الكنج مشرف عام
عدد المساهمات : 1249 العمل/الترفيه : موجه بالازهر
| موضوع: صناعة الفرح الخميس 18 فبراير - 0:28 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صناعة الفرح المتابع الفطن لأحوال شعوب أمتنا يري عجبا ، فعلي إمتداد الخارطه يسعي الجميع إلي تجربة طرق مختلفة لصناعة الفرح الذي حرموا منه بعد أن أعياهم الحزن ، وقد تعددت الصور ، من ساع وراء برامج المسابقات ليحقق حلمه بالثراء الذي يتصور أنه سيجلب له كل سعاده إلي السعي وراء برامج صنع النجوم لنيل فرصه يظنها أكثر الشباب إنها ستكون مفتاحا للسعاده والفرح ، وطبعا مرورا بإختلاق المناسبات المختلفة وإحياء الاحتفالات المنسيه والقوميه والمغالاة في إبراز مظاهر الفرح بأشكال جديده علي عادات وتقاليد أبناء أمتنا ،وصولا إلي إحداث إنقلاب في المفاهيم بتحويل كل مناسبه أو تظاهره ثقافيه كانت أو رياضيه أو سياسيه مجالا للاحتفال وإبراز مظاهر الفرح والسعاده بشكل مبالغ فيه . ولا أري هذا إلا انعاكسا لأحزان وهموم أبناء الامه التي جعلتهم يبحثون عن فتات الفرح وسط أكوام الحزن الذي يعيشونه ويعايشونه يوميا ، وهم إذ يمارسون تلك المبالغات فإنهم كالعطشان الذي يغريه السراب ، ولعل المراقب لحال الأمه يلحظ كثرة مظاهر الأحتفالات ومحاولات صنع حالة فرح سواء من الشعوب أو حتي من الحكومات التي تحاول من خلال تلك الحيله المشاركه في عملية التعتيم والتمويه دون أن تدري إنها تؤسس لبركان قد يثور في أي لحظه ويخرج عن السيطره إذا ما تسارعت وتيره تلك المبالغات في خلق حالة فرح خوائيه تخلوا من المضمون وتعتمد بشكل مباشر علي مهارة صانعيها من الدجالين والمنتفعين ، ولعلنا إذ اخذنا مثال علي ما وصل إليه حالنا يكون الأوضح هنا مجال الرياضه بصفه عامه وكرة القدم بصفة خاصة ، فإذا نظرنا بعين الإعتبار لما حدث خلال الفتره الماضيه نري إن كرة القدم كرياضه بدلا من أن تكون سببا مباشرا في التنافس الشريف ورفع قدرات أبنائنا أصبحت سببا في الفرقه والتنابذ ، ومعولا ساهم بالكثير في هدم ما تبقي من أطلال وحدة أمتنا ، والعجيب والذي يدعوا للدهشه أن بلدين كبيرين كمصر والجزائر بتاريخهما الكبير ونضال أبنائهما فيما مضي يتحولان بأيدي خفيه تحرك الأمور لصالحها إلي طريق العداء والثأر والأقتتال بين أبناء شعبيهما ، والمدقق يجد أن الأمور في البلدين تكاد تكون متشابهه إلي حد بعيد فالقياده هنا وهناك ديكتاتوريه تسعي لتحقيق مصالحها ومصالحها فقط والأحوال الإقتصاديه في البلدين متشابهه ونسبه البطاله ومعدلات الفقر والجهل ، وإنعدام الخدمات الأساسيه التي يجب أن يتمتع بها أبناء الشعبين تكاد تكون منعدمه ، وهنا تظهر الحاجه لإلهاء أبناء الشعب بقضايا تبدوا وطنيه في ظاهرها شيطانيه في باطنها ، فبدلا من أن تتم المنافسه في كرة القدم في إطار أخوي يقرب بين أبناء الأمه يتم غرس روح الفرقه والأقتتال بين أبناء الأمه وعلي أعلي مستوي بتوجيهات من رأس الهرم القيادي وبدلا من توفير فرص عمل للشباب او رفع مستوي المعيشه نري امكانات الدوله ومواردها تسخر لنقل المشجعين لمؤازرة فريقهم وكأن كل مشاكلنا اختزلت في مبارة لكرة القدم التي هي رياضه بالأساس فيها الفوز والهزيمه وارده هذا من جانب ، ومن جانب