هل تنتهي الحياة عندما نخطىء ؟!!
نحن أحيانا نكتشف ما سوف نفعله
عندمايتضح لنا ما لا نستطيع فعله
عندي خيارين إما أن أحيا إلى الأبد أو أموت محاولاَ العيش
وتذكروا دائما ً أنه لا يوجد فشل إنما هناك تراكم خبرات
=============
الأخت المتألقة:
السلام عليكم، وبعد:
بصراحة استوقفتني هذه الدرر
وأجيبك:
هل تنتهي الحياة عندما نخطىء ؟!!
نعم تنتهي الحياة
ولكن عندما لا نعرف كيف نعالج هذا الخطأ
وإليك الأخطاء التي نرتكبها في التعامل مع الأخطاء :
الخطأ الأول: إهمال علاج الخطأ والتهرب من التصحيح.
الخطأ الثاني : ردة الفعل وعلاج الخطأ بخطأ آخر.
الخطأ الثالث :رفض التصحيح العلني للأخطاء جملةً.
الخطأ الرابع:المثالية.
وذلك أن نكون مثاليين؛ فنطلب من أنفسنا، أومن أبنائنا، أو بناتنا أو
حتى من مجتمعاتنا أو من جيلنا صورة مثالية.
ونحن
حين نرسم هذه الصورة نحاسبهم عليها، فالأم ـ مثلاً ـ كثيراً
ما تعاتب
أطفالها وربما تعاقبهم على أخطاء لابد أن يقع فيها الطفل مادام طفلاً.
الخطأ الخامس : التعذر بالبشرية.
وهذا
أمر صحيح، فإن البشر لابد أن يقعوا في الخطأ لكن ليس هذا
عذراً نضرب به في
وجه كل من يطالب بالتصحيح، وحين نقول هذا
العذر فإننا ينبغي أن نقوله ونحن
أولاً :نحمل العزيمة والإرادة
الجادة والاستعداد للتصحيح ، ثم ثانياً : نحن على استعداد لأن
نتحمل تبعة هذا الخطأ
.
الخطـأ السـادس : الإسقاط والتبرير وغيرها.
الخطأ السابع : الخطأ في مقاييس تحديد الخطأ.
عندما نقول إن هذا الأمر خطأ فعلى أي أساس اعتبرنا أن هذا الأمر خطأ ؟
الخطأ الثامن : افتراض التلازم بين الخطأ والإثم والضلال.
وذلك
أننا قد نتصور أن الخطأ يعني في الضرورة الإثم، وأننا حينما نقول أخطأ
فلان فذلك يعني أنه آثم، وحينما نقول أخطأ فلان فهذا يعني أنه غير مؤهل..
إلى غير ذلك.
الخطأ التاسع: إهمال البعد الزمني في تصحيح الخطأ.
فلو
أن إنساناً اكتشف بنفسه أنه حادّ وسريع الغضب وأراد أن يصحح هذا الجانب
في نفسه، فإنه ينبغي أن يعلم أنه لا يمكن أن يتحول من إنسان سريع الغضب
سريع الانفعال إلى إنسان حليم بين يوم وليلة، بل لابد أن يتدرج في ذلك و
عندما تكتشف عند ابنك أو عند من تربيه خطأ أياً كان ذلك الخطأ فمن الظلم أن
تطالبه بتصحيح الخطأ في وقت يسير!!
الخطأ العاشر :إحراج الواقع في الخطأ.
الخطأ الحادي عشر : أن نفترض المخطئ خصماً .
الخطـــأ الثاني عشر :المبالغة في تصوير الخطأ.
الخطــأ الثالث عشر :البحث عن الخطأ والفرح به.
الخطــأ الرابع عشر:إهمال محاسن الرجل.
وقال محمد بن سيرين :"ظلمت أخاك إذا ذكرت مساؤه ولم تذكر محاسنه". الخطأ الخامس عشر : الحديث عن الخطأ ومظاهره دون الحديث عن الأسباب والعلاج. ولهذا اسمحي لي أن أتكلم عن فن معالجة الأخطاء، وأضع ذلك ضمن قواعد: القاعدة الأولى:اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً.
القاعدة الثانية:إبعاد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ.
جاء شاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الزنا بكل جرأة وصراحة فهمَّ الصحابةأن يوقعوا به؛ فنهاهم وأدناه وقال له: "أترضاه لأمك؟!" قال: لا، قال رسول الله صلىالله عليه وسلم "فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم" قال: "أترضاه لأختك؟!" قال: لا،قال: "فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم". فكان الزنا أبغض شيء إلى ذلك الشاب فيمابعد.
القاعدة الثالثة:استخدم العبارات اللطيفة في إصلاحالخطأ:
إذا كنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذاالسحر الحلال في معالجة الأخطاء! فمثلاً حينما نقول للمخطئ لو فعلت كذا (ما رأيك لونفعل كذا) أنا أقترح أن تفعل كذا (عندي وجهة نظر أخرى ما رأيك لو تفعلها؟) وغيرها..
فلا شك أنها أفضل مما لو قلت له: (يا قليل التهذيب والأدب، وعديم المروءةوالرجولة).. (ألا تفقه).. (ألا تسمع).. (ألا تعقل).. (أمجنون أنت).. (كم مرة قلتلك).. فلا شك أن الفرق شاسع بين الأسلوبين!!!!!
القاعدة الرابعة:ترك الجدال أكثر إقناعاً من الجدال.
وفي الحديث "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراءوإن كان محقاً"
القاعدة الخامسة:ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل.
القاعدة السادسة:ما كان الرفق في شيء إلا زانه.
القاعدة السابعة:دع الآخرين يتوصلون لفكرتك:
عندما يخطئ إنسان، فقد يكون من المناسب في تصحيح الخطأأن تجعله يكتشف الخطأ بنفسه، ثم تجعله يكتشف الحل بنفسه فإن هذا أدعى للقبول.
القاعدة الثامنة:عندما تنتقد اذكر جوانب الصواب:
فعندما يعمل إنسان عملاً فيحقق نسبة نجاح 30% فإنني أثني عليه بهذا الصواب، ثم أطلبمنه تصحيح الخطأ، ومجاوزة هذه النسبة.
القاعدة التاسعة:لا تفتش عن الأخطاء الخفية:
وعن معاوية مرفوعاً "إنك إن تتبعت عورات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم".
القاعدة العاشرة:استفسر عن الخطأ مع إحسان الظن والتثبت.
القاعدة الحادية عشرة: امدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب.
القاعدة الثانية عشرة: تذكر أن الكلمة القاسية في العتاب لها كلمة طيبة مرادفة تؤدي المعنىنفسه:
عند الصينيين مثل يقول: (نقطة من العسلتصيد من الذباب ما لا يصيد برميل من العلقم).
القاعدة الثالثة عشرة:اجعل الخطأ هيّناً ويسيراً وابن الثقةفي النفس لإصلاحه.
القاعدة الرابعة عشرة:تذكر أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثرمن عقولهم:
وهذه غريزة بشرية فالإنسان عبارة عن جسد، وروح وهو ملئبالعواطف الجياشة، وله كرامة وكبرياء، فالإنسان لا يحب أن تهان كرامته، أو يجرح شعوره، حتى ولو كان أثقل الناس.
سيدتنا الفاضلة:
أتمنى أن أكون أديت بهذه المداخلة جزءاً من الضالة التي تبحثين عنها
ولتكن تلك النقاط منهجاً في حياتنا البشرية
تحياتي لك