القرآن الكريم
هو عقل المؤمن ، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذي تولَّى حفظه دون سائر
ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن الأطفال إذا أحبوه تمسَّكوا بتعاليمه ، ومن
ثمَّ لم يضلِّوا أبداً.
- القرآن الكريم
هو خير ما يثبِّت في نفس الطفل عقيدة الإيمان بالله واليوم الآخر ، وخير
ما يفسح أمام عقل الطفل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ، وخير ما يسكُب في
قلب الطفل برد الطمأنينة والرضا ، فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح
عينيه على آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادئ القرآن ، ولن يعرف
تشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءً
لنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن.
وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهما المرجوة في تكوين الطفل روحياً ، و إعداده إيمانيا وخُلُقياً.
عزيزتي الأم }} .. قبل أن نبدأ في تحفيظ أبناءنا القرآن، يجب أن نلاحظ بعض الأشياء ونضعها في عين الاعتبار ..
1- يجب أن نعمد على تحبيب الطفل في حفظ القرآن، ويقتنع إنه بحفظ كتاب الله سينال رضا الخالق وحفظه ..
1- يجب أن يكون الطفل مستعدا للحفظ .. وأنا أرى أنه ليس هناك سن معينة لاستعداد الطفل للحفظ .. فإذا رأيت منه قدرة
وهو في سن الثانية فابدأي على بركة الله ..
1-
يجب أن يتم اختيار الوقت المناسب للأم والطفل معا ويكونا في حالة نفسية
جيدة .. فلا تجلس الأم لتحفيظ طفلها وهي متضايقة أو مريضة ففي هذه الحالة
لن تستطيع تحفيظه بل ستكون النتائج عكسية ..
1- كذلك يجب أن لا يكون الطفل مريضا .. لأنه لن يكون عنده قدرة على التركيز والحفظ ..
1-
يجب ألا يكون المكان حارا ولا تكون درجة الحرارة منخفضة جدا .. بل يجب أن
يتم الحفظ في مكان معتدل الحرارة .. يجب ألا يكون هناك مؤثرات تمنع الطفل
من التركيز كوجود أطفال يلعبون حوله، أو تلفاز أو ما شابه .. 1- وقت الحفظ
يجب أن تكون الأم متفرغة تماما للتحفيظ ولا تنشغل بأي شيء آخر كأعمال البيت
.. لأنها ستشتت الطفل معها، وتهدر طاقتها ..
يجب أن تبدأ بقصار السور ..
والأهم
.. ألا تستخدم الضــرب كوسيلة للعقاب أبدا أبدا لكي لا يكره الطفل حفظ
القرآن .. وتستخدم وسيلة الصبر وبعد أن تنفذ تلجأ للصبر وبعد أن ينفذ تلجأ
للصبر .. والتشجيع سواء بالأحضان أو التحدث للأب على مسمع من الطفل أنه
يحرز تقدما فهو وسيلة ممتاذة جدا جدا .. وكل ما ذكرت هو ناتج عن تجربتي
الخاصة جدا مع ابني، وما حاولت تجربته مع ابنتي .. لكن لم تصلح معها نفس
الطريقة وهي ذات العامين فغيرتها بما يناسبها وتحفظ بلا ضغط ... والخطأ
الذي ارتكبته أنني أحضرت لأبني أول ما بدأ حفظ القرآن طالبا لتحفيظه ..
لكنني وجدت الولد يحفظ بأخطاء كثيرة جدا جدا .. لذلك استغنيت عنه وبدأت
تحفيظه مرة أخرى من البداية بصورة صحيحة ..
تلاحظن أنني على كل نصيحة رقم (1) وذلك لأنني احترت في أيها الأهم ... وأيها الأكثر أهمية ..
بالإضافة لما سبق في الجزء الأول .. لدينا بعض النقاط التي يجب إضافتها لأخذها بعين الاعتبار في تحفيظ الطفل للقرآن الكريم ..
* يجب
ألا يكون الطفل جائعا .. ولا يكون قد انتهى من الطعام مباشرة ليجلس ليحفظ
القرآن .. ولكن يجب تركه فترة كافية يستريح حتى لا يشعر بالضيق أثناء الحفظ
..
* من
المهم جدا أن يخيم جو من السعادة والراحة حول الطفل أثناء تحفيظه القرآن
فلا يرتبط في نفسه الضيق والألم بالقرآن فيشعر بالنفور منه ..
*
أفضل الأوقات التي يعمل فيها العقل بشكل ممتاذ وهي مناسبة جدا للحفظ هو
وقت الفجر ووقت المغرب حيث يكون العقل في قمة نشاطه .. فإن كان حفظ القرآن
في هذه الأوقات فإنه – إن شاء الله يكون سهلا وميسرا ..
* يجب
ألا يكون هناك تباعدا بين وقت الحفظ ووقت المراجعة أيضا .. يعني إذا فضلت
الأم أن تقوم بتحفيظه القرآن يوم بعد يوم فعليها الالتزام بالموعد وعدم ترك
الموضوع بلا تنظيم .. فأعتقد أن الطفل إن لم يعود على أن يخصص وقت للقرآن
فلن يلتزم ولن يقدس وقت الحفظ .. فأنا مثلا كنت أحفظ ابني يوميا وفي نفس
الموعد .. قبل المغرب بساعة .. لذلك إن ناديته في هذا الوقت فهو يعرف لماذا
أناديه ..
*
المكان .. تخصيص مكان للحفظ له أثر جد كبير في تسهيل المهمة على المحفظ ..
فإذا كانت الأم هي من تتولى مسئولية تحفيظ القرآن يجب أن تراعي إن كانت
ستقوم بذلك في حجرة الطفل يجب أن تستمر على ذلك .. فلا تسحبه معها مرة في
المطبخ ومرة في الصالون ومرات في حجرة المعيشة .. وذلك حتى يألف الطفل
المكان ويعتاده ولا يتشتت فكره ..
*
المراجعة .. المراجعة .. يجب أن تتم بصورة دورية ومنتظمة .. فانا أقوم بها
صباحا قبل ذهابه للمدرسة ونبدأ يوميا بصورة الفاتحة وإحدى السور الأخرى أو
سورتين حسب ما نجد من وقت . كذلك عندما نخرج، وقد أعطاني السكن بعيدا فرصة
لمراجعة السور التي تم حفظها وأحيانا في المشوار الواحد نراجع نصف السور
أثناء الذهاب والنصف الآخر في طريق العودة ..
*
مما يعطي الطفل الحافز للتقدم في الحفظ والشعور بالثقة في نفسه وفي حفظه
.. جعله يقوم هو بدور المحفظ أو المسمع .. فأحيانا نعمد على أن نطب منه أن
يقوم بتسميع إحدى السور لي أو لوالده .. ويا سلام إن أخطأنا فهو يشعر
ابلفخر لأنه قد صحح هذا الخطأ لبابا أو ماما .. ودائما نقوم بهذه الحركة مع
السور التي نجدها طويلة أو صعبة .. وبعد أن ينتهي من تسميع السورة لي أو
لوالده نطلب منه أن يقوم هو بالتسميع .. وإذا رفض – أحيانا كثيرة تحدث –
نقول له فلنرى من سيسمعها بلا أخطآء بابا أم "معاذ" .. طبعا يتعمد والده أن
يخطئ ليفوز هو .. فإما أن نقوم كلينا بالتصفيق له أو نشتري له قصة أو كتاب
تلوين ..
وسيكون لنا وقفة - بإذن الله - مع طرق التشجيع المرغوبة وسأفرد لها جزء خاص ..
أرجو أن يكون ما ذكرت ذو فائدة وحقق ما ابتغيت منه من مساعدة لأمهات والمغتربات لوضع لبنات الأساس لتحفيظ القرآن لأطفالهن ..