عقاقير بيولوجية وموجهة لعلاج سرطان الدم
عمرو يحيي
طوال الـ50 عاما الماضية كانت الأورام السرطانية تعالج بخطط علاجية متشابهة, حتي تم الكشف حديثا عن الخريطة الجينية للأورام, التي أظهرت وجود اختلافات جينية وبيولوجية بالأورام .
وتنوعات جينية بالمرضي أنفسهم, فعلي سبيل المثال تبين أن أورام الثدي4 أنواع, وتم تحديد أنواع الأورام التي تستجيب للعلاج الكيميائي, والأخري التي تستفيد من العلاج الموجة و الهرموني, بصورة دفعت للاتجاه لتخصيص خريطة علاجية لكل مريض علي حدة.. نتائج هذه الأبحاث نوقشت خلال جلسات المؤتمر الدولي السنوي الـ19 لقسم علاج الأورام والطب النووي بكلية طب قصر العيني, بمشاركة الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام. وتناول المؤتمر تقنية العلاج الإشعاعي' القوس السريع', التي أتاحت أعطاء جرعات عالية من الإشعاع بسرعة فائقة ودقة متناهية داخل الورم, ووفقا للدكتور صلاح المسيدي أستاذ ورئيس قسم علاج الأورام والطب النووي بطب القاهرة ورئيس المؤتمر انه في جلسة مشتركة مع الجمعية الأوروبية للأورام نوقشت العلاجات البيولوجية والموجهة لسرطانات الدم والغدد الليمفاوية والتي ستصبح أحد بدائل عمليات زرع النخاع.
وأتاح العلاج الإشعاعي, كما يقول الدكتور لوكا كوزي أستاذ الأورام بسويسرا, أعطاء جرعات إشعاعية كبيرة وبدقة متناهية داخل الورم من360 درجة في دقيقة واحدة مقارنة بـ20 دقيقة في الأجهزة التقليدية, وبجرعات يتحملها المريض دون أثار جانبية, وحققت نتائج مرتفعة في أورام الثدي والغدد الليمفاوية و الحوض والمثانة.وكشف الدكتور حسين خالد أستاذ علاج الأورام بطب القاهرة عن دراسة لعلاج سرطان المثانة البولية بالعقاقير حققت نجاحا في تقليص الأورام بنسبة22% قبل اللجوء للجراحة, واستخدمها بعد عمليات الاستئصال بجانب العلاج الإشعاعي حيث رفعت نسبة الشفاء5%, وفي الحالات المتأخرة تحسنت الاستجابة للعلاج بنسبة55%, و تم القضاء علي الورم في بعض المرضي, كما تم تجربة اعطاء25% من العلاج التقليدي علي فترات أطول, وحققت نسب شفاء عالية. ويوضح الدكتور عماد حمادة أستاذ علاج الأورام بطب قصر العيني أن25% من مرضي أورام الكلي يصابون بأورام ثانوية منتشرة بالرئة والعظام والغدد الليمفاوية, ويعاني50% من مرضي جراحات استئصال أورام الكلي من ارتداد للورم وأورام ثانوية.
وتناول الدكتور عمرو الكاشف أستاذ علاج الأورام بطب قصر العيني علاج أورام الثدي في مراحله المبكرة بالعلاجات الكيميائية ذات التأثير العالي علي خلايا الورم وقليلة الآثار الجانبية, بالإضافة للعلاج الموجه الذي يتركز داخل الورم, ويمنع ارتجاعه, ويتم العلاج وفقا لتحليل21 نوعا من الجينات لتحديد الخلل الجينيي الموجود بالورم. ويمثل سرطان الغشاء البللوري احد التحديات المتزايدة أمام الأطباء وذلك نتيجة قلة الأبحاث حول المرض, ورغم تحريم استخدام الاسبستوس في مصر عام2006, ألا أن ذلك لن يمنع ظهور حالات حتي عام2020, حيث تظهر أعراضه بعد20 إلي30 عاما من التعرض للمادة, وتقول الدكتورة رباب جعفر أستاذ طب وعلاج الأورام بمعهد الأورام القومي بجامعة القاهرة, انه نظرا لتقدم سن المرضي فانهم لا يتحملون جرعات العلاج الكيميائي, ومازال تحت الاختبار علاج موجه قد يمثل بديلا لطرق العلاج التقليدية.