السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,
بسم الله الرحمان الرحيم ,
نكمل الآن مع :
4 ـ بعضُ معاني الهبة
هناك معان فرعية للهبة ، الإبراء هبة ، لك
على فلان مبلغ من المال ، تقول له : وهبتك هذا الدين ، أنت ما قدمت له
شيئًا ، ما مسكت شيئًا وسلمته إياه ، ما ملكته إياه ، لك عليه ذمة
فالهبة في بعض معانيها تعني الإبراء ممن هو عليه ، و الصدقة تأخذ معنى الهبة ، أنت قدمت لإنسان مبلغا من المال ، حاجة ، لباسًا ، شيئًا ينتفع به ، أنت نويتها صدقة، فالهبة تأخذ معنى الصدقة أحياناً ، وتأخذ معنى الإبراء ، و تأخذ معنى الهدية أحياناً أخرى
أنت ضحيت في العيد ، الشرع سمح لك أن تقدم ثلث الأضحية لأصدقائك ، فإذا
طُرق باب الرجلِ ، وأعطوه قطعة لحمة فليس معناها أنه فقير ، أحب أخوك ، أو
صديقك ، أو جارك أن يتودد إليك بقطعة لحمة ، هذه ما فيها شيء
[الشيء الثاني :[وقسم للفقراء ، وقسم أن تأكله أنت ، فما كل شيء يقدم لك اسمه صدقة ، قد يكون يأخذ مأخذ الهدية ، أنت لست بحاجة للشيء ، لكن هناك معانٍ نبيلة جداً أرادها الشارع الحكيم من الهدية .
إذا نشأ مع أخيك شيء من الجفاء فحلّه بهدية ، قدم له هدية ، لك قريب جاءه مولود فقدمت له هدية ، الهدية كما قال عليه الصلاة والسلام :
تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا ، وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ )) .
إذاً : من المعاني الفرعية للهبة الإبراء ، والصدقة ، والهدية
لما شرع ربنا عز وجل الهدية فمن أجل تأليف القلوب ، وتوثيق عُرى المحبة بين الناس .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال
(( إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ ... إِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ )) .
ياكم وفساد ذات البين ، فإنها الحالقة ، لا أقول : حالقة الشعر ، ولكن حالقة الدين
البزار بإسناد جيد عن ابن الزبير
إذا نشأ بينك وبين أخيك فساد ، أو قطيعة ، أو هجران ، هذا أسلوب يفتت العلاقات ، يمزق الجسد الإسلامي .
عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ))
و الله عز وجل يسترضى ، يسترضى بالصدقة ، بالهدية .
باكروا بالصَّدقة ، فإن البلاء لا يتخطاها )) .
رواه أبو الشيخ ، وابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن أنس
صدقة السر تطفئ غضب الرب )) .
أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس
5 ـ الحكمةُ من تشريع الهبة :
إذاً : شرع الله الهبة لما فيها من تأليف القلوب ، وتوثيق عُرى المحبة بين الناس ... فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث [أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، وأخرجه البيهقي ، وقال الحافظ : إسناده حسن، قال (( تَهَادَوْا تَحَابُّوا )) . مالك في الموطأ بإذن الله تعالى , معنى تهادوا , و نقاط أخرى سنذكرها تباعا ً إن شاء الله عز و جل .