[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وعظ الله رسوله بالموت فقال:(
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُون )الزمر:30.وفي الحديث الّذي يرويه الطّبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية، والحاكم في مستدركه، وغيرهم عن علي قال:قال رسول الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]:
أتاني جبريل، فقال:يامحمّد،عِشْ مَا شِئْتَ، فَإِنَّكَ مَيِّت، وَأَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ،
وَاعْمَلْ مَاشِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِي به،
وَاعْلَمْ أنّ شرف المؤمن قيامه اللّيل، وَعِزُّهُاسْتِغْنَاؤُهُ عن النَّاس(سلسلة الأحاديث الصّحيحة2/ 505)،ورقم الحديث:831).
وقد
سُقنا كثيرًا من النّصوص الّتي وعظنا الله ورسوله فيها بالموت، وقد كان
هذا دأب الصّالحين يعظون أنفسهم بالموت، ويعظون الناّس به،
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
ارتحلت الدُّنيا مُدبرة، وارتحلت
الآخرة مُقبلة، ولكلّ واحدة بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولاتكونوا
من أبناء الدُّنيا، فإنّ اليوم عملٌ ولاحساب، وغدًا حساب ولاعمل رواه البخاري في ترجمة باب:الأمل وطوله(مشكاة المصابيح2/ 659)ورقم الحديث:
(5215).
ومن عظات العلماء في تذكرة القرطبي:تفكّر
يامغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فياللموت من وعدٍ
مَاأصدقه، ومن حاكمٍ ماأعدله، كفى بالموتِ مفزعًا للقلوب، ومُبكيًا
للعيون، ومُفرّقًا
للجماعات، وهادمًا للذّات، وقاطعًا للأمنيات.
فهل تفكّرتَ ياابن آدم في يوم مصرعك، وانتقالك من موضعك، إذا نُقِلْتَ
من سِعَةٍ إلى ضَيْقٍ،وَخَانَكَ الصَّاحِبُ الرَّفِيق، وَهَجَرَكَ الأَخُ والصَّدِيق، وَأُخِذْتَ
من فراشِكَ وَغِطَائِكَ إلى غرر، وغطّوكَ من بعدِ لينٍ لِحَافُهَا بِتُرَابٍ ومدر،
فيا جامع المال، والمجتهد في البنيان، ليس لكَ من مَالِكَ والله إلاّ الأكفان،بل هي للخرابِ والذَّهَاب، وجسمك للتّرائب والمئاب.
فأين الّذي جمعتَهُ من المال؟فهل أنقذك من الأهوال، كَلاَّ بل تركتَهُ لِمَنْ
لاَيَحْمَدُك، وقدمت بأوزارك على من لايعذرك(التّذكرة:ص9)
ونقل القرطبي رحمه الله عن يزيد الرّقاشي أنّه كان يقول لنفسه:ويحك
يايزيد من ذا يُصَلِّي عنك بعد الموت؟من ذا يصوم عنك بعد الموت، من ذا
يرضي عنكَ ربَّكَ بعد الموت؟
ثمّ يقول:ياأيّها
النّاس، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟مَنْ القَبْرُ
طَالِبُهُ؟والقبرُ بيتُهُ، والتّرابُ فراشُهُ، والدُّودُ أَنِيسُهُ،
وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر، كيف يكونُ حالُهُ؟(التّذكرة:ص9)
***وقال
القرطبي رحمه الله في موضع آخر:مَثِّلْ نفسَكَ يا مغرور وقد حلّت بِكَ
السّكرات، ونزل بك الأنين والغمرات، فمن قائل يقول:إنّ فلانًا قد أوصى،
ومالُهُ قد أحصى، ومن قائلٍ يقول:إنّ فلانًا ثقل لسانه، فلايعرف جيرانه،
ولايُكلّم إخوانه، فكأنّي أنظر إليكَ تسمعُ الخطاب، ولاتقدرُ على ردّ
الجواب.فَخَيِّلْ لنفسِكَ، ياابن آدم إذا أخذت لفراشك إلى لوح مغسلك،
فغسلك الغاسل، وأُلْبِسْتَ الأكفان، وأوحش منكَ الأهل والجيران، وبكت
عليكَ الأصحاب والإخوان، وقال الغاسل:أين زوجة فلان تُحالِلُهُ، وأين
اليتامى ترككم أبوكم فماترونه بعد هذا اليوم أبدًا، وانشدوا:
ألاأيّها المغرور مالَكَ تلعبُ***تؤمل آمـالاً موتكَ أقــرب..
وتعلم أنّ الحرص بحر مبعد***سفينته الدّنيا فإيّاكَ تعطب..
وتعلم أنّ الموت ينقض مسرعًا***عليك يقينًا طعمه ليس يعذب..
كأنّك توصي واليتامى تراهم***وأمّهم الثّكلى تنوح وتندب..
تغص بحزنٍ ثمّ تلطم وجهها***يراها رجال بعدما هي تحجب..
وأقبل بالأكفان نحوك قاصد***ويحثى عليك التّراب والعينُ تسكب..
