كيمو
اسرة منتديات كريم ترحب بكم
الهبة واصولها W6w_w6w_200504251358590b72bd4e


كيمو
اسرة منتديات كريم ترحب بكم
الهبة واصولها W6w_w6w_200504251358590b72bd4e


كيمو
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةبوابة كريمأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الهبة واصولها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

الهبة واصولها Empty
مُساهمةموضوع: الهبة واصولها   الهبة واصولها Emptyالخميس 29 أكتوبر - 16:13

السلام عليكم و حمة الله و بركاته
بسم الله الرحمان الرحيم

الدرس السابع عشر : الهبة : " أصولها وأحكامها ومع من تصح " ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد أيها الإخوة الأكارم ، من حين إلى آخر أجد من المناسب أن نعالج موضوعاً في الفقه تشتد الحاجة إليه ،
واليوم نعالج موضوع الهبة ، فأكثر الناس يقعون في إشكالات
مع أولادهم في حياتهم ، فيما يعطونهم فيما يمنعونهم ، فيما يوصون إليهم
..إلخ .


ـ ما هي الهبةُ ؟

جاء في القرآن الكريم
رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّة ً طَيِّبَة ً إِنَّك َ سَمِيع ُ الدُّعَاء[( 38 ) ] ( سورة آل عمران )

الهبة تمليك إنسان مالاً لغيره في الحياة بلا عوض .

ـ الفرقُ بين الهبة والبيع والإعارة والوصية

[=الآن عندنا عدة حالات ، فإذا كان بعِوَضٍ صارت بيعاً ، إذًا : التمليك في الحياة فقط صار إعارة ، فإذا استردت الهبة انتفع بها لوقت معلوم صارت إعارة ، و إذا وهب الشيء ، وأضيف إلى ما بعد الوفاة صار وصية .

هناك شيء دقيق ،
الهبة في الشرع عقد موضوعه تمليك الإنسان ماله لغيره في الحياة بلا عوض ،
فإذا أباح الإنسان ماله لغيره لينتفع به ، ولم يملّكه إياه كان إعارة ، الهبة شيء والإعارة شيء ، الإعارة أن تهب مالك لينتفع به أخوك لكن على أن تسترده صار إعارة


أما إذا أهديت ما ليس بمال فليس
هدية ، الخمر ليس بمال إطلاقاً ، لحم الخنزير ليس بمال ، الشيء المحرم ليس
مالاً ، والشيء الذي لا قيمة له ليس مالاً ، والشيء الذي لا تملكه ليس
مالا


وإذا كان التمليك مضافاً إلى ما بعد الحياة صار وصية ، وإذا كان بعوض صار بيعاً ، و العبرة للمقاصد والمعاني لا للألفاظ والمباني ، فإذا قلت لمن يشتري منك مصحفاً :

... وهبتك هذا المصحف بمئة ليرة فهذا عقد بيع ، لو قلت : بعتك هذا
المصحف بلا ثمن هذا عقد هبة ، لو قلت : بعتك بلا ثمن فهو عقد هبة ، وهبتك
بمئة ليرة فهو عقد بيع .




3 ـ الهبة المطلقة :

الهبة المطلقة ، معنى المطلقة أيْ : في حدها الشرعي ، لا تقتضي عوضاً
.



يتبع بإذن الله تعالى , مع : 4_ المعاني الفرعية للهبة .
5_ الحكمة ُ من تشريع الهبة .



و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

















__________________

من الصعب جدا ً أن تعيش ملاكا ً بين البشر














[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


عدل سابقا من قبل منى كريم في الخميس 29 أكتوبر - 16:42 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

الهبة واصولها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهبة واصولها   الهبة واصولها Emptyالخميس 29 أكتوبر - 16:16

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

بسم الله الرحمان الرحيم ,

نكمل الآن مع :

4 ـ بعضُ معاني الهبة

هناك معان فرعية للهبة ، الإبراء هبة ، لك
على فلان مبلغ من المال ، تقول له : وهبتك هذا الدين ، أنت ما قدمت له
شيئًا ، ما مسكت شيئًا وسلمته إياه ، ما ملكته إياه ، لك عليه ذمة


فالهبة في بعض معانيها تعني الإبراء ممن هو عليه ، و الصدقة تأخذ معنى الهبة ، أنت قدمت لإنسان مبلغا من المال ، حاجة ، لباسًا ، شيئًا ينتفع به ، أنت نويتها صدقة، فالهبة تأخذ معنى الصدقة أحياناً ، وتأخذ معنى الإبراء ، و تأخذ معنى الهدية أحياناً أخرى


أنت ضحيت في العيد ، الشرع سمح لك أن تقدم ثلث الأضحية لأصدقائك ، فإذا
طُرق باب الرجلِ ، وأعطوه قطعة لحمة فليس معناها أنه فقير ، أحب أخوك ، أو
صديقك ، أو جارك أن يتودد إليك بقطعة لحمة ، هذه ما فيها شيء


[الشيء الثاني :[وقسم للفقراء ، وقسم أن تأكله أنت ، فما كل شيء يقدم لك اسمه صدقة ، قد يكون يأخذ مأخذ الهدية ، أنت لست بحاجة للشيء ، لكن هناك معانٍ نبيلة جداً أرادها الشارع الحكيم من الهدية .

