النقاب
أم البرقع؟[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] د.
بلقيس النجار
النقاب
ليس من عاداتنا وتقاليدنا. فلم تلبسه أمهاتنا أو جداتنا في السابق. قد
يكون
من عادات دول عربية وإسلامية أخرى، ولكن بالتأكيد الكويت ليست منها.
فقد
كانت المرأة الكويتية تلبس البوشية إذا كانت من نساء المدينة، وتلبس
البرقع
إذا كانت من نساء البادية. وقد اختلفت طريقة لبس البوشية مع تطور
الوقت،
فقد كانت النساء يضعن عدة طبقات من القماش الأسود لتغطية وجوههن، ثم
قلّ عدد الطبقات مع مرور الزمن ليصبح طبقة واحدة. كما تغير نوع القماش
فبعد
أن كان من القطن الخفيف أصبح من الشيفون الشفاف، وفي بعض الحالات كان
يستعمل
التول الأسود. أما في البادية فقد كان يستعمل البرقع الذي يغطي وجه
المرأة
دون ان يحجب العيون حتى لا يعيق الرؤية.
بل نجد ان للبوشية
والبرقع مكانا مهما في
التراث الغنائي في الكويت، حيث غنى محمود
الكويتي ومطربون آخرون الأغنية
الشهيرة «قلت أوقفي لي وارفعي البوشية»،
وردد عوض الدوخي بصوته الدافئ
أغنيته «يا لابس البرقع.. أحجي ولا
تسمع». وبالطبع هناك العديد من الأغاني
الأخرى التي يتغزل فيها المطرب
بلابسات البوشية والبرقع، ولكن لم نسمع عن
أغان تذكر النقاب او تتغزل
بلابسة النقاب. والسبب في ذلك يعود، بالطبع، الى
أنه لم يكن في الكويت
أي امرأة تلبس النقاب آنذاك. لقد بدأ الحجاب يظهر في
الكويت بعد
التحرير مباشرة لأسباب مختلفة. وانتشر بين بنات القبائل عوضا
عن
البرقع، مع أن البرقع أجمل وأعرق. وقد سألت مرة طالبات جامعيات لماذا لا
ترتدين البرقع بدلا من النقاب في الجامعة؟ فضحكن من سؤالي وقلن إنهن
يرتدينه
في المناسبات المهمة، فالبرقع «أكشخ» من النقاب! وبصرف النظر عما
إذا
كان البرقع بالفعل أكشخ من النقاب أم لا، يبدو أن السبب ليس دينيا.
وعلى
الرغم من أن هناك من يلبس النقاب لأسباب دينية فإن ذلك لا يعني
بالضرورة
ان كل من ترتدي النقاب أكثر التزاما بالدين من غيرها. فغالبية
النساء
في الكويت يرتدين الحجاب، كما أن هناك الكثير من نساء الكويت لا
يرتدين
الحجاب ولكنهن أكثر التزاما بتعاليم الدين من أخريات يضعن النقاب
على
وجوههن كرخصة لارتكاب المعاصي.
ان الدين لا يقتصر على المظهر الخارجي من
ملبس فقط بل هو ايمان وممارسة
وسلوك يومي ننتهجه في حياتنا وننميه في
أبنائنا.