وله دور لا بد أن يعيه في مثل هذه القضايا التي لا يمكن تمثيلها بموقف عابر،
بل هي هم عميق تحتاج إلى فهم وبصيرة، وتفتقد إلى بلسم يضفي عليها الدفء والتفاهم والود. إن هذا البلسم المفقود، يمكن أن يكون قاعدة عظيمة تندرج تحته أصول حل الكثير من مشاكل حياتنا الزوجية، فكثير ممن يتصدون للكتابة في الإصلاح بين الزوجين وسبل حل المشاكل، يغفلون عن قضية مراعاة ظروف الشريك الآخر، لتمتلئ حياتهما بالحب والحنان، ويكون كل واحد عونا للآخر على أداء مهامه وواجباته وعيش حياته بهناء تام. إن الزوج بدءًا يمر بظروف كثيرة لا بد أن تراعيها الزوجة وتقدرها ولو على حساب حقوقها، وكذلك الزوجة، فليست الحياة الزوجية ثكنة عسكرية لا بد لكل فرد فيها أن يؤدي ما عليه بدقة متناهية بدون أي تأخير، بل هي مودة ومحبة وأنس ورحمة، وآية من آيات الله في جعل الألفة بين قلبين غريبين مختلفين، قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) [الروم: 21].
تقدير ظروف الزوج إن كان داعية أو طالب علم، يصرف الكثير من وقته وجهده في دعوة الناس وإصلاحهم، أو يصرف جل وقته في طلب علم شرعي يتقرب به إلى الله تعالى ويدعو الناس على بصيرة، فهنا يتضاعف دور الزوجة لتسد كثيرًا من النقص الذي يخلفه غياب الأب، ولا بد أن تتحمل ذلك بصبر واحتساب، ولا تدع مجالاً للمقارنات بحال غيرها ممن أزواجهن متفرغون لمتطلباتهم، ولتنتظر عظيم الأجر والمنزلة الرفيعة عند الله في تهيئة المكان لراحة زوجها، وتتذكر الدور العظيم الذي قامت به خديجة -رضي الله عنها- في إعانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لتحمل أعباء الرسالة، كيف كانت تحمل له الطعام وهو يتعبد ويتحنث الليالي ذوات العدد في غار حراء. وفي المقابل، ليقدر الزوج هذه التضحية وهذا الصبر من زوجته، وليعط أهل بيته شيئًا من وقته ويفرغ نفسه للجلوس معهم ومؤانستهم، ويحاول أن يعوض فترات غيابه الطويلة عنهم.
ومنها تقدير ظروف الزوج مع أهله، وخصوصًا الوالدين، فقد يكونان بحاجة إلى عونه ومساعدته وجلوسه معهم، فعلى الزوجة أن تظهر الاحترام لهذا البر وتعينه عليه، مظهرة المحبة لهم والاعتناء بشؤونهم، وتلتمس العذر لزوجها إن قصر في حقوقها وحقوق أبنائها قليلاً لأجل هذه الصلة. وبالمقابل، على الزوج أن يحرص على القيام بقصارى جهده في حقوق زوجته، ويقدر تنازلاتها ويخصها بشيء من اهتمامه وإكباره وتقديره، ويسمعها الثناء على إعانتها إياه في بر والديه وأهله.
ومنها تقدير ظروف العمل، فبعض الأزواج يكدح ويسعى ليلاً ونهارًا لجمع المال وتوفير الحياة الكريمة لأسرته، ولا شك أن هذا السعي سيأخذ جهدًا وطاقة، فلا بد من مراعاة الزوجة لذلك، وأن تعد نفسها لتخفف عنه أعباء الحياة، ويجد لديها متنفسًا لمتاعبه ونصبه طوال اليوم، وليكن حديثك عن المشاكل والهموم في وقت آخر مناسب. وفي المقابل، على الزوج أن يضع نصب عينيه أن أولاده وأسرته أهم من المال، فلا يكن كل غايته فيضحي دونه بكل شيء، فربما سعى لجمع ثروة عظيمة على حساب راحته وتربية أبنائه، الذين ربما تمر الأيام لم يروه ولم يجالسوه، وربما أسلمهم لوسائل لهو مفسدة مضلة.
والسعادة الزوجية ونجاح العلاقة الزوجية برأي تحتاج أيضا إلى حكمة بالغة من الطرفين ومفاتيح هذه السعادة تبدأ منهما
فلو عرف الطرفان أن زواجهما نعمة كبيرة وفضل من الله كبير وأصرا على نجاح هذه العلاقة ومعالجة الثغرات المستجدة دائما قبل أن تكبر ويصعب علاجها عندها من الصعب أن تنهار حياتهما الزوجية مهما واجهتهما المصاعب ومهما كانت الظروف
جزاك الله خير الجزاء
chamss عضو جديد
عدد المساهمات : 7العمل/الترفيه : informatik
موضوع: رد: البلسم المفقود ((همسة لكل زوجة)) الإثنين 9 أغسطس - 16:10
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته شكرا اخي على طرح الموضوع ولكن اضيف ان نجاح الاسرة يتعلق بالطرفين الزوج و الزوجة معا...ولا يمكن ان تستمر استقرار سفينة الحياة في هذا البيت الا كانت التضحية منهما معا في كثير من الاشياء...فلا يعقل ان يطلب الرجل من المراة ان تقدر جميع ظروفه ولا يستطيع تقدير واحدة من ظروفها...فهذه تعتبر انانية من طرف الزوج التي هي جد مستبعدة تماما عن ديننا الاسلامي وليكن لنا اسوة كبيرة بالرسول صلى الله عليه وسلم
اذ نجده مع زوجاته خير الزوج فعلى الرغم من انشغالاته الدائمة فإنه كان يساعد اهله في البيت وكان يخصف النعل.. ويحلب الشاة، ويقُمُّ البيت، ويكون في خدمة أهله،وهو رسول الله ونبي هذه الأمة عليه أفضل الصلوات والتسليم فالعناية بشأن الأهل من أسباب التوفيق الإلهي وإذا قام به الزوج تقربًا إلى الله -تعالى- ومصدر للتزود من العلم أعانه الله -جل وعلا- على جميع شئونه، وعلى جميع حوائجه، أما إهمال البيوت وتضييع الأولاد بدعوى التفرغ للعمل أو العلم فهذا الزوج يذنب بحق أهله ويضيع الأمانة
الكنج مشرف عام
عدد المساهمات : 1249العمل/الترفيه : موجه بالازهر
موضوع: رد: البلسم المفقود ((همسة لكل زوجة)) السبت 21 أغسطس - 15:05