الكنج مشرف عام
عدد المساهمات : 1249 العمل/الترفيه : موجه بالازهر
| موضوع: اسطول الحرية .. والصعقة الكهربائية ! السبت 5 يونيو - 18:50 | |
| اسطول الحرية .. والصعقة الكهربائية ! بقلم محمود أغيورلي ------------ ------- تقول إليزبيث كلبر-روس في احد كتبها عن مواجهة الموت وخاصة بعد الاصابة بمرض مميت ان الشخص الذي يواجه الموت لا بد وان يمر بخمس مراحل هي ( الانكار - الغضب - المساومة - الاحباط - التقبل ) و أعتقد انه من المنطق سحب نظريتها التي انهال عليها علماء النفس والاجتماع مؤيدين لها على موت الضمير أيضاً ! فمذ بدأت اسرائيل في النمو خلال وطننا كخلية سرطانية كانت تفقه تلك اللعبة جيداً وان عدوها ليس هو سوى الضمير العربي وكانت تعول على " مرحلة التقبل " وانها هي ولابد مرحلة الانتصار المنتظرة والتي ستصبح فيها اسرائيل جزءا من خارطة المنطقة لا و بل لها انصارٌ فيها أيضاً ... فضميرنا – نحن العرب– ان صح قول كلمة " نحن " .. ومنذ بداية " الهجانة " بالتوغل في أروقة الاراضي كان في مرحلة انكار تام .. وكان لا يلقي بالا بحسب وصف أحد الساسة حينها لبعض من المرتزقة تجول هنا وهناك بل وان الانكار جرى لحد ان أحد القادة الكبار قال لماذا تعطون ما يجري في فلسطين تلك الاهمية فكيف يمكن لبضع مئات من المتمردين أن يحتلوا بلداً مثل فلسطين والعرب بأكملهم من حوله .. ولكنهم فعلوا .. فانتفضنا – نحن العرب – وان صح التعبير ايضاً ! غضباً مستنكرين هذا الارهاب وهذا الاحتلال واخذنا نشجب ونستنكر و نرفع أيدينا ونشير الى انفسنا اننا – غاضبون – حتى وصل الغضب الى مرحلة التصرفات الارتجالية فرمينا بألويتنا في حرب " إنسحب " البعض منها على حساب الآخر مثبتين نظرية ان ما قرر بغضب لن يعود على صاحبه الا بالندم ! وها هو ارتطامنا بالحائط الارتجالي قد نقلنا -و إسرائيل تنظر بفخر- الى مرحلة المساومة فقلنا " هلموا نتفاوض " نعم نفاوض على ما هو في الاساس لنا مع شخص هو في الاساس مغتصب لنا !! فأخذنا نخلع عنا قطعة قطعة من ضميرنا ونبيعها بأرخص الاسعار فنحن نساوم بحكم قول البعض .. والسياسة ماهي الا نقاش وحوار .. صحيح أن البعض شبه المفاوضون آنذاك برجل يساوم على بيع زوجته الا ان هذا لم يمنع على الاطلاق من اتمام عملية البيع والشراء .. والاستغناء عن شرف جسد الضمير الذي لطالما أرقنا الدماء من أجله ! ولكن اسرائيل تلك الدولة التي يقودها الاذكياء تلك الدولة التي تفقه تماما قواعد اللعب علمت جيدا ان موت الضمير لا يمكن ان يقف عند مرحلة المساومة بل يجب ان يطال الاحباط حتى يصلوا الى التقبل .. فأصحاب الأدمغة اليهود رفضوا طاولة المفاوضات وردوا بحروب عدة طالت رموز " التفاوض " حينا ورموز " المقاومة " حيناً أُخرى حتى ساد الاحباط في صفوف الشباب العربي جميعه ! .. نعم كُلنا بلا استثناء حتى اولئك اليسارين الذين يفتخرون بصور " جيفارا " على خُزنهم أصيبوا بالاحباط من جدوى النقاش او الاعتراض على وجود إسرائيل .. فإسرائيل باقية بحسب قولهم وهي موجودة فعلاً بحسب رائحة الدماء التي تنقلها رياح الاخبار كل يوم .. وماهي هنيةٌ حتى خرج الساسة الاسرائيليون بإبتساماتهم العريضة معلنون فرحاً ان العرب او ما يسمى الضمير العربي او " المجتمع الدولي " قد وصل أخيراً الى مرحلة التقبل وتم اعلان الحداد رسميا وهناك تم قرع كؤوس النصر حتى تهشم بعضها من شدة الفرح . فإسرائيل بنت الجدار وتقبل العالم ذلك وإسرائيل حاصرت غزة وتقبل العالم ذلك وإسرائيل قتلت الطفل بعد الطفل وتقبل العالم ذلك والضمير ميت .. ولا حياة لمن تنادي . واثناء انهماكهم بتبادل التهاني على ان مرحلة " التقبل " اصبحت واقعا حتى سرت في جسد الامة صعقة كهربائية كتلك التي يعتمدها الاطباء كحل اخير لموت الجسد لكي ينتفض الضمير واقفاً على ارجله وكان شيئا لم يكن ! تلك الصعقة التي تدعى " أسطول الحرية " والتي سرت في جسد العالم معيدة اللعبة الى مرحلتها الاولى الى مرحلة الهاجانة لتذكر العالم كيف ان بعض مئات من الرجال تصرفوا بكل قرصنة ورعونة احتلوا وسفكوا الدماء كيف هم هؤلاء أنفسهم قد قاموا بنفس الرعونة محاولين إيقاف انعاش ضميرنا ظانين منهم ان " تقبلنا " قد بات هو الاساس وان اعيننا لم تعد ترى سوى طاولة المفاوضات الخالية من كل شيء سوى من كرامتنا ! تلك الصعقة التي أعادت الى اذهاننا قول ألبير كامي " ان الشجاعة وقوة القلب قادرة على ايقاف القدر بذاته " والتي اعادت الامل لتيارات " اليمين " و " اليسار " العربية بأن المعركة لم تنتهي بعد وأن تقبلنا ما هو الا نكسة مر عليها ضميرنا العربي فصفقة لتلك الصعقة التي أعادت إحياءنا وعذرا منك " اسرئيل " قد اتعسنا عليك فرحك .. فهاهو العالم قد رآك دون قناع .. وهاهو العالم قد سمع أنين غزة .. والاكثر من هذا معبرك " رفح " قد اعلن رفع سياجه بقلم محمود أغيورلي
| |
|
سعيد بدوى مشرف أقسام
عدد المساهمات : 1270 العمل/الترفيه : مأمور ضرائب
| موضوع: رد: اسطول الحرية .. والصعقة الكهربائية ! الثلاثاء 17 أغسطس - 23:11 | |
| | |
|