التائهه والحب ج(1) فى ليلة من ليالى الشتاء الممطرة
والشوارع مظلمة الا من نور ضعيف هنا او هناك
وتكاد تخلو من المارة كانت تقف هى فى معطفها الجلدى تحت شرفات احدى المنازل
تحتمى بها من المطر كانت الافكار تعصف بها حتى ان الدموع كانت تنهمر على
وجنتيها
وهى لا تشعر0يكفينا ان نعرف انها جائت الى هذه البلدة الغريبة ولا تعرف
فيها احد
هاربة من الامها السابقة0
كانت لا تعلم الى اين تذهب او اين تقضى ليلتها وفجاة اذا بيد توضع على
كتفها فتنتفض وقد وقف الكلام فى حلقها000لم يكن الا رجل فى اواخر
الثلاثينات على وجهه ابتسامة
هادئة يقول000هل تريدين مساعدة؟
لم تستطيع الرد وتلعثم الكلام فى فمها فنظر اليها مطمئنا ثم قال000لا باس
سانصرف
واستدار ليمشى ولكنها ابتلعت ريقها بسرعة ثم قالت000من فضلك انتظر اريد ان
اجد اى
فندق اقضى فيه ليلتى0قال 000اتبعينى فان لم يعجبك الفندق فلا تدخليه
وسانصرف0
لا تدرى لما شعرت بالاطمئنان لحديثه وبعد قليل وصلا لفندق متوسط الحال اشار
اليه ثم انصرف لم تجد بد من الدخول فقد رات انه مكان معقول يمكن ان تقضى
فيه ليلتها ثم
فى الصباح تستطيع ان تدبر حالها0
فعلا حجزت غرفة صعدت اليها ولم تلبث ان تدخلها وتغلق الباب خلفها حتى ارتمت
على الاريكة جعلت تنظر فى ارجاء المكان واذا بذكرياتها تنهال عليها مرة
اخرى فتدخل فى نوبة
بكاء حارة0
بعد ان هدا روعها قامت فخلعت ملابسها وارتدت قميص نوم بسيط الحال ثم القت
بنفسها
فوق الفراش وراحت فى نوم عميق0
عند الظهر فى اليوم التالى استيقظت وهى ما تزال منهكه ولكنها اغتسلت وادت
صلاتها ثم ارتدت ثيابها وهبطت درجات سلم الفندق متثاقلة لا تدرى الى اين
تتجه ولكن كان عليها
ان تحاول العثور على عمل لكى تستطيع العيش فانطلقت خارج الفندق تمشى فى
الشوارع وهى لا تدرى من اين تبدا الى ان الامتها قدماها فجلست على الكورنيش
لتستريح قليلا
واذا بها تسمع صوتا شعرت انها تعرفه رفعت عيناها لترى فاذابقلبها يخفق بشدة
اذ ان الواقف امامها لم يكن غير الشاب الذى دلها على الفندق لم تدرى سر ما
شعرت به من ارتياح حين راته ولكنه قال لها000هل قدرنا ان نلتقى مرتين بهذه
السرعة؟
قالت وهى لا تستطيع منع الارتباك الظاهر عليها000ربما كان هذا من حسن حظى0
فقال0000هل تحتاجين الى مساعدة؟
كانت كالغريق الذى وجد طوق نجاة فاسرعت تقول000ابحث عن عمل0
فقال لها000ماذا نجيدن؟
قالت00انا محاسبة0
واذا به يخرج تليفون جوال ويتحدث مع احد الاشخاص سائلا اياه عن عمل0
اخذت تتسائل لماذا تشعر بالاطمئنان له هكذا؟ فهى لم تعرفه من قبل وقالت
لنفسها000
ربما وجهه الهادىء وابتسامته العذبة والادب الواضح فى اسلوبه0
لاول مرة منذ زمن طويل تشعر بالهدوء0
افاقت من افكارها على صوته يقول000هل تعجبك وظيفة ادارية فى احدى الشركات؟
خرج الكلام متحشرجا نعم000اخرج من جيبه بطاقة عليها ارقام واعطاها اياها
وقال00
اذهبى الى هذا العنوان وستجدى شركة كبيرة اسالى فيها عن حسام بيك وسيحددلك
عملك
قالت مسرعة 000وانت الى اين تذهب؟
قال لها 000عندما تحتاجين الى ستجدينى0
وانطلق مسرعا يختفى فى احدى السيارات عندما تنبهت الى انها لا تعلم له اسم
او عنوان
البقية فى الحلقة القادمة
