الخيوط الرفيعة بين الجاسوس وتفجير الكنيسة وقوارب المطاط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ***
عندما نستعرض أحداث الأيام الماضية ..واكتشاف الجاسوس المصرى لصالح اسرائيل ثم أحداث الاسكندرية
والتفجير الذى حدث أمام كنيسة القديسين وقصص هروب الشباب
فى قوارب الموت الى أوروبا تجد أن كثيرا من الخيوط الرفيعة تربط بين هذه
الأحداث وهى قصة الإنتماء المفقود ثم التهور فى السباق الى المجهول حتى ولو
كان مصيره الموت
وكأن الموت قد أصبح الخيار الأخير لهؤلاء الشباب بدلا من حياة أصبحت قاسية ناهيك عن حقوق مسلوبة
القصة أكبر بمراحل من كونها طائفية فكلا من المسلم والمسيحى يعانى الاضطهاد فى هذا البلد
ويعانى نفس صعوبات الحياة اليومية ..واذا وجد احتقان فما هو الا نوعا من التنفيس عن غضب عام
من أوضاع إقتصادية وتعليمية وصحية وسياسية منهارة
إنها قصة إنتماء لوطن تخلى عن مواطنيه ففقد فيه الشباب هويته ..فمابين انهيار إقتصادى وتدنى أجور ..وانهيار تعليمى
وطلبة دون المستوى أقرب للأميين منهم للمتعلمين ..وإنهيار سياسى فقد فيه الشباب حق التعبير وحرية الانتخاب
كل هذه العوامل أدت الى إنهيار أخلاقى ..فأصبح الشباب تربة صالحة لعمليات غسيل المخ
وأصبحوا قنابل احتمالية لكل الفكر الطائفى والارهابى والجاسوسى
أما الطامة الكبرى والتى تجعل الحل يكاد يكون مستعصيا هو إتفاق مصالح العدو الخارجى
مع مصالح عدو داخلى فى الاستفادة من هذه المصائب ..ففى وقت يهدف العدو الخارجى فيه الى زعزعة
الاستقرار الداخلى لمصر وهزيمتها واضعافها من الداخل ..تتلاقى أهدافه مع عدو داخلى يحكم قبضته
على الحكم ويبرر أهمية وجود القبضة الحديدية ومصادرة الحريات واستمرار قانون الطوارىء ..
ناهيك عن ابعاد شعب والهائه عن انتخابات مزورة لمجلس الشعب وانتخابات رئاسية قادمة غير شرعية بالتبعية ..
ولا يفوتنى هنا الألعاب البهلوانية المستمرة من قبل مسؤولين فى الحكم لإضفاء الإثارة على المسرحية الهزلية
مزيدا لإلهاء الشعب و جعله فى حالة توهان دائم ..مثل الألعاب والقرارات البهلوانية لمسؤولى الحكومة أمثال وزير التعليم
الذى يفاجئنا من فترة لأخرى بقرارات إعلامية غير موضوعية مثل أزمة الكتاب الخارجى مرورا بتحويل المدارس القومية الى تجريبية
ولا يزال السيرك منصوبا وياما فى الجراب ياحاوى ..والشعب المسكين لايخرج من حفرة الا ويقع فى أخرى