الجزء الخامس
25-نقص جلوكوز الدم (السكر)
تعريف:-
حالة تحدث عندما لا يحتوي الدم على كمية كافية من الجلوكوز
(السكر) ويوفر الجلوكوز الطاقة لخلايا الجسم وتتطلب بعض الخلايا امداد
مستمرا من الجلوكز كما أن خلايا الاعصاب خاصة اعصاب الدماغ - هي أكثر
الخلايا تأثرا بقلة كمية الجلوكوز .
مسببات المرض
تحدث معظم حالات مرض نقص جلوكوز الدم بين الاشخاص الذين
يتعاطون أدوية الداء السكري وتحتوي أجسام هؤلاء الاشخاص على كمية من
الانسولين اقل من المطلوب والانسولين هورمون ينظم نسبة السكر في الجسم
وتحتوي دماء هؤلاء الاشخاص على نسبة سكر أكثر من اللازم ولذلك فإنهم
يتعاطون الانسولين أو أية أدوية أخرى تعمل على إنقاص نسبة السكر في الدم
ويحدث نقص جلوكوز الدم اذا كانت الجرعة أكبر من المطلوب أو عندما يكون ذات
تاثير أقوى من الغرض المستهدف.
ويصنف الاطباء الحالات الاخرى من مرض نقص جلوكوز الدم الى
مجموعتين : عضوية ووظيفية فنقص جلوكوز الدم العضوي والذي يعد اشد خطورة من
حالة النقص الوظيفي ينتج عن شذوذ جسماني وقد تؤدي أمراض الكبد المختلفة
الى حدوث نقص جلوكوز الدم العضوي ويختزن الكبدة عادة كمية من السكر في شكل
غليكوجين (نشا حيواني) ويحول الكبد الغليكوجين الى جلوكوز ويدفعه عبر الدم
الى حيث تحتاجه خلايا الجسم وقد يفشل الكبد المريض في دفع الكميات الكافية
من الجلوكوز وقد يتسبب اضطراب الغدد الصماء (المنتجة للهورمون) في حدوث
نقص جلوكوز الدم العضوي ، فعلى سبيل المثال تستطيع بعض الاورام الخبيثة في
البنكرياس - وهو العضو الي ينتج الانسولين - إفراز كمية أكثر من المعتاد
من الانسولين وبطبيعة الحالف فإن العلاج في هذه الحالة يتطلب إجراء جراحة
لازالة الورم.
الاعراض
يمكن أن تشمل الجوع واتساع بؤبؤ العين والصداع والقلق
والخوف وشدة خفقان القلب والعرق وقد يبدو على الاشخاص الذين يعانون من نقص
شديد في السكر علامات الاضطراب وعدم التنسيق والتداخل والغموض في التحدث
وفي الحالات المرضية المتقدمة قد يصاب المريض بتشنجات وبفقد الوعي وفي
حالات نادرة يتعطل نشاط الدماغ وقد تحدث الوفاة .
الوقاية والعلاج
النوع الرئيسي من نقص جلوكوز الدم الوظيفي هو نقص جلوكوز
الدم التفاعلي والذي يعد مبالغة في رد الفعل الطبيعي للجسم تجاه الاكل
وتزيد كمية السكر عادة في الدم لعدة ساعات بعد تناول أي وجبة خصوصا لو
كانت تلك الوجبة تحتوي على كثير من الكبروهيدرات (النشويات والسكريات) وقد
ينخفض مستوى الجلوكوز لدى كثير من الاشخاص الاصحاء الى حد يكون منخفضا جدا
عما كان عليه قبل تناول الوجبة ثم يعود الى الارتفاع ثانية الى مسوى
البداية ولا تتم ملاحظة هذا الانخفاض في سكر الدم لدى كثير من الناس ولكن
لدى أي شخص مصاب بنقص جلوكوز الدم التفاعلي فإن الانخفاض في سكر الدم الى
اقل من المستوى المعتاد يؤدي الى اعراض مرض نقص جلوكوز الدم وفي معظم
الحالات تختفي هذه الاعراض دون علاج خلال عدة دقائق أو في مدة أقصر من ذلك
اذا تناول هذا الشخص شيئا ما يحتوي على سكر.
