تقرير لمنظمة الصحة العالمية:
المرأة تعيش أطول من الرجل.. ولكن تحت وطأة الأمراض
تعيش النساء أطول من الرجال، لكنهن لاينعمن خلال هذه السنوات بالصحة والمعافاة، فهنالك ظروف وأوضاع صعبة لا تمر بها إلا النساء ولا يعانى من آثارها السلبية إلا هن، ويعكس هذا الوضع حالة واسعة الانتشار من الإجحاف وعدم المساواة التى تئن تحن وطأتها النساء فى كثير من المجتمعات.
هذه واحدة من النتائج التى خرج بها التقرير الذى أعدَّته منظمة الصحة العالمية عن "المرأة والصحة" والذى يتم إطلاقه اليوم ليلقى الضوء على الاحتياجات الصحية للنساء والمساهمات التى يمكنهن تقديمها لمجتمعاتهن فى المجال الصحي، كقوة مؤثـِّرة فى المجتمع وباعتبارهن من المقدمين الرئيسيِّـين للرعاية الصحية.
ويقدِّم التقرير تقصياً لأوضاع النساء الصحية، ولاسيَّما خلال سنوات الخصوبة بين 15 و49 عاماً. ومن النتائج التى يكشف عنها التقرير فى هذا الصدد أن معظم التحدِّيات الصحية خلال هذه المرحلة تكون من نصيب الفتيات والشابات الصغيرات مثل مضاعفات الحمل والولادة التى تُعَدُّ السبب الرئيسى للوفاة بين النساء فى المرحلة العمرية بين 15 و19 عاماً فى البلدان النامية. ومثل مرض الإيدز والعدوى بفيروسه الذى يعد السبب الرئيسى للوفاة بين النساء فى سن الإخصاب على الصعيد العالمي.
فى الوقت نفسه تمثِّل الأمراض المزمنة والإصابات والاعتلالات النفسية أسباباً رئيسية لوفيات النساء، فالإصابات الناجمة عن حوادث الطرق سبب رئيسى لوفيات المراهقات فى جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية تقريباً. كما أن الانتحار المصحوب بالتعرُّض للعنف من جانب شريك الحياة، والحروق والحوادث التى تقع أثناء الطهى هى من بين أسباب الوفاة بين النساء.
ومن الحقائق الهامة التى يكشف عنها التقرير أن معظم المشكلات الصحية التى تواجه النساء البالغات تعود أسبابها إلى مرحلة الطفولة، وأن مراعاة المحدِّدات الصحية مثل التغذية السليمة وتجنُّب سوء معاملة الأطفال وإهمالهم، وضمان بيئة داعمة فى المرحلة المبكرة من الطفولة من شأنها أن تساعد الأطفال على النمو البدنى والاجتماعى والعاطفى السليم وتجنُّب عبء الأمراض المزمنة والأمراض النفسية وتعاطى المواد المسبِّبة للإدمان فى مقتبل حياتهن.
ومن المتناقضات التى يكشف عنها التقرير أن النساء – وهن المقدمات الأساسيات للرعاية الصحية – هن الأقل حظاً فى الحصول على الخدمات التى تلبى بالفعل احتياجاتهن من النُظُم الصحية.