منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: الزواج وغلاء المهور الأربعاء 24 فبراير - 10:01 | |
| موقع القرضاوي / 16-6-2008تلقىفضيلة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي استفساراً من أحد القراء يقول فيه :أكتب إليكم مشكلتي ومشكلة كل شاب قطري، وهي أنني ذهبت لأخطب إحدى الفتياتفواجهت مشكلة غلاء المهر، حيث طلب والدها مبلغ عشرين ألف ريال مهرًالابنته، سوى أثاث البيت، والآن، أنا أفكر في الزواج من خارج البلاد، بسببغلاء المهور، فهل المغالاة في المهور مطلب شرعي؟ وقد أجاب فضيلته على السائل بقوله : الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن اتبعه إلى يوم الدين، وبعد : الواقعأن هذه مشكلة، وعقدة، عقدها الناس على أنفسهم، وشددوا فيما يسره اللهتعالى عليهم، لقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الزوجات " أيسرهن مهرًاأكثرهن بركة " والنبي صلى الله عليه وسلم حينما زوج بناته زوجهن بأيسرالمهور، لم يشترط لهن المئات ولا الآلاف، وإنما أخذ أيسر المهور، وكذلكالسلف الصالحون، لم يكونوا يبحثون عن مال الرجل، وماذا يدفع، لأن البنتليست سلعة تباع، إنما هي إنسان، فليبحث لها الأب أو الولي عن إنسان مثله،إنسان كريم، كريم الدين، كريم الخلق، كريم الطباع، ولهذا جاء في الحديث عنالنبي صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلاتفعلوه، تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ". (رواه الترمذي وابن ماجة والحاكموحسنه الترمذي). فالمهم .. والذي يجب أن يطلبه الأب هو الدين والخلق، قبلكل شيء فماذا يغني الفتاة أن تتزوج، ويدفع لها مهر كبير، إذا تزوجت من لاخلق له، ولا دين له ؟ من هؤلاء الذين تأتي الأسئلة الكثيرة عنهم، تسألالزوجات: ما حكم زوج يتعاطى الخمر في نهار رمضان، ما حكم زوج سمت امرأتهابنها " يوسف " فأبى إلا أن يسميه " فرعون " ما حكم كذا ما حكم كذا . . .؟ هذه جاءت من أن الأب، كل همه أن يقبض عدة آلاف، عشرة آلاف، عشرون ألفا،ثلاثين ألفا، كما يقول السائل، ولا يهمه الدين، والخلق، ولو فكرنا كماأراد لنا الدين، وكما شرع لنا الإسلام، لكان الدين والخلق هو أهم ما نبحثعنه، وأهم ما نسعى إليه، وأهم ما نحرص عليه، وما يجب أن يحرص عليه الآباء،ويحرص عليه أولياء البنات، ليس المهم كثرة الأموال التي يقبضها الآباءصداقًا ومهرًا عن بناتهم، إنما المهم الزوج، الذي يسعد البنت، الذي يتقيالله فيها . ولهذا قال السلف: " إذا زوجت ابنتك فزوجها ذا دين، إن أحبهاأكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها ؛ لأن دينه يمنعه، وخلقه يردعه، حتى في حالةالكراهية، (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن، فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعلالله فيه خيرًا كثيرًا) لقدأمر الإسلام بالمسارعة بتزويج البنات، وجاء في ذلك عن النبي صلى الله عليهوسلم: " ثلاث لا يؤخرن: الصلاة إذا حضرت، والدين إذ حل، والأيم إذا حضركفؤها " .. إذا حضر الكفء فلا ينبغي للأب أن يعوق من أجل أنه يريد أن يقبضشيئًا أكثر، كأنها سلعة يساوم عليها، هذا هو المفروض من الآباء المسلمين،ألا يعوقوا الزواج بهذه المهور، وبهذه المغالاة فيها، فإن هذا هو أكبرعقبة في سبيل الزواج، وكلما عقدنا في سبيل الزواج، وكلما أكثرنا منالمعوقات والعقبات، كلما يسرنا بذلك سبل الحرام، كلما سهلنا انتشارالفساد، كلما أغوينا الشباب بأن يسيروا مع الشيطان، وأن يتركوا طريق العفةوطريق الإحصان، وطريق الحلال . ما حيلة الشاب الذي يذهب ليتزوج فيجد هذهالطلبات المعوقة أمامه ؟ ماذا يصنع ؟ إنه سيُعرض عن الزواج ويبحث عن بيئةأخرى، ويترتب على ذلك كساد البنات، وفساد الرجال، هذه هي النتيجة الحتميةللمغالاة في المهور، وكم جاءت من رسائل وكم سألني من سائلين، وكم شكا شبابلي ولغيري من هذا المعوق الذي وضعه الناس بأيديهم، وحفروه أمام بناتهموأمام أنفسهم، لييسروا طريق الحرام ويعوقوا طريق الحلال. ياجماعة المسلمين حرام علينا والله أن نعوق الزواج بهذه الصورة، وواجب عليناأن نيسر طريق الحلال، نيسر لشبابنا ولفتياتنا أن يقترنوا في الحلال، فهذاما شرعه الإسلام، وهذا ما رضيه لأبنائه، أسأل الله أن يوفقنا لما يحبويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يبعدنا عن هذه العادات الجاهلية، التي لاتأتي بخير، ولا تقر بها إلا عين الشيطان. والله أعلم | |
|
samir mousa مشرف عام قسم الأخبار والتعليم
عدد المساهمات : 835 العمل/الترفيه : مدرس اول بالازهر
| موضوع: رد: الزواج وغلاء المهور الخميس 25 فبراير - 13:44 | |
| | |
|