والواقع أن نقص جلوكوز الدم الوظيفي يحدث بصورة متكررة
أكثر من نقص جلوكوز الدم العضوي ولكنه ليس حالة شائعة وقد لا يدرك بعض
الاطباء أن الانخفاض المؤقت في سكر الدم غالبا ما يحدث بمثابة رد فعل
للاكل وبالتالي قد يؤدي عدم الادراك هذا الى تشخيص خاطيء شائع لنفص السكر
الوظيفي ويعزي حدوث هذه الحالة الى عدة مشكلات شائعة مثل التعب والارهاق
والخوف والقلق وعدم القيام بالوظيفة بالشكل المناسب ويتفق معظم الاطباء في
الوقت الحاضر على أن هذه المشكلات في معظم الحالات تنتج بفعل اسباب أخرى
وقد يتضمن علاج نقص جلوكوز الدم الوظيفي اتباع نظام تغذية يحتوي على توازن
مدروس للبروتين والكربوهيدرات التي تتضمنها الاطعمة.
26-فقر الدم
تعريف :-
حالة ينخفض فيها عدد كريات الدم الحمراء الصحية الى ما تحت الحالة العادية وتسمى أيضا الانيميا.
مسببات المرض :
فقر الدم ليس مرضا بحد ذاته بل حالة تسببها مجموعة مختلفة
من الامراض والاعتلالات الجسدية والاسباب الرئيسية لفقر الدم هي : 1-
الانتاج غير الكافي للكريات الحمراء 2- فقدان الدم 3- التحطيم المفرط
لكريات الدم الحمراء .
الاعراض
تأخذ كريات الدم الحمراء الاكسجين من الرئتين وتنقله الى
الانسجة في سائر الجسم وهناك يدمج الاكسجين مع الانسجة في سائر الجسم
وهناك يدمج الاكسجين مع الغذاء من أجل إنتاج الطاقة . أما الشخص المصاب
بفقر الدم فلا يستطيع دمه نقل الاكسجين الكافي للانسجة وبذلك يحس بالضعف
والارهاق والغثيان وآلام الرأس والبشرة الشاحبة والباردة والنبض السريع
للقلب وقصر النفس.
الوقاية والعلاج
في بعض الاحيان يفرز الجسم أجساما مضادة غير عادية تسمى
الاجسام المضادة الذاتية وهي تهاجم كريات الدم الحمراء في جسم الانسان
نفسه وتختلف معالجة فقر الدم الانحلالي حسب السبب والدرجة وتجاوب بعض
الحالات مع العقاقير أو حالات نقل الدم ويمكن للحالات الاخرى أن تتم
السيطرة عليها بإزالة طحال المريض وهذه تسمى بعملية استئصال الطحال.
27-فقر الدم الوراثي
تعريف :-
مرض من أمراض الدم الوراثية يؤدي الى الاصابة بمرض فقر
الدم الرئيسي وتحدث هذه الظاهرة بشكل اساسي بين أطفال منطقة حوض البحر
الابيض المتوسط كما يصيب فقر الدم الوراثي ايضا الامريكيين السود وبعض
الشعوب الاسيوية وبعض شعوب الشرق الاوسط.
مسببات المرض
لا تنتج أجسام الاطفال الذين يعانون فقر الدم الوراثي قدرا
كافيا من مادة الهيموجلويين وهي المادة الصبغية التي تعطي خلايا الدم
الحمراء لونها الاحمر القاني كما أن الهيموجلوبين يحمل الاكجسين الى انسجة
الجسم والنقص فيه يحرم أعضاء الشخص المصاب من الحصول على كفايتها من
الاكسجين .
الاعراض
تظهر أعراض فقر الدم الوراثي إما عند الولادة مباشرة أو
خلال ستة أشهر بعد الولادة وتتضمن هذه الاعراض شحوب البشرة والتعب
والارهاق والتأفف والتذمر لادنى الاسباب وضعف الشهية للاكل وبطء النمو
ويتطور لدى المصابين الى تضخم في القلب والكبد والطحال كما يسبب هذا المرض
تشوها وضعفا في بعض العظام وخاصة عظام الوجه.