اخر نري جملة اعلاميه مسعوره انطلقت بتحريض من بعض الجهلاء واعداء الأمه لكنها تفاقمت بعدما وجدت الدعم من رؤوس القياده في البلدين لتتم الأمور في شكل ثأري يعد له بشكل مدروس لأشغال الملايين بقضايا تافهه عن قضايا مصيريه تتعلق بأمن الامه وومصيرها ، وتصرف طاقة شباب الأمه في منازعات غوغائيه لا طائل من ورائها سوي فضح أسلوب تفكيرنا وسطحيتنا وهمجية طرحنا وتناولنا للأحداث وتعطي أنطباعا سيئا عن أمتنا لباق الشعوب عن طريقتنا في تناول ومعالجة أمورنا البينيه نحن أبناء الأمه الواحده ، وتفرض شكلا من أشكال التخلف علي تعاملنا وطريقه تفكيرنا ، وبالتالي تجعلنا في موقف المدافع حين نستفيق من غفلتنا فنبدأ في إستنزاف طاقتنا في إيضاح وتفسير مواقفنا والدفاع عن أفعالنا فتهدر طاقتنا وتضيع هيبتنا ونحن نستميت شرحا ودفاعا عن أنفسنا وعن مواقفنا . ويتحقق من وراء كل هذا المراد لشرزمة الحكم هنا وهناك فلا يعد هناك وقت للمعارضه أو النقاش أو المسائله ، فقد تبددت طاقتنا في الغث من الهراء والتناحر والاتهامات المتبادله بتشنج من العامه وبتشجيع وتأجيج منسادة الحكم المنتفعين مما يحدث، وإعتماد خطط لتوسيع دائرة الخلاف ليشمل الجميع فيتلهى أبناء الأمه وينشغلون بقضايا تافهه عن قضايا الحريات والعداله والتقدم ، ينشغلون عن حالة الحزن العام التي شملت الجميع بعدما عم الغلاء وقيدت الحريات وأنهزمت النفوس امام شبح الفاقه والعوز والقهر . أعود إلي ما بدأت به (صنع الفرح ) فبعد كل ما يجري من تخطيط وضعنا مثالا واحدا عليه ، لا يجد الغالبيه العظمي من أبناء الامه سوي التمسك ببقايا وأطراف أي بارقة أمل أو مشروع بسمه ليصنعوا منه فرحهم الخاص وليس أدل علي هذا من المسيرات المتفجره التي تعقب أي نصر كروي لفريق علي أخر بصوره تكاد تكون جنونيه ومبالغ فيها وكأن الجميع يريد ألا ينسي معني الفرح ، فيتمسك بتلابيب أي فرصه لتحقيق فرح خاص من صنع أقدام لاعبي الكره بعدما عز وجود أي فرح من نوع أخر ، وبات الفرح ترف لا يقدر علي معايشته الغلبيه العظمي من أبناء الأمه ، فأختصر الفرح في مناسبات معينه قد يكون يوم وطني أو نصر كروي كان يمر قبلا دون جلبه وباتزان للمشاعر ، لكن الأن وبعد أن عز الفرح اصبح الجميع نساء ورجالا شيوخا وأطفالا يخرجون في إحتفاليات صاخبه بحثا عن السعاده ومحاولة صنع حالة من حالات الفرح ولو وقتيا لطرد أشباح الحزن التي سكنت النفوس وتغلغلت لتتمكن من أرواح الجميع في قسوه . حين يعم الظلم وتقسوا القلوب وتتصحر الانفس ، تبدأ رحلة البحث عن أي بقعة ضوء ، عن أي نسمة فرح صادقه أو كاذبه ، يبدأ الجميع في حياكة دمي السعاده من خيالات الوهم ، وصنع هالات من - الفرح - الوهم من أي مناسبه أو فاعليه صغرت أو عظمت ، والسؤال الأخير هنا هل يفلح هذا التوق للأنعتاق من بؤرة الأحزان التي غمرتنا علي مدار سنين عجاف حفلت بكل ما هو ردئ في صنع حالة من حالات الفرح تنجينا من الموت كمدا ولو وهما ؟ | |
|
منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: رد: صناعة الفرح الخميس 8 أبريل - 11:07 | |
| | |
|
مستحيل عضو نشيط
عدد المساهمات : 44 العمل/الترفيه : watch movies
| موضوع: رد: صناعة الفرح الإثنين 15 نوفمبر - 7:47 | |
| | |
|