المدينة المنورة: تقدمت أسرة سعودية
بدعوى للمحكمة الشرعية ضد جماعة من الجن تتهمها الأسرة بسرقة جوالات
الأبناء والبنات ليلاً وإعادتها صباحاً، مما أثار الهلع داخل المنزل – على
حد أقوال أفراد الأسرة التي تقطن هجرة الفعرة التابعة لمركز الصلحانية
التابع لمحافظة مهد الذهب (250كلم جنوب شرق المدينة المنورة)
وباشرت المحكمة الشرعية بالمهد
عملها بإرسال لجنة إلى منزل الأسرة، والبحث عن أي شيء يؤكد منطقية ما يحدث
للأسرة التي بدأت تعيش حالة من القلق مما يحدث لها.
ولم تجد لجان المحكمة رغم جولاتها
المستمرة حتى الآن ما يثير الاستغراب كما تصف العائلة. باستثناء تسجيلها
لملاحظة أن الأسرة تسكن في وسط الجبال، وفي موقع بعيد عن السكان حيث إنهم
معزولون عن الناس، ورأت اللجان المكلفة بالنظر في دعوى تلك الأسرة أن يتم
نقلها إلى أقرب قرية لهم.
وقال رئيس المحاكم الشرعية
بالمحافظة الشيخ عمرو السلمي إنه "لا بد من النظر لهذه القضية بعين
الاعتبار، وأن نتحقق من صحتها، بالرغم من صعوبة النظر فيها", وأشار الشيخ
السلمي إلى أنه "مما يضفي أهمية على القضية أن المدعي فيها ليس فرداً
واحداً، بل جميع أفراد الأسرة
]وفيما يتهم المدعون "الأنس" المدعى
عليهم "الجن" بمهاجمتهم بالحجارة عند خروجهم من منزلهم ليلاً، إضافة إلى
تهديدات صوتية عبر الجوال بضرورة مغادرة مسكنهم إلى الأبد، أوضح رئيس
المحاكم أن المحكمة تحركت بالتعاون مع الجمعية الخيرية في المحافظة لنقل
الأسرة إلى قرية قريبة، عوضاً عن الموقع الجبلي النائي الذي يقطنون فيه
وسط الجبال بهجرة "الفعرة" التابعة لمركز الطلحانية بالمحافظة
]ويروي والد الأسرة السعودية قصته
لصحيفة "الوطن" السعودية، قائلا: "كنا نعيش في هذا المنزل الواقع وسط
الجبال في الصحراء غرب محافظة مهد الذهب منذ 15 عاما، ولم نشعر بوجود الجن
إلا منذ عامين حيث بدأت التهديدات تصلنا بشكل مباشر عندما لاحظت أنا وبعض
أفراد أسرتي قصصا غريبة ومواقف عادة لا تحدث إلا في الخيال. حيث نشعر عند
خروجنا في المساء بأصوات غريبة، ولم نلق لها بالا في البداية، وبعد مرور
الليالي بدأت الأمور تزداد سوءاً، وبدأ الخوف يدب في نفوس أطفالي بعد أن
عملت المستحيل لإخفاء ذلك الواقع المرعب، حيث بدأ الجن بمهاجمتنا
بالحجارة، وخاصة عند خروجنا من المنزل لقضاء الحاجة في الليل حتى أصبحنا
محاصرين داخل المنزل
]ويمضي والد الأسرة في سرد حكايته
قائلا "مع مرور الأيام اقتحم الجن أسوار المنزل، وقاموا بسرقة جوالات
بناتي وأبنائي ليتصل بهواتفنا الأخرى، ويهدد بأن عليكم الرحيل من هذا
المكان، وقد تحدثت معه أنا شخصياً، فكان تارة بصوت امرأة، وتارة بصوت رجل،
والغريب أنه عند الصباح كنا نجد الهواتف ملقاة في أروقة المنزل"
وعن الحلول التي يمكن أن تتخذها
المحكمة لحماية الأسرة قال السلمي إن "المحكمة الشرعية رأت أن يتم تأمين
سكن لهذه الأسرة في أسرع وقت، وهو ما حصل بالفعل، فقد تم تأمين منزل لهم
في أقرب قرية لهم من قبل الجمعية الخيرية بمحافظة مهد الذهب التي أشرفت
على نقل الأسرة إلى منزلها الجديد، وزودتها بكافة المواد الغذائية