلى غد يسود فيه العدل والأمان. وعمر
العادلخير من يحمل الراية فى هذه الظروف، وكأنما أعده النبى ( لهذا اليوم
الموعود فهو مثال العدل والرحمة فى الإسلام !
لقد اقترن اسم عمر بدولة الفرس ودولة الروم، وسمى عصره عصر الفتوحات
الإسلامية


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 9497w6w_200505201631275997173af043

تعديل فى القيادة



فى البدء وجه عمر -رضى الله عنه- اهتمامه إلى
الجيوش المحاربة؛ لأنه يريدلها أن تنتصر، ويريد لكلمة الله أن تعلو
وتنتشر، ويود أن يكون مع الجنودفى صفوف القتال لولا أن أهل الشورى نصحوا
له أن يختار من ينوب عنه؛ ليظل بعاصمة الخلافة حيث تقتضى المصلحة العامة
وجوده.

أصدر عمر -رضى الله عنه- أوامره بتعيين أبى عبيدة بن الجراح قائدًا عامّ
اللقوات الإسلامية فى الشام، فى نفس الوقت الذى أمر فيه بعزل خالد بن
الوليد من إمارة الجيش حتى لا يفتتن الناس به.
ولقد قابل خالد الأمر بالطاعة فهو جندى فى صفوف جيش الإسلام، والجندية
طاعة، فليضعه الخليفة حيث يشاء، وما عليه إلا أن يطيع، إن خالدًا لا يهمه
أن يكون فى مركز القيادة، يكفيه أن يكون جنديَّا فى صفوف المسلمين، يجاهدفى
سبيل الله، رافعًا راية الإسلام، فراح يحارب فى جلد وإخلاص تحت
إمرةالقائد الجديد.


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 9497w6w_200505201631275997173af043

فتح دمشق

وكانت المعركة الثانية بين المسلمين والروم حول
دمشق، لقد أحاط المسلمونبالمدينة، وتحصن الروم بها، وأغلقوا أبوابها، خالد
بجنوده على البابالشرقى، وأبو عبيدة على باب الجابية (الجولان)، وعمرو بن
العاص على بابتوما، وشرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ويزيد بن أبى سفيان
على الباب الصغير، كانت دمشق ممتنعة غاية الامتناع، وطال بها الحصار،
واشتدت الحالعلى الجميع، وكان أهل دمشق يرسلون إلى ملكهم هرقل يطلبون مددًا
فلا يصل إليهم لقوة حصار المسلمين لها، وهنا فشل أهل دمشق وضعُفوا
وقَوِىَالمسلمون، وقدّر الله أن وُلِد لبطريق دمشق مولود فى إحدى الليالى،
فصنع
للناس طعامًا، وسقاهم شرابًا، وباتوا عنده فى وليمته قد أكلوا
وشربواوتعبوا، فناموا عن مواقعهم واشتغلوا عنها، وفطن لذلك خالد وهو على
الباب الشرقى، فقد كان قائدًا يقظًا لا تفوته فائتة، فأعد سلالم من حبال،
وجاءهو وأصحابه من الصناديد الأبطال مثل : القعقاع بن عمرو، ومذعور بن
عدىوغيرهما، وقد أحضر جيشه عند الباب، وقال لهم: إذا سمعتم تكبيرنا عند
السورفاصعدوا إلينا. وقام هو وأصحابه فقطعوا الخندق سباحة، وفى أعناقهم
جعبةالنبال، فنصبوا السلالم وصعدوا فيها ولما استندوا على السور رفعوا
أصواتهم بالتكبير، وجاء المسلمون، فصعدوا فى تلك السلالم، وانحدر خالد
وأصحابهالشجعان إلى البوابين، فقتلوهم وفتحوا الأبواب، فدخلت جيوش
المسلمين،والتكبير يجلجل المكان ويضىء جنباته بنور جديد، هو نور الإسلام.
وهكذا دخلها خالد من الباب الشرقى قسرًا وقهرًا، ودخلها أبو عبيدة من باب
الجابية مسالمًا، وكان ذلك سنة 13هـ / 635م.
إن دمشق حصن الشام، وبيت مملكتهم، وها هى ذى قد سقطت فى أيدى المسلمين


Arrow  الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة 9497w6w_200505201631275997173af043

فتح بــيت المقدس


واصل أبو عبيدة تقدمه نحو حمص، وترك يزيد بن أبى سفيان ليتجه نحو بلادساحل
دمشق، وظل القادة المسلمون يفتحون المدن واحدة بعد أخرى، ولم يبقأمام
المسلمين إلا بيت المقدس، وله فى نفس المسلمين مكانته واحترامه،وقداسته،
فإليه كان إسراء الرسول (، ومنه كان معراجه. وإليه كانت قبلتهم الأولى.

وقد دافع عنه الروم دفاعًا مستميتًا ألحق بجنود المسلمين كثيرًا من الخسائر
لكنهم صبروا وتحملوا، ليخلِّصوا بيت المقدس وأهله من حكم الرومان وظلمهم.
وكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص بالمسير إلى القدس، فلما وصل إلى
"الرملة" وجد عندها جمعًا من الروم عليه قائد داهية اسمه (الأرطبون)
كانأدهى الروم، وكان قد وضع "بالرملة" جندًًا عظيمًا و"بإيلياء"
جندًاعظيمًا، فكتب عمرو إلى عمر بالخبر، فلما جاءه كتاب عمرو قال: رمينا
أرطبون الروم بأرطبون العرب- يعنى عمرو بن العاص.

ظل عمرو يتربص بالأرطبون زمنًا فلا يجد فرصة لذلك، وكان يرسل إليه
الرسلليعرف أمره فلا تشفيه الرسل، فقرر أن يلقاه بنفسه مدَّعيًا أنه رسول
عمروبن العاص إليه.
دخل عليه وأبلغه ما يريد، وسمع كلامه وتأمل حضرته، وقال الأرطبون فى نفسه:
والله إن هذا لعمرو أو أنه الذى يأخذ عمرو برأيه. فقرر قتله، وأحس
عمروبذلك فقال للأرطبون: أيها الأمير إنى قد سمعت كلامك وسمعت كلامى،
وإنىواحد من عشرة بعثنا عمر بن الخطاب لنكون مع هذا الوالى لنشهد أموره،
وقدأحببت أن آتيك بهم ليسمعوا كلامك، ويروا ما رأيت.

فطمع الأرطبون أن يقتلهم جميعًا، فقال له: نعم فاذهب فأتنى بهم، فقام
عمروفذهب إلى جيشه، وعلم الأرطبون بعد ذلك أن الرسول كان عمرًا، فقال:
خدعنىالرجل، هذا والله أدهى العرب.
وكان أبو عبيدة لما فرغ من دمشق قد كتب إلى أهل بيت المقدس يدعوهم إلىالله
وإلى الإسلام أو يدفعون الجزية، وإلا كان الحرب بينهم، فأبوا أنيجيبوا إلى
ما دعاهم إليه، فركب إليهم فى جنوده، وحاصر بيت المقدس، وضيقعليهم حتى
أجابوا إلى الصلح.

وأحس أرطبون قائد الروم بهذه المناورات تدور حوله فهرب إلى مصر، وطلب
المسيحيون الصلح على أن يحضر الخليفة بنفسه لتسلم المدينة، ويتعهد
لسكانهابالحرية الدينية، فكتب عمرو إلى عمر يحيطه علمًا بذلك، فحضر عمر،
وكتب بنفسه كتاب الأمان المسمى "العهدة العمرية".
وفى تلك الأرض المباركة أقام عمر -رضى الله عنه- مسجدًا من الخشب فى خرائب
كانت عند الصخرة المقدسة، بعد أن طهره من القمامة التى كان الروم
يلقونهاعليه، ثم عاد إلى المدينة المنورة فى سنة 16هـ / 677م.. لقد قضى على
حكم الروم فى هذه البلاد، وراحت الجيوش الإسلامية تواصل زحفها لتطهير
البلاد من فلول الروم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
Arrow الموسوعـــة التاريخيــة المصغــرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كيمو :: القسم العام :: القسم التاريخى-
انتقل الى: