منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: رحلـة عـذآآآآاب الأحد 5 يوليو - 20:13 | |
|
حزمت أمتعتي ثم حملتها على ظهري ورَحَلتُ مُتجهاً شمال قريتي قبل الشروق بوقت كافٍ ، مُتجهاً إلى قرية ٍأخرى لزيارة أحد أصدقائي بها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]،
أهل القرية يغطون في نوم عَميق 0 الطقسُ كان يميلُ إلى البرودة الشديدة ، والقمَرُ يتربع في كبد السَّماء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، مُرسلاً ضوءه الرومنسي ، فيُضيء لي الطريق ، فقلت : ياقمَري ! أنت الوحيدُ الذي سَيُرافقني في رحلتي إلى أن تتوارى خلف أشعة الشمس الذهبية ، ثم أنتظر عودتك من جديد بفارغ من الصبر حتى تعود مرة أخرى ، أخذتُ أشق طريقي في وسَطِ الوديان الصَّامتة ، الجبَالُ تنظر إليّ بشموخها وكأنني نملة تسير تحتها ، أسمعُ عـُواء الذئاب 0
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من هنا وهناك ، ولكنني لم أعبأ بها ، وأخذت أشق طريقي بكل عزم ٍوقوة ٍوإصرارٌ ، أنتابني الإرهاق ، فجلست تحت شجرة وأوقدتُ ناري
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وبجانبي بندقيتي ، فشعرت بالإطمئنان بعض الشيء عندما شاهدتها تتراقص أمَام عينيّ ، ثم أخذتني سنة من النوم العميق ، إستيقظت بعدها عندما شعُرتُ بدفء أشعة الشمس الحَانية ، فأخذت قشعريرة البَرد تتلآشى من جسَدي المُنهكُ رويداً رويدا ، أخذتُ أنظر هنا وهناك فلم أرى غير الجبال الشاهقة ، والصحراء القاحلة .
يتبع ( 2 ) | |
|
منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: رد: رحلـة عـذآآآآاب الأحد 5 يوليو - 20:15 | |
| حمَلت أمتعتي على ظهري ثم انطلقت سَيراً على أقدامي الحَافية ، رأيت رجُلاً يهُشُّ على غنمهِ ، فسَألته عن القرية التي أريد ؟ فقال : إنها تبعد من هنا ثلاثُ ليالٍ سَويَّـا ، فشكرته ثم واصَلتُ سَيري لا ألوي على شيءٍ إلا وجهَتي 0 إنتصف النهار وأنا أجدّ في سَيري حتى أنهكني التعبُ والعَطش ، وأقصَمَت ظهري أمتعتي الباليَة ، فجلستُ أستظلُ تحت شجَرة أسَبحُ الله في عظمَة خلقه ، نظرتُ وإذا بثعبان ٍضَخم ٍ
يلتف حول جسَدي الهزيل وأخذ يضمُّـني ويعصرُ بجسَدي ، فقلتُ له : ماذا تريد مني أيها الثعبان ؟ هل هذه ضمَّة اللقاء ، أم أنك لاتريدُ لي البقاء ؟ أنتاب الثعبان حُزنٌ عميق فتركني وذهب لحَالهِ ، تناولت طعَامي لأشد من صُلبي كي أواصل سَيري بكل قوة ونشاط ، خيَّمَ عليّ الظلام وأنا أسير بين السُّهول والوديان يُرافقني قمَري ، ولا أسمَع إلا نقيقُ الضفادع وصوتُ الذئاب المتوحشة
والجائعة ، إلتف حولي قطيعٌ من الذئاب ، فأطلقتُ من بندقيتي رصَاصَة في الهَواءِ فأخذ صَدى صَوتـُها يتنقلُ من جبل ٍ إلى جبل فتزلزل الوادي من جراء ذلك فهَرب القطيع مذعُوراً وتركني ، إلا واحداً منهم فقد أرديته قتيلاً بعد التصويبِ عليه ببندقيتي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأخذت أتفحَّصُهُ جيداً عندما أشرقتِ الشمس بنور ربها ، فشكرتُ بندقيتي وقلت للجبال سُبحان من جعلكِ رواس ٍشامخات ! ثم يحولكِ بقدرته كالعهنِ المنفوش ، إستمريتُ في طريقي حتى انتصف الليلُ بظلامهِ البَهيم مرة أخرى ، فلفت نظري جدولُ مَاءٍ يعكس صُورة قمَري وهو يتراقصُ على سَطح المَاء ، فجلستُ بجانبِ المَاءِ أنظر إلى قمَري وكأنه يُخاطبني برقصَاته المُضيئة ، واصَلتُ السَّمر مع قمَري حتى أذن وقتُ الوداع ، فودعته واستقبلتُ شروق الشمس بخيوطه الذهبية ، أخـَذت نسَائمُ الصَّباح الجميلُ تهبّ وتـُداعبُ وجنتيّ فأشعر بإنتعاش ، واشتم عبقُ الزهُور البرية فتزيد من انتعاشي ، وبعد ليلة أخرى ونهَار من المَسير ، أرسَلتُ بناظريّ وإذا بي أشَاهدُ القرية الخضراء
التي أريد وكأنها ترحب بمَقدمي ، فأخذتُ أقتربُ منها شيئاً فشيئاً إلى أن وصَـلتُ إلى أطرافها ، فأخذت تضمني بأرضها الخضراء الجميلة وبزهورها اليانعَة مُرحبة بي ، فاستوقفتني فتاة تمتطي ظهْرَ حِمَار فقالت : مَرحباً بك أيهَا الغريب ، فنظرتُ إليها وكاد الإغمَاءُ يُطيحُ بي أرضاً من جَراء جمَالها وحسنها ورقتها ، زرقاءٌ هي عَيناها يًُحَاكي زرقة سَماء قريتهَا الصَّافية ، وشعرُها بخواصلهِ الذهبية تـُحَاكي أشعة الشمس الذهبية ، الشفايف وردي والخد تفاحي والعُودُ غصنُ البَان ، لقد أنسَـتني عندما رأيتها مَشاقُ الطريق المُرعب ، ( تماماً مثل الزوجة التي تستقبل زوجها وهي مُتزينة له ، يعلو مُحياها إبتسَامة عريضة ، فينسى عندها كل متاعبه اليومية ) فقلتُ في نفسي : هذه امرأة بهذا الحسن في الدنيا فكيف تكون الحُوريَة في جنة الخلد ! ثم قلت لهَا : ما الغريب إلا الشيطان أيتها الحَسناء الجَميلة ، فقالت : ذبيحتك مذبوحة ياضيفنا العزيز ، فقلتُ لهَا : هل تـُصَدقين ياحسناء ؟ فقالت : ماذا أصَدق ! فقلت لهَا : لأول مَرة من عُمُري أرى حِمَاراً يَستقي من جمَال وحُسن من تمتطيه ، حتى أصبح أجملُ حِمَار رأته عيني ، فهل تبيعينهُ لي ؟ كي أفتن به أنثى الحِمَار ! فضحكت ضحكة رأيتُ من خلالهَا أجمَلُ لوحَة ، لم أرى مثلها من قبل ، ويعجز الفنانين من رسمها ( وكذلك الفنانة التشكيلية أمورة ) فشكرتها على الدعوة وهمَمْتُ بالإستئذان منها لمُواصَلة طريقي كي أزور صَديقي في القرية ، فما كان منها إلا وأن ترجـَّـلت وأخذت تـُصرّ عليّ حتى وجدتُ نفسي ( أمَام منزلهَا ) فوقفتُ أمامَه مُستسلماً ، خرج والدُها ( فقلتُ يمَّه الحقيني ) فأخذ يَضمُّـني بترحاب ٍشديد وكأنه يعرفني من قبل ، ثم أخذ بيدي إلى داخل بيته ، أحسَستُ بدهشةٍ وإحراج ٍشديدين ، ولكن أخذا يتلآشيانِ عني عندما رأيتُ منهمُ الكرَمُ الحَاتمي والبسَاطة وخفة الدَّم ِ، فحَوّلتُ لهُمُ الجلسَة إلى نكت ٍحتى غسَلتً أعينهُم بالدمُوع رداً للجَميل ، فأخذتُ دمعة من عيناها الزرقاوتين الجميلتين ومَسَحتُ بها عَيناي فتحوّل لونـُها إلى الزرقةِ أيضاً ، ممَّا جَعَـلني ألقي بالعَدسَاتِ اللاصقة أرضاً ، وأحمَدُ الله بأن شََعري يَميل قليلاً إلى اللون الذهبي ، فأصبحتُ شَبَهاً للفتاة الحَسْـناء - هههههههههههههههههههههههههههههه 0
التقيتُ صَديقي العَزيز ، فحَـكوتُ له عَن مَاجـَرى ، ثم قلتُ له : إن كانت زيارتـُك تجلبُ لي الرومنسية التي يقولون عنها بهذه الطريقة ! فسَأزورك دوماً 0 انكبّ صَديقي ضاحكاً هـُو الآخر ، وأخذت عيناه السَّوداوتان تزدادانِ سَواداً وبَريقاً ، ثم عُدتُ أدراجي إلى قريتي مَرة أخرى بالطائرة ، بعد زيَارتي المَيمُونةِ له والإطمئنان على صحتهِ 0 والآن ( من يُفسر لي هذا الحـُـلـُم ؟ ) ههههههههههههههههههههههههههه . | |
|