إذا نشأ مع أخيك شيء من الجفاء فحلّه بهدية ، قدم له هدية ، لك قريب جاءه مولود فقدمت له هدية ، الهدية كما قال عليه الصلاة والسلام :

تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا ، وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ )) .

إذاً : من المعاني الفرعية للهبة الإبراء ، والصدقة ، والهدية

لما شرع ربنا عز وجل الهدية فمن أجل تأليف القلوب ، وتوثيق عُرى المحبة بين الناس .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال

(( إِيَّاكُمْ وَسُوءَ ذَاتِ الْبَيْنِ فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ ... إِنَّهَا تَحْلِقُ الدِّينَ )) .

ياكم وفساد ذات البين ، فإنها الحالقة ، لا أقول : حالقة الشعر ، ولكن حالقة الدين
البزار بإسناد جيد عن ابن الزبير


إذا نشأ بينك وبين أخيك فساد ، أو قطيعة ، أو هجران ، هذا أسلوب يفتت العلاقات ، يمزق الجسد الإسلامي .


عَنْ أَبِي مُوسَى عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

إِنَّ الْمُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا ))


و الله عز وجل يسترضى ، يسترضى بالصدقة ، بالهدية .
باكروا بالصَّدقة ، فإن البلاء لا يتخطاها )) .

رواه أبو الشيخ ، وابن أبي الدنيا والبيهقي ، عن أنس
صدقة السر تطفئ غضب الرب )) .
أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس



5 ـ الحكمةُ من تشريع الهبة :

إذاً : شرع الله الهبة لما فيها من تأليف القلوب ، وتوثيق عُرى المحبة بين الناس ...

فعن أبي هريرة رضي الله عنه يقول النبي عليه الصلاة والسلام في حديث [أخرجه البخاري في الأدب المفرد ، وأخرجه البيهقي ، وقال الحافظ : إسناده حسن، قال

(( تَهَادَوْا تَحَابُّوا )) .
مالك في الموطأ


بإذن الله تعالى ,

معنى تهادوا , و نقاط أخرى سنذكرها تباعا ً إن شاء الله عز و جل .


عدل سابقا من قبل منى كريم في الخميس 29 أكتوبر - 17:30 عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

الهبة واصولها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهبة واصولها   الهبة واصولها Emptyالخميس 29 أكتوبر - 16:16

* معنى تهادوا :

الذي يعرف اللغة يفهم معنى تهادوا ، تهادوا على وزن تفاعلوا ، ماضيه فاعَلَ ، وزن فاعلَ يفيد المشاركة ، تريد أن تقدم هدية ، والذي تلقى الهدية عليه أن يقدم هدية ، ليس في هذا كسب إطلاقاً ، لكن تنشأ مودة ،

>>> ... ، ليس هناك خسارة ، عملية مقابلة فقط ، لكن سبحان الله ! المقابلة وحدها تنشئ هذه المودة ..
فالهدايا باب كبير من أبواب البر بين الناس .

إذاً : " تهادوا " ، ليقدمْ أحد هدية لأخيه ، وعلى الذي تلقى الهدية عليه أن يرد الهدية مثلها ، لذلك العوام عندهم كلمة بسيطة : الهدية دين ووفاء ، دعاك فادعُه ، أهداك تهديه ، عاونك تعاونه ، لذلك النبي الكريم يقول :

(( ومن أسدى إليكم معروفا فكافئوه )).
[ رواه الطبراني عن الحكم بن عمير ] .

كلمة " الله يعطيك العافية " ، " تفضلت " ، " كثر خيرك " ، الله يجزيك الخير " ، كله كلام لا معنى له إن لم يكن له واقع عملي .

((ومن أسدى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له )).
[ رواه الطبراني عن الحكم بن عمير ] .