(التّذكرة:ص21)
***ومن عظات الصّحابيّ الجليل أبي الدّرداء قوله:أضحكني ثلاث، وأبكاني ثلاث:
أضحكني مؤمل الدّنيا والموتُ يطلبُهُ، وغافلٍ ليس بمغفولٍ عنه، وضاحكٍ بملْىءِ فيه، وهو لايدري أأرضى الله أم أسخطَهُ.
وأبكاني فراق الأحبّة محمّد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حزبه، وهولُ المطلعِ
عندغمرات الموت، والوُقُوفُ بين يديّ الله، يوم تبدو السّريرة علانية،ثمّ لايدري إلى الجنّة أو إلى النّار.
(التّذكرة:ص87)
***وقال
أبو الدّرداء أو أبوذرّ:تلدون للموتِ، وتعمرون للخرابِ،وتحرصون على ما
يفنى، وتذرون ما يبقى(كتاب الزّهد والرّقائق،لابن المبارك:ص88)
***وقال القرطبي في تذكرته واعظًا ناصحًا:
ياهذا،
أين الّذي جمعته من الأموال، وأعددته للشّدائدِ والأهوال، لقد أصبحت كفّك
منه عند الموتِ خاليةً صفرًا، وبدِلت بعد غناكَ وعزّك ذلاً وفقرًا، فكيف
أصبحتَ يـارهين أوزاره، ويـا من سُلِبَ من أهله ودياره؟
ما كان أخفى عليك سبيل الرّشاد، وأقل اهتمامك لحمل الزّاد إلى سفرك البعيد،
وموقفك الصّعب الشّديد، أوما علمتَ يا مغرور أن لابدّ من الإرتحال إلى يوم
شديد الأهوال، وليس ينفعك ثَمَّ قيل وقال، بل يعد عليك بين يدي الملك
الدّيّان ما بطشت اليدان، ومشت القدمان، ونطق به اللّسان، وعملت الجوارح
والأركان، فإن رحمك الله فإلى الجنّة، وإن كانت
الأخرى فإلى النّيران.يـاغافلاً
عن هذه الأحوال إلى كم هذه الغفلة والتّوان؟أتحسب أنّ الأمر صغيرًا، وتزعم
أنّ الخطب يسيرًا؟ وتظنّ أن سينفعكَ حالك إذا آن ارتحالك،
أو ينقذك
مالك حين توبقك أعمالك، أو يُغْنِي عنك ندمك إذا زلّت بكَ قدمك، أو يعطفُ
عليكَ مَعْشَرُك حينَ يَضُمُّكَ مَحْشَرُك، كلاّ والله ساء ما تتوهّم،
ولابُدَّ أن ستعلم لابالكفاف تقنع، ولا من الحرامِ تشبع ولا للعظات
تسمع، ولا بالوعيدِ ترتدع، دأبُك أن تنقلب مع الأهواء، وتخبط خبط العشواء،
يُعْجِبُكَ التّكاثُر بما لديك، ولاتذكر ما بين يديك.
يـا نـائمًا في
غفلةٍ، وفي خبطةِ يقظان، إلى كم هذه الغفلة والتّوان؟أتزعم أن ستترك
سُدَى، وأن لاتُحَاسَب غدَا، أم تحسب أنّ الموت يقبلُ الرّشا؟أم تميّز بين الأسد والرشا؟كلاّ والله، لن يدفع عنك الموتَ مالٌ ولابنون، ولاينفع أهل القبول إلاّ العمل
المبرور،
فَطُوبَى لِمَنْ سَمِعَ وَوَعَى، وحقّق ما ادّعى، ونهى النّفس عن الهوى،
وعلم أنّ الفائز من ارعوى، وأن ليس للإنسانِ إلاّ ما سعى، وأنّ سعيه سوف
يُرى، فانتبه من هذه الرّقدة، واجعل العمل الصّالح لكَ عُدَّة،
ولاتَتَمَنَّ منازل الأبرار وأنتَ مُقِيمٌ في الأوزار، عاملٌ بعمل
الفُجّار، وراقب الله في الخلوات، ولايغرنّك الأمل، فتزهد عن
العمل...وأنشدوا:تزوّد من معـاشك للمعـاد***وقم لله واعمل خير زاد..
ولاتجـمع من الدّنيا كثـيرًا***فإنّ المال يجمع للنّفاذ..
أترضى أن تكون رفيق قومٍ***لـهم زاد وأنتَ بغيرِ زاد..
وقال آخر:
إذا أنتَ لم ترحل بزادٍ من التُّقَى***ولاقيتَ بعد الموت مَنْ قَدْ تزوَّدَا..
نَدِمْتَ على أن لاتكـونَ مـثله***وأنـكَ لم ترصد كما كان أرصَدَا..*******************************************
****************************
***********..... من كتاب:العقيدة في ضوء الكتاب والسُّنّة.....
.....اليوم الآخر....القيامة الصّغرى.....
الدكتور:عمر سليمان الأشقر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]