أكد د.محمود عابدين رئيس الأكاديمية المهنية للمعلمين أن وزارة التربية والتعليم ستمنح المعلمين الذين تخلفوا عن خوض امتحان الكادر أمس الجمعة، لعدم امتلاكهم لأرقام جلوس ورقية، وعددهم لا يتعدى الـ 1000 معلم، والمعلمين المتغيبين أمس برغبتهم، فرصة خوض اختبار كادر أغسطس المقبل مع المعلمين الراسبين ومعلمى المدارس الخاصة.
وأوضح عابدين، أن نسبة حضور اختبار الكادر أمس تخطت الـ 98% فى مختلف المحافظات من أصل 183 ألفاً و407 معلمين، وأرجع عابدين غياب 2% من المعلمين عن الاختبار إلى تريث وكلاء الوزارة والقيادات الفنية فى خوض الاختبار دون أن يذكر أسباباً لهذا التراجع.
فى حين أشارت مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم إلى أن هذا التراجع نتج عن اشتراط الوزارة على وكلائها العودة إلى مزاولة مهنة التدريس فى حالة حصولهم على الزيادات المالية للكادر، مما جعلهم يتراجعون عن خوض الاختبار للاحتفاظ بمناصبهم الإدارية التى تضمن لهم رواتب أكبر من مهنة التعليم.
وأكد عابدين، أن منع المعلم، الذى لم يمتلك رقم جلوس، من الاختبار أمر طبيعى لأنه غير مسجل فى كشوف مناداة المعلمين التى سلمتها الأكاديمية للجامعات المصرية، وبالتالى لا يوجد له مكان فى اللجان ولم تخصص له أوراق أسئلة أوإجابة، وقال "هؤلاء المعلمين الذين تجمهروا أمام اللجان تباطئوا فى تقديم أوراقهم لدينا خلال فتح فترة التسجيل أما المعلمون المسجلون لدى الأكاديمية فأتحدى أن يخرج منهم من يقول إنه لم يؤدِ الامتحان".
وأشار إلى أنه اتخذ قراراً أمس بمنع لجان الطوارئ فى الاختبارات حتى لا تقع حالات غش، كما حدث فى امتحان أغسطس الماضى، كاشفاً عن دخوله فى سجال حاد مع أحد رؤساء الجامعات الذى