أي أن الدعاء للذي قدم لك معروفاً لا يقبل إذا كنت تستطيع أن تقدم له شيئاً مقابل الذي قدمه لك ،
فعلى الإنسان أن يعوّد نفسه هذه العادة
، فلا تقل : أنا ما لي عند أحد شيء ، بل كل شيء قدمه لي الناس هذا فضل
منهم ، وعليّ أن أرد الجميل ، بهذه الطريقة ينشأ مجتمع كالبنيان المرصوص .


* انسَ ما قدّمتَه للناس واذكر ما قدّمه الناسُ لك :


لذلك عندنا قاعدة ، هذه قاعدة ذهبية : أيّ شيء قدمته للناس يجب أن تنساه ، وكأنه ما كان ، و أي شيء قدمه الناس لك يجب ألا تنساه حتى الموت ، إذا
كنتَ تريد أن تُحب ، وتريد أن يحبك الناس ، تريد أن يرضى الله عنك ، تريد
أن تكون سمعتك عطرة ، تريد أن يلهج الناس عنك بالثناء ، وإذا خدمك أحدُهم
خدمة يجب ألا تنساها حتى الموت
، .. ،


و إذا قدمت خدمة فإياك أن تذكرها ،
فقط تقول : أنا أعطيتك ، أنا قدمت لك ، عاونتك ، دعوتُك مرتين ، قدمت لك هدية في عرسك ، بهذا ألغيتَ الهدية . إن عملت عملا فإياك أن تذكره ، أنت عاملت الله .


أذكر لكم حديثا شريفا
أيها الإخوة ، هذا الحديث الشريف يلقي على قلب كل واحد منكم السكينة
والاطمئنان ، لو أنك خدمت الناس ، والناس أساءوا لك ، لو خدمت ومقابل
الخدمة إساءة
، الحديث :


(( اصنع المعروف إلى من هو أهله ، وإلى غير أهله ، فإن أصبت أهله أصبت أهله، وإن لم تصب أهله كنت أنت أهله )) .
[ رواه ابن النجار عن علي ] .

علامة الإخلاص لله عز وجل أنك لا تنتظر على عملك الصالح شيئاً ، لا ثناء ، أخي والله العملية ناجحة ، لو كتب هذا المريض عني في الجريدة كلمتين ، أنت خدمته لله ، لا تنتظر الشكر ، ولا الامتنان ، ولا التنويه في الجريدة ، ولا باقة ورد ، ولا شيء إطلاقاً ، خدمته لله خذ أجرك من الله ...

بإذن الله تبارك و تعالى , سنكمل غدا ً مع المزيد .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

الهبة واصولها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهبة واصولها   الهبة واصولها Emptyالخميس 29 أكتوبر - 16:17

وصلنا إلى هذه النقطة :

*النبي يقبل الهدية ويكافئ عليها :

قد كان عليه الصلاة والسلام يقبل الهدية ، ويثيب عليها ، وكان يدعو إلى قبولها ، ويرغب فيها ، فعند أحمد من حديث خَالِدِ بْنِ عَدِيٍّ الْجُهَنِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

(( مَنْ
بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلَا
إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ ، وَلَا يَرُدَّهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ
رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ
)) .

[ أحمد ]

الإشراف معناه التطلع ، أحيانا تكون حاملا لغرض ، وأحدهم ظل يرمقه بعيون ، فهذا إشراف .

((مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ )).
لا سألت ، ولا تمنيت ، أيهما أبلغ ؟ ما تمنيت ، فلا سؤال ، ولا تمني .

ما الشرط ؟ عدم السؤال ، والثاني عدم التمني ، لا سألت ، ولا طلبت ، لكن أخاك أحب أن يتقرب إليك ، أهلاً وسهلاً .

هذا حكم شرعي
، هناك إنسان يسأل ، وإنسان يتطلّع ، وإنسان يشارط ، كله غلط ، وهناك
إنسان يرفض الشرط ، ويرفض العطاء ، يا أخي أنت ما سألت ، ولا طلبت ، ولا
تمنيت ، وأحببت أنا أن أتقرب إلى الله بخدمتك ، وهو لا يقبل ، هذا أيضاً
تعنت ، وهذا أيضاً مخالفة للسنة .


(( مَنْ
بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ ، وَلَا
إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ ، وَلَا يَرُدَّهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ
رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ
)) .


* ثانيا ً : اقبل الهدية ولو كانت شيئًا يسيرًا :

النبي الكريم يقول :

(( ولو أهدى إلي كراع )).
[ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس ] .

هذه أخلاق النبي اللهم صل عليه يجب أن نتعلم الأدب ، فإذا قدم لك أحدُهم هدية صغيرة رخيصة فقل له : جزاك الله خيرا ، والله معناها كبير يا أخي ، والله أنا غالٍ عليك ، طيّب له قلبه ، دعه يشعر بعمله الطيب ، شجعه على تطبيق السنة ،

قال النبي اللهم صل عليه :

(( ولو أهدى إلي كراع لقبلت )).

