أفصح صحافيون ومثقفون مصريون عن نيتهم تقديم بلاغ للنائب العام في بلادهم ضد الشيخ محمد حسان، على خلفية فتوى أكد فيها ـ قبل يومين ـ جواز بيع الآثار الذهبية وتحطيم التماثيل إذا وجدها الإنسان في أرضه.
كان الشيخ حسان قد أجاب خلال طلته على شاشة فضائية «نسائم الرحمة» التي يمتلكها ردّا على سؤال حول حكم بيع الآثار بقوله : «إذا كانت في أرضٍ تملكها أو في بيت لك فهذا حقك ورزقك ساقه الله لك، ولا إثم عليك ولا حرج وليس من حق دولة ولا مجلس ولا أي أحد أن يسلبك هذا الحق، سواء كان ذهبا أو كنزا».
وأضاف: «أما إذا كانت تلك الآثار تجسد أشخاصا فعليك أن تطمسها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيعها، ومن حرم بيعه حرم ثمنه، وأما إن كانت هذه الآثار في أرض عامة تمتلكها الدولة فليس من حقك أن تأخذها أو تهربها أو تسرقها وتبيعها، فهذا حرام ومالها حرام».
ورأى منتقدو الشيخ حسان، الذين يقودهم الصحافي المصري ياسر الزيات أن الفتوى «تفتح الباب واسعا أمام تدمير تاريخنا العريق وبيعه لكل من هب ودب، بعد أن أصبح مالها حلالا على يد الشيخ حسان».
ودخل على خط الهجوم على الشيخ حسان عالم المخطوطات المصري الدكتور يوسف زيدان، الذي خرج عن اللياقة في انتقاده حسان، وقال في حقه كلاما لا يليق.
وقال زيدان خلال لقائه بساقية الصاوي الثقافية بحي الزمالك في القاهرة في صالون زيدان مساء أول من أمس : إنه لا يُفهم على أي أساس أفتى هذا الرجل «حسان» بهذه الفتوى وقال هذا الكلام، مؤكدا أن عقول المصريين لا بد أن تتغير، وأنه على الشيخ محمد حسان أن يوضح على أي أساس أفتى هذه الفتوى.
وقال: «حسان أفتى بفتوى لا يعلم أضرارها ولا كوارثها المستقبلية»، زاعما أن السبب الرئيس في هذه الفتوى هو عدم احترام القانون، واتفق معه في الرأي أستاذ الآثار الإسلامية ومستشار المجلس الأعلى للآثار في مصر الدكتور مختار الكسباني، الذي أكد أن « فتوى حسان قاصرة وخارجة على نظام الدولة، مشددا على أن الشريعة الإسلامية لا تنص على تحطيم التماثيل الأثرية».
في المقابل، شهد الفضاء الإلكتروني خلال الساعات الماضية حربا ضارية بين أنصار حسان وبين منتقديه، وبدا خلالها الحب الجارف الذي يحظى به الداعية المعروف، وأوسع مناصروه خصومه ومعارضيه انتقادات قاسية ؛ بسبب خروجهم عن الأدب مع شيخهم المحبوب، حتى إن أصدر فتوى تحتمل الخطأ أو الصواب.