النميمة
يروى أن رجلاً باع غلاماً عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام.
فقال المشتري لا يضر، فاشتراه على ذلك العيب، فمكث الغلام عنده أياماً ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتزوج عليكِ، أتريدين أن يعطف عليكِ؟
قالت: نعم.
قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام.
ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحباً وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك.
قال: نعم.
قال: تناوم لها.
تناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.
أرأيتم ما تصنع النميمة، كيف أودت بحياة رجل وزوجته وأوقعت المقتلة بين أقاربهما، هذا صنيع ذي الوجهين دائماً.
مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: إنهما ليعذبان وما يعذبان من كبير، ثم قال: بلى أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ....