الجدار الفولاذي

الجدار الفاصل على قدم وساق برفح.. وفتاوى تحرمه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

رافعات يعتقد انها تعمل في تثبيت الجدار

المصدر:إسلام أون لاين.نت
الأربعاء. ديسمبر. 23, 2009

(رفح)
مصر/المنامة - في الوقت الذي بدأت تصدر فيه تصريحات عن علماء في العالم
العربي تحرم وتندد بإنشاء مصر لجدار فاصل على حدود قطاع غزة المحاصر،
وتردد أنباء عن تعليق العمل فيه، أكد شهود عيان لـ إسلام أون لاين صباح
الأربعاء 23-12-2009 أن العمل متواصل في بناء الجدار بوتيرة أسرع منذ أمس
الثلاثاء.
وقال شهود من مدينة رفح المصرية إن العمل في إنشاء
الجدار تحت سطح الأرض تواصل اليوم أيضا بشكل مكثف، مشيرين إلى أنهم يرون
بشكل واضح وعلني عشرات الشاحنات الصغيرة التي تحمل "ألواحا فولاذية ضخمة
تفرغ شحناتها بجوار موقع العمل على حدود غزة".

وتواصل تدفق الشاحنات التي تحمل هذه الألواح قادمة من
خارج سيناء باتجاه مدينة رفح المصرية، في شكل مجموعات، كل مجموعة تضم من 3
إلى 5 شاحنات، تعرضت إحداها لحادث انقلاب قرب مدينة بئر العبد على بعد نحو
100 كم من المنطقة الحدودية.

وكانت صحيفة "الشروق" المصرية ذكرت في نسختها الورقية
الصادرة اليوم الأربعاء عن مصادر وصفتها بالرسمية قولها إن العمل في
الجدار "تم تعليقه بشكل مؤقت"، على أن يتم استئنافه بعد تهدئة الأوضاع.

ولكن شهود العيان نفوا ذلك، مؤكدين أن العمل في الجدار
يجري بشكل مكثف منذ أمس الثلاثاء بعد أن توقف يوم الإثنين الماضي على
خلفية تظاهرة نظمتها حماس قرب الحدود، وشارك فيها المئات.

من جانبهم، التزم المسئولون المحليون بمدينة رفح
المصرية الصمت، وفضلوا عدم التحدث لوسائل الإعلام بشكل نهائي عن الحلول
التي سيتم طرحها في حالة تضرر منازل المصريين القائمة في مسار الجدار،
والتي كان غالبية سكانها يستخدمونها كغطاء أمن لفتحات الأنفاق المحفورة
أسفل الحدود على الجانب المصري.

وفي هذا الإطار أكد قائمون على عمليات التهريب عبر
الأنفاق مجددا أن التضييق على نشاطهم يزداد يوما بعد الآخر بشكل غير
مباشر، وذلك من خلال تراجع كميات البضائع التي تصلهم من خارج منطقة سيناء؛
نظرا لخشية أصحابها عدم القدرة على توصيلها للجانب الفلسطيني.

وترددت أنباء -لم تؤكدها الجهات الأمنية المصرية أو
تنفيها- عن وصول وفد خبراء أجانب، يرجح أنهم أمريكيون إلى موقع إنشاء
الجدار، مستقلين طائرات خاصة حطت بهم بمطار العريش في سيناء.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية كشفت مؤخرا عن قيام مصر
ببناء جدار فولاذي على حدود غزة؛ لمنع عمليات تهريب السلاح والسلع للقطاع،
بتمويل أمريكي، وهو ما فسره محللون فلسطينيون على أنه عقاب لحركة حماس
المسيطرة على القطاع؛ لرفضها التوقيع على ورقة المصالحة الفلسطينية،
وإدخال الوسيط الألماني على خط صفقة تبادل الأسرى المرتقبة مع إسرائيل.

غير أن القاهرة نفت ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة
الخارجية المصرية حسام زكي قائلا في تصريحات نشرتها الصحف المصرية اليوم
الأربعاء: إن "الإجراءات التي تقوم بها مصر داخل أراضيها، سواء إنشاءات أو
أعمال هندسية داخل حدودها مع قطاع غزة هو شأن يتعلق بمصر والأمن القومي
المصري، ولا يهدف إلى أي عقاب كما زعم البعض، وليس له علاقة بالوساطة
المصرية" بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.

وأكد أن "هذه الإجراءات (إنشاء الجدار) ستستمر حتى لو أقدمت حماس على توقيع الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية".

وأعرب عن رفضه تسمية هذه الإنشاءات بالجدار الفولاذي متسائلا "من أين صدرت هذه التسميات؟..".

"حرام شرعا"

ومع إنشاء
هذا الجدار ثارت مخاوف منظمات حقوقية من أن يؤدي لتفاقم الوضع الإنساني
والمعيشي بالقطاع الذي يعاني من حصار، تفرضه إسرائيل منذ أكثر من ثلاثة
أعوام.

ومن هذا المنطلق، وبمبادرات فردية، أفتى عدد من علماء
الأزهر بعدم جواز بناء الجدار، رافضين لفكرة وضع حدود وحواجز بين الدول
العربية والإسلامية، بحسب صحيفة الدستور المصرية الخاصة اليوم الأربعاء.

فقالت الدكتورة آمنة نصير أستاذة العقيدة والفلسفة
الإسلامية، إن "هذا الجدار لا يتفق مع قيم الإسلام ولا العروبة ولا حتى
الإنسانية، وكل من ساهم في بناء هذا الجدار مسئول أمام الله سبحانه وتعالى
وأمام التاريخ، ولا أعرف ماذا ستقول الأجيال القادمة بسبب تفريطنا في
واجبنا".

أما الدكتور علي أبو الحسن أمين عام مساعد مجمع البحوث
الإسلامية فقال: "إن بناء الجدار الفاصل بين رفح وغزة حرام شرعا ولا يجوز؛
لأنه يخدم العدو ؛ فبناء جدار بين مسلم ومسلم يرفضه الدين الإسلامي
الحنيف".

منع بسبب الانتقاد

وفي
المنامة منع نائب رئيس رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي
الدكتور فريد محمد هادي من الخطابة بقرار من رئيس الأوقاف السنية، وذلك
بعد تنديده في خطبة الجمعة الماضية بإقامة مصر للجدار الفولاذي.

وفي تصريح خاص لإسلام أون لاين.نت كشف الشيخ نبيل محمد
صالح المدير التنفيذي لرابطة علماء الشريعة أنه قد تم إبلاغ د.فريد
بـ"مكالمة هاتفية من مكتب رئيس هيئة الأوقاف السنية ودون خطاب رسمي، وهذه
طريقة لا تليق في التعامل مع العلماء والخطباء، خاصة وأن المنع تم لحديث
الشيخ عن الجدار الفولاذي، وهذا سبب غير مقبول".
ويرجح
مراقبون أنه ربما تشهد الأيام المقبلة اعتصاما للمصلين بجامع العدلية الذي
يخطب فيه د.فريد بالعاصمة البحرينية المنامة، خلال الأيام المقبلة احتجاجا
على قرار المنع، كما أبدت مصادر نيابية -طلبت عدم ذكر اسمها- استياءها من
انفراد رئيس هيئة الأوقاف السنية بالقرار.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]