منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: دراسة جدوى حياة المسلم الأربعاء 31 مارس - 12:56 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إن الإنسان الكيس والتاجر الحصيف إذا أراد أن يدخل في مشروعمن المشاريع فإنه يقارن بين ما سينفقه في هذا المشروع وما سيعود عليه من مكاسب منه،
ولا يقبل بالمكسب القليل فضلاً عن الخسارة.
والإنسان المسلم في هذه الحياة إنما مثله كمثل التاجر، فينبغي عليه أن يكون تاجراً حاذقاً؛ فلا يقبل بأقل من ربح حياته الأخروية التي لا انقطاع لمداها ولا إحاطة بمنتهاها،
ولا يحتاج منه لأجل ذلك إلا العمل لها في حياته الدنيا ذات السنين المحدودة، والأنفاس المعدودة.
قياس الأعمار بالأعمال. قال الله عز وجل:كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا *وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى *يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي
فما هي هذه الحياة التي ندم الكافر على تضييعها حين وقف على شفير النار،ورآها يحطم بعضها بعضاً؟
هذه الحياة هي التي عناها الله عز وجل بقوله:وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ
،و(الحيوان): مصدر حياةأي:هي الحياة الحقيقية، وهي الحياة الدائمة التيلا تنقطع.هذه الحياة هي التي ندم الكافر على تضييعها،
ولا يحسب من عمر المرء حقاً إلا ما كان ذاكراً فيه لله عز وجلكما قال النبي صلى الله عليه وسلم:ما من ساعة يضيعها ابن آدم لا يذكر الله عز وجل فيها إلا ندم عليها يوم القيامة. فإذا كانت الحياة الحقيقية هي طاعة الله عز وجل،فتعالوا لنتأمل في دراسة جدوى حياة إنسان يعيش ستين سنةوقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يتجاوز ذلكفنسبة الوفيات الكبرى من أعمار هذه الأمة تكون ما بين الستينإلى السبعين عاماً، وقليل هو الذي يصل إلى الثمانين، وأقلمن ذلك من يصل إلى المائة،وأقل القليل من يتجاوز المائة. ......
حين تكون تجارتك مع الله
دراسة جدوى حياة الإنسان.. إذا أراد أي تاجر أن يفتتح محلاًتجارياً، فقبل أن يقدم على هذه الخطوة فإنه يصنع ما يسمىبدراسة الجدوى، فينظر إلى المكان، وينظر إلى القوى الشرائيةفي هذا المكان أهي عالية أم لا، ثم ينظر إلى حاجة المشتريحتى يعين نوعية البضاعة التي يبيعها، فإذا هو لم يحسبهذه الحسابات كلها كان تاجراًخاسراً. فدراسة الجدوى شيء أصيل عند بني آدم لمحبتهم للبيعوالشراء، ولذلك قالالله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَاشترى: أي أن القضية عبارة عن صفقة وعقد بيع،وقال: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلا هُمْ يُنصَرُونَ،وقال تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ،وقال تعالى: فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِيشرونأي:يبيعون
. فهذه المعاني أوصلها الله عز وجل لنا في صورة عقد بيع وشراء؛ لأن العباد بطبيعتهم جبلوا على حب البيع والشراءفتعالوا لنغرس أعظم رأس مالللإنسان، وهو حياتهوأوقاته، لنرى هل يخرج من هذا السوق مغبوناً أمخاسراً،فالذي ضيع وفرط في حياته الماضية ينبغي عليه أن يفيق؛فإن العمريمر. أنت الآن اقتربت من الموت خطوة عن الأمس،وبالأمس كنت أبعد عن الموتيوماً، وأنت الآن أيضاً أبعد عن الموت منك في غدٍ -إذا حفظ الله حياتك إلى غد- وهكذا. إنا لنفرح بالأيام نقطعها وكل يوم يقربنا من القبرحياة الإنسان ستون سنة:
أولاً: هو ينام عشرين سنة، لأن ثماني ساعات في اليوم في ستين سنةمحصلتها عشرون سنة، فهو بهذا لا يحاسب على عشرين سنة من حياته،لقول النبي صلىالله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثة، منها: النائم حتى يستيقظ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النوم أخو الموت، وأهل الجنة لا ينامون. ثم هو لا يؤاخذ حتى يصل إلى سن البلوغ، وسن البلوغ ينحصربين عشر سنينوخمس عشرة سنة، فبإضافة خمس عشرة سنةمع عشرين سنة يكون مجموعها خمساً وثلاثين سنةوهو لا يؤاخذ من يوم أن يولد حتى يبلغ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذات الحديثرفع القلم عن ثلاثة، منها: عن الغلام حتى يحتلم. كم بقي من الستين عاماً؟خمسة وعشرون سنة، وقد يطول نومك فتزيد سنوات النوموقد تمرض وتلزم الفراش عشر سنوات أو خمس سنواتأو سنة أو شهرين أوثلاثة أو أكثر أو أقل،لكننا إذا افترضنا أن المرء كان صحيح البنية، لم تعترضه الآفات فالعمرالحقيقي الذي يؤاخذ به أمام الله خمسة وعشرون عاماً فقط،وهذه هل تستحق أن يضيع المرء من أجلها حياته الأبدية؟! أين القصور من عهد عاد..؟! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كم من حسرات في بطون المقابرمن المعروف أن القبر هو أول منازل الآخرة، وهذه الخمسة وعشرون سنة! تعد (تأهيلة) فبعض الناس يقضي خمسة وعشرين عاماً في السجن على ظهر الحياة،ثم يخرج ليستأنف حياته من جديد. أين الذين ماتوا من عهد عاد؟ عشرات القرون ومئات القرون مرت على أناس يعذبون، وهمفي أول منازل الآخرة، وتلك الأعوام لا تقاس بخمسة وعشرين عاماًفقط من الحياة على الأرض؟!فما أشد غربة المفقود إذا لم يكن له زاد يتزود به. وآية ذلك تصور أنك في غرفة بمفردك ولا أقول: تحاسب أو تعذب أو تؤاخذ، فلا أحد يطرق عليك الباب، ولا أحديتصل بك، ولا أحد يكلمك، وظللت على هذا مائة عام، أضف إلى ذلك أن الإنسان جبل على حب الخلطة، فإذا لم يكنله أنيس من نفسه وصبّر نفسه ووطّنها على ذلك فإنه يصاب بالملل والضجر، وإنما سمي الإنسان إنساناً لأنه يأنس، وتأمل قول الله عز وجل: إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِإذا انقطع عنك حبل أهلك، وحبل ولدك؛ شعرت بحجم الغربة، فهذا الميت يا له من غريب!كم من حسرات في بطون المقابر!! لو أذن لكل ميت أن يتكلم لقال: أهلكتني (سوف) و (السين) سأتوب.. سوف أتوب .. سأتصدق.. سوف أتصدق، سأصلي..سوف أصلي.. وهكذا. مات كثير من الناس ولم يحققوا أمنياتهم، فمات وفي نفسهغصة، لكنه بكى سنين عدداً يؤاخذ على خمسة وعشرين سنة، والنبي صلى الله عليه وسلم أعلمنا ما يستقبلنا إذا مات الإنسان.قال صلى الله عليه وسلم: إن الميت ليسمع وقع نعالهم إذا انصرفوا عنهوتأمل!رجل صار فريداً يسمع وقع نعال ذويه وهم يغادرونه ويتركونهويسأل السؤال المعتاد الذي أعلمنا به النبي صلى الله عليه وسلمثلاثة أسئلة هي محصلة خمسة وعشرين سنة:من ربك؟ ما دينك؟ ما تقول في الرجل المبعوث فيكم؟لقد ظل حياته كلها لا يفكر في الإجابة عن هذه الأسئلة، والعجيب أنه في ساحة العرض، وإذا بعث العباد جميعاً، وخافواجميعاً، يقول بعضهم لبعض:ألامنقذ ينقذنا مما نحن فيه؟فقال بعضهم لبعضٍ: هلم إلى الأنبياء.. سبحان الله!ألم تر إلى هذا اللؤم؟تذهب للنبي الآن تريد شفاعته، وقد ظللت طيلة حياتك لا تعرج على سنته،وتكتب ضد الذين يلتزمون بسنته، وتحيك المؤامرات ضد هؤلاء الذين يقتدون بسنته!تريد شفاعته الآن..؟! هذه هي طبيعة اللئيم. يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِأيها المرتشي الذي ارتشيت: لماذا قبلت الرشوة؟يقول: أطعم أولادي؟ لماذا تاجرت بالمحرمات؟يقول: لأولادي. فلماذا تضحي بولدك الآن؟ أنت لا تعرضه لشيء يسير، أنت تعرضه لنار جهنم، التي قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها: يؤتى بأنعم أهل الأرض - (الذي ما ذاق بؤساً قط، ولا مرضاً قط، وكان سيداً مطاعاً،تعقدعليه الخناصر، يؤتى بهذا الرجل)-فيغمس في النار غمسةً واحدة فقط ثم يخرج، فيقال له:هل مر بك نعيم قط -(أرأيت في حياتك كلها يوم راحة-؟) يقول: لا، وعزتك ما مر بي نعيم قطفكيف إذا كان من الكافرين؟! وهذه ما هي إلا غمسةٌ واحدة فقط،فما بالك الآن أيها المجرم تعرض ولدك لدخول النار،يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ، قال: رب! إذا لم يكف ولديوَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِخذوا امرأتي وخذوا أخي، وإذا لم يكف ولدي ولا امرأتي ولا أخيوَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِخذوا الأسرة بكاملها، وإذا لم تكف الأسرة بكاملها،وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعًااطرحهم جميعاً في جهنم، المهم أن أنجو أنا.فانظر إلى الأنانية! هل الأنانية لم تكن موجودةً عنده؟ بلى كانت موجودةً في الدنيا لكن لم يظهر مقتضاها، بدليل أن هذا الإنسان لو وقف رجلٌ أمامه لداسه، وكل إنسانعنده نموذج من الغبن وقلة الوفاء، لكن لم يظهر مقتضىلهذا المجرم حتى يضحي هذه التضحية، لكن لها ثمرة في الآخرةوالله تبارك وتعالى يقول عن هذا اليوم العظيمذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
samir mousa مشرف عام قسم الأخبار والتعليم
عدد المساهمات : 835 العمل/الترفيه : مدرس اول بالازهر
| موضوع: رد: دراسة جدوى حياة المسلم الأربعاء 31 مارس - 14:39 | |
| | |
|
منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: رد: دراسة جدوى حياة المسلم الخميس 1 أبريل - 5:56 | |
| | |
|