الوقاية والعلاج
لا يمكن الشفاء من مرض فقر الدم الوراثي ولكن يمكن معالجته
بنقل دم الى المصاب كل ثلاثة الى ستة أسابيع وتخفف هذه المعالجة ظهور
أعراض المرض على المصاب إلا أنها في الوقت ذاته ترفع نسبة الحديد في القلب
والبنكرياس وبعض الاعضاء الاخرى وغالبا ما تسبب هذه الزيادة في حدوث مرض
السكر أو القصور القلبي ولا يزال الباحثون يعملون جاهدين على تطوير طرق
مناسبة لازالة ترسبات الحديد من الجسم.
28-ضغط الدم المرتفع
تعريف :-
هو الارتفاع الشاذ في ضغط دم الانسان وهناك أنواع كثيرة من
هذا المرض حيث تبدأ من الأشكال الخفيفة للمرض الى أصعب أنواعه الذي قد
يتسبب في الوفاة السريعة المفاجئة ويطلق عليه اسم فرط ضغط الدم الخبيث
والواقع أن ضغط الدم المرتفع ليس فقط حالة خطرة في حد ذاتها ,غنما يعد
السبب الرئيسي وراء السكتات القلبية أو الدماغية أو الفشل الكلوي كما أن
كثيرا من الناس من جميع الاعمال يعانون من هذا المرض .
وقياس ضغط الدم يوضح برقمين فضغط الدم العادي للشاب البالغ
على سبيل المثال يعادل 120/80 والرقم الاول يشير الى الضغط الانقباضي وهو
ضغط الدم عند انقباض عضلة القلب ، أما الرقم الثاني فيشير الى الضغط
الانبساطي وهو ضغط الدم عن ارتخاء عضلة القلب ويعتقد كثير من الاطباء أن
قراءة قياس ضغط الدم الزائد عن 150/95 بالنسبة للبالغين يعني ارتفاعا في
ضغط الدم .
مسببات المرض
عندما يتقدم الناس في العمر فإن ضغط الدم يرتفع لديهم عادة
وذلك لان شرايينهم تصبح أقل مرونة وبالتالي يتدفق الدم ببطء أكثر وتنتج
بعض حالات ارتفاع ضغط الدم عن أمراض الكلى والغدد الكظرية المفرطة في
النشاط ولا يستطيع الاطباء معرفة سبب ارتفاع ضغط الدم في حوالي 90% من
الحالات التي تعرض عليهم ويسمون مثل هذه الحالات فرط ضغط الدم الاساسي .
الاعراض
في معظم الحالات لا ينتج عن ارتفاع ضغط الدم أية أعراض الى
أن تحدث المضاعفات الخطرة فقد يسبب ارتفاع ضغط الدم على سبيل المثال
انفجار شريان في الدماغ مما يؤدي الى سكتة دماغية كما أن ضغط الدم المرتفع
يجبر القلب على أن يعمل بطريقة أكثر إجهادا مما قد يسبب بالتالي سكتة
قلبية وقد يسبب هذا المرض أيضا فشلا كلويا عندما يعمل على إقلال تدفق الدم
الى الكليتين وبالاضافة الى ذلك يعد ارتفاع ضغط الدم سببا رئيسيا لحدوث
تصلب الشرايين .
الوقاية والعلاج
ينبغى على جميع الاشخاص في مختلف الاعمال أن يتحققوا من
ضغط الدم لديهم من حين لاخر فكثير من الحالات المرضية التي يكون فيها ضغط
الدم مرتفعا بنسبة قليلة يمكن علاجها والتحكم فيها عن طريق تقليل الوزن
وتجنب تناول الاطعمة ذات الملوحة الزائدة وممارسة التمرينات الرياضية
ويستطيع الاطباء التحكم تقريبا في جميع الحالات الاخرى عن طريق الادوية
بما في ذلك بعض أنواع المداواة التي تعمل على تقليل إفراز أنزيم الرنين
وهورمون الالدوستيرون ويمكن منع حدوث التأثيرات الاكثر خطورة الناتجة عن
ارتفاع ضغط الدم مثل السكتات الدماغية والقلبية عن طريق علاج ضغط الدم
المرتفع قبل أن يصل الى مستويات خطرة.