من
المسلم به أن المشكلات التي تعكر صفو
الحياة الزوجية كثيرة ومتعددة إلا أن
أغلبها ينتج عن فقدان الحب والمودة
وعدم التوافق الجنسي ..والسؤال الذي
يثار هنا كيف يمكن التغلب على هذه
المشكلات بالوسائل المناسبة لنضمن
حياة زوجية يسودها التفاهم ؟
الإجابة تحتاج لتفاصيل نقدمها في هذا
الموضوع إلا أننا قبل الخوض في
الاسباب المؤدية للبرود الجنسي نطرح
أمثلة واقعية لقصور الثقافة الجنسية
لدى العديد من النساء والرجال والتي
أدت في النهاية إلى نهايات مؤسفة
لحياة زوجية أساسها المودة والرحمة .
نماذج واقعية
ربة منزل في عمر الزهور قامت بقتل
زوجها لاعتياده على تناول المنشطات
وممارسة الجنس معها يوميا حتى أنه كان
عند الجماع يغتصبها ثم ينهال عليها
ضربا ، وأخرى على درجة كبيرة من
الجمال أقامت دعوى قضائية على زوجها
لطلب الطلاق نتيجة اعتياده اليومي على
ممارسة الجنس معها تحت تأثير المخدرات
دون أية مداعبات لأكثر من مرة
.
فتاة في عمر الزهور استيقظت
فجأة ووقعت عيناها على أبيها وأمها
وهما يمارسان الجنس ، ولاحظت أنهما
عرايا تماما والأم في حالة سرور فترسخ
في ذهنها الخوف من هذه العملية ،
وعندما تزوجت تولد لديها الخوف من
الجنس منذ الليلة الأولى ولم يدم
زواجها سوى أشهر معدودة وأصرت على
الطلاق حتى تم .
ونفس الحالة لفتاة أخرى نتيجة لتحرش
ابن الجيران بها مما رسخ في ذهنها
كراهية للجنس عندما تزوجت من رجل لا
تعرفه .
هذه كلها أمثلة من الواقع رأيتها
بعيني رأسي وتناقشت مع أصحابها وحملت
كل انطباعاتي إلى العديد من الأطباء
للإجابة عن علامات استفهام كثيرة أظن
أننا جميعا في حاجة إليها !!!
الدكتور
خليل فاضل استشاري الطب النفسي وزميل
الكلية الملكية للطب النفسي بلندن ..
يرى أن المرأة في الحالات الواقعية
التي عرضتها عليه ليست مصابة بالبرود
الجنسي ولكنها فاقدة للثقافة الجنسية
وهذا ما يلاحظه الأطباء في عياداتهم
حيث إن الفتاة نتيجة تربيتها الخاطئة
في الصغر ، عندما تتزوج تتغير مشاعرها
في كل شيء ويزيد الطين بلة إذا افتقد
زوجها الثقافة الجنسية أيضا ، وتصبح
المعاشرة الجنسية بينهما مجرد وظيفة
فهي تخاف من أن يتهمها زوجها بالفجور
إذا ما عبرت عن سعادتها بالجنس وهو
أيضا ونتيجة لافتقاده للثقافة الجنسية
لا يستطيع التفرقة بين ممارسة الجنس
والحب ، علما بأن هناك حقيقة مهمة يجب
أن يعلمها الرجال وهي أن الجنس ما هو
إلا تعبير عن الحب ، أي أنه يعد من
أسمى معاني الحب وليس مجرد عملية
ميكانيكية وأداء لوظيفة !!
الصراحة مطلوبة
ويضيف الدكتور خليل فاضل أن هناك
رجالا ونساء يمارسون الجنس بشكل
روتيني وغالبا ما يفصحون عنه بقولهم
إنه مثل الطبيخ البايت أو حلاقة الذقن
عند الرجل ، علما بأن الأزواج
والزوجات في الغرب يتصارحون بدرجة
كبيرة إذا ما اعترضتهم أية مشكلة
جنسية دون خجل أو خوف من الفضيحة ،
أما في الشرق فغالبا ما يدفن الازواج
والزوجات رؤوسهم في الرمال كالنعام
فالرجل يخشى من توجيه الاتهام له بعدم
الرجولة والمراة تخشى أن تتهم بالبرود
الجنسيوفي النهاية غالبا ما ينتهي
الأمر بارتكاب جريمة أو بالانفصال !!
أنانية الزوج
ويوضح الدكتور خليل بأن هناك العديد
من الزوجات يعانين من البرود الجنسي
وعند مناقشتهم في الأمر نجد أن وراء
هذا البرود أنانية من الزوج تتمثل في
أنه بعد إشباع رغبته يترك زوجته تعاني
من أثر نفسي مدمر مما يجعلها ترفض هذه
المعاشرة الكاذبة وتؤديها[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إرضاء لهذا الزوج الأناني !! كما أن
هناك بعض الازواج يمارسون الجنس تحت
تأثير بعض المنشطات وغالبا ما ينعكس
ذلك على الزوجة وتقل لديها الرغبة
الجنسية .. كما أن هناك نوعية أخرى من
الرجال الذين يسافرون للخارج او
للداخل لفترات طويلة ومع طول هذه
الفترات غالبا ما يحدث فتور .. وليس
هناك مانع من أن يستخدم الزوج
المنشطات لكسر حاجز الخوف من الفشل في
ممارسة الجنس مع الأخذ في الاعتبار
عدم الإكثار من تناول المنشطات هذه
حتى لا تؤدي إلى ما حدث لدى السيدة
التي قتلت زوجها بسبب إدمانه المنشطات
.
أيضا يحذر الدكتور فاضل الأزواج من
رؤية الأفلام الجنسية التي تبثها
الأقمار الصناعية لأنها تزيد الفجوة
بين الازواج وزوجاتهم نظرا لأن الزوج
غالبا ما يعشق النظر لهذه الأفلام
ويرى سيدات بشكل معين ومقاييس كثيرة
تفتقدها زوجته وسرعان ما يصبح في حالة
انتصاب كامل وعندما يلتقي بزوجته يصاب
باضطراب جنسي نفسي ويصبح أداؤه الجنسي
مجرد تأدية واجب .