قال :
(( ولو دعيت إلى كراع لأجبت )).
[ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس ]

. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ :

(( إِنَّ لِي جَارَيْنِ ، فَإِلَى أَيِّهِمَا أُهْدِي : قَالَ : إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا )) .
( البخاري )

الأقرب فالأقرب .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( تَهَادَوْا )) .

أمر نبوي :
(( تَهَادَوْا ، فَإِنَّ الْهَدِيَّةَ تُذْهِبُ وَحَرَ الصَّدْرِ )) .
( الترمذي )

الحقد ، والألم ، والضيق ، والشقاق ، والخصومة ، هذه تذهبها الهدية .

بإذن الله يتبع مع :

* قبول هدية غير المسلم .
* و حالات ترفض فيها الهدية .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى كريم
مديرة المنتدى
منى كريم


انثى
عدد المساهمات : 6767
العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر

الهبة واصولها Empty
مُساهمةموضوع: رد: الهبة واصولها   الهبة واصولها Emptyالخميس 29 أكتوبر - 16:18

* قَبولُ هدية غير المسلم :

الشيء الدقيق أن النبي عليه الصلاة والسلام قبِل هدية الكفار ، فقبل هدية كسرى ، وهدية قيصر ، وهدية المقوقس ، كما أهدى للكفار بعض الهدايا .

إذا كنت موظفًا ، ومعك موظف غير مسلم ، وجاءه مولود ، وقدمت له هدية فلا حرج في ذلك أبداً ، تألفته ،

حتى قال عنك : والله هذا المسلم صاحب ذوق ، لبق ، فهيم ، طبعاً هذا أخ لك في الإنسانية ، حتى إن بعض العلماء فسروا :
(( لا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحبُّ لِنَفْسِهِ )).
[ متفق عليه ] .

لو أردت أن تفهم هذا الحديث فهماً
أصولياً أخيه مطلقة ، وإذا أطلقت الكلمة أخذت أوسع معانيها ، لذلك قالوا :
(( حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ )) في الإنسانية ، (( ما يُحبُّ لِنَفْسِهِ )) ،
لو كان غير مسلم ، استنصحك فانصحه بأحسن شيء .


فالنبي قبِل الهدية ، قبِل هدية الكفار ، قبِل كسرى ، وهدية قيصر ، وهدية المقوقس ، كما أهدى هو الهدايا والهبات .

الآن * حالاتٌ تُرفَض فيها الهديةُ :

لكن يبدو أن هناك حالة خاصة ، إذا قدم الإنسان لك هدية ، ويريد منك شيئاً لا يرضي الله عز وجل ، أو أراد أن يحرجك بها ، أو أن يظهر فضله عليك بها ، فإنه يمكن أن ترفض الهدية ،

روى أبو أحمد والترمذي عَنْ عِيَاضِ
بْنِ حِمَارٍ أَنَّهُ أَهْدَى لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ هَدِيَّةً لَهُ أَوْ نَاقَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :


(( أَسْلَمْتَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ )) .
[ الترمذي ]

فكيف نوفق بين قبول هدية قيصر وكسرى والمقوقس مع هذا الحديث ؟

إذا كانت الهدية قصدها التودد فيجب أن
تقبلها ، أما إذا قصدها إملاء شروط معينة ، هدفها الإحراج ، هدفها أن
ينتقص من قيمتك ، فلا أقبلها ،


كشخص يقف موقفا ضدك ، لا آخذ هديته ،
مادام مصرًا على موقفه العدائي فهديته ضعف بالنسبة لي ، أو يقف موقف
العدائي المصر عليه ، لا يتراجع عنه ، وينهش بك ، وأحب أن يهدي لك ، لا ،
لا آخذ الهدية ، أنا غني عنها .


يبدو أن هذا الإنسان رفض النبي هديته ، قال : (( أَسْلَمْتَ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَإِنِّي نُهِيتُ عَنْ زَبْدِ الْمُشْرِكِينَ )) .

بعضهم قال : هذا الحديث منسوخ
، تحب أن توفق بينه وبين البقية أنه منسوخ ، أما الأقوى أنه إذا كانت
الهدية سوف تحرجك ، وتضعف من قيمتك ، أو يملي عليك مهديها شروطاً عندئذٍ
يمكن أن ترفضها .



يتبع إن شاء الله تعالى .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الهبة واصولها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كيمو :: اسلاميات كريم :: القرآن الكريم وتفاسيره :: الفقه و احكامه-
انتقل الى: