منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: أحصدْ وادرسْ لعمّك بطرس الإثنين 25 يناير - 12:46 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أحصدْ وادرسْ لعمّك بطرس عندما استحوذ المحافظون الجدد او ما يحلو لي ان اسميهم «أنبياء واشنطن» على عقل ووجدان الرئيس الاميركي الأسبق، وملكوا عليه سمعه وبصره، فقاد جيوشه الجرارة قاطعا بها البحار والمحيطات لغزو بلاد الرافدين ونهب ثرواتها، لم يخطر بباله لحظة انه سيعود الى البيت الابيض بـ»خفي الزيدي» وستعود جيوش بلاده لاحقا تجر وراءها ذيول الخيبة والفشل، وان الكعكة العراقية ستكون بالتالي من نصيب عدوه اللدود الذي ما انفك ينظر الى اميركا على انها الشيطان الاكبر، لينطبق على ابناء العم سام المثل الذي يقول: «أحصدْ وادرسْ لعمّك بطرس»، وإذا حلا لنا ان نترجم هذا المثل بلغة الامر الواقع قلنا: «إزرعْ واحصد لسماحة المرشد».
هذا ما آلت اليه الامور في العراق بعد ان اطلقت دولة الاحتلال منذ البداية يد فئة مذهبية بعينها لتشفي غليلها من فئة اخرى حمّلتها وزر العهد السابق، حتى إذا هاجتْ الفتنة بين الفئتين جلس الاميركان على الرصيف يُمتعون عيونهم بمئات الآلاف من الجثث التي ظلت تتناثر في الساحات كما يتناثر العصف المأكول. وماذا يضير الاميركان لو هلك تسعة أعشار الشعب العراقي وبقي عشر واحد ليستمتع ببركات الديمقراطية الاميركية التي باتت اليوم سلعة رخيصة مرخصة بأيدي مؤسسة العدالة والمساءلة العراقية، تخلعُ من تخلعُ وتُثبتُ من تُثبتُ لخوض الانتخابات المقبلة، ولن يحظى بشرف خوضها إلا من استوفى شروطاً مذهبية بعينها، وما عدا ذلك فكلهم صدّاميون وبعثيون محرومون من خوضها، ومما يؤسف له ان الصدامية والبعثية باتت صفة ملازمة لكل من انتسب الى مذهب بعينه، اللهم إلا من ارتضى لنفسه ما ترتضيه مؤسسة المساءلة والعدالة.
يحدث ذلك في بلد عاش فيه السنيّون والشيعيون كأحسن ما يكون العيش الهانئ الذي تفيأ فيه كل الاخوة العراقيين ظلال الرسالة المحمدية السامية، ما تفرقوا يوما ولا اختلفوا حتى في أحلك وأقسى الظروف التي مرّ بها العراق على مدى العصور.
إن حرمان ما يزيد على خمسماية مرشح يمثلون شريحة عريضة من المجتمع العراقي يعكس بكل وضوح مدى السُعار الى السلطة، والشبق الى الانتقام لدى فئة بعينها تجاه الفئة الاخرى، ويدلل على ان الديمقراطية التي تذرعت بها اميركا في غزوها للعراق بعد ان تبخرت ذرائعها الاخرى، اصبحت هي الاخرى بحكم المتبخرة، لتعود الجيوش الغازية الى بلادها غدا تاركة وراءها الميدان لـ»حميدان» الايراني، ليصول ويجول في بلاد الرافدين ما طابت له الصولة والجولة.
لا أُريد بهذه المقالة ان انحاز الى فئة عراقية بعينها بقدر ما انحاز الى العراق بكل مكوناته؛ أخشى على العراق من تغوّل فئة على فئة فتصبح وحدته التي هي آخر سهم في كنانةِ صمودهِ مُهددة بالانفراط إذا ما شعرت الفئة المظلومة ان حقوقها باتت مهظومة، ونتساءل هنا لماذا يُحرمُ كل هذا العدد من ابناء العراق من خوض الانتخابات طالما قبلوا من البداية – كما يقول طارق الهاشمي – ان يكونوا شركاء في العملية السياسية.
إن أسهل الطرق لخروج العراق من هذا المأزق هو طريق المصالحة الوطنية الشاملة، لكن هيئة المساءلة تسد هذا الطريق بصخرة كبيرة، ولو انها حكَّمت عقلها واقتدتْ برسول الله – صلوات الله عليه وسلامه – عندما قال لكفار قريش: اذهبوا فأنتم الطلقاء، لو أنها فعلت ذلك – مع فارق الشبه بين الكفار وبين المسلمين الأبرار في العراق – لفتحت كل الطرق باتجاه السلام والوئام في العراق.
يقلقنا اليوم ويزعجنا كثيرا الهبوب القادم من الشرق ليُهدد العراق بعروبته وينال منه ومن حريته ما لم تنله الحرب الايرانية العراقية من قبل، يضعُ العربُ أيديهم على قلوبهم وهم لا يدرون الى أين ستتوجه هيئة المساءلة بالأخوة العراقيين، ولا في أي محطة سيتوقف بهم مركبها لتُسمعَهم فيها من الرطانة ما ينسون معها لغة آبائهم وأجدادهم حتى لا يعود احدٌ منهم ليُرددَ وراء علي بن الجهم على ضفاف الرافدين:.
عيونُ المهابينَ الرصافةِ والجسرِ
جَلَبنَ الهوى من حيثُ أدريْ ولا أدريْ
هاشم القضاة
__________________ | |
|
samir mousa مشرف عام قسم الأخبار والتعليم
عدد المساهمات : 835 العمل/الترفيه : مدرس اول بالازهر
| موضوع: رد: أحصدْ وادرسْ لعمّك بطرس الإثنين 25 يناير - 16:55 | |
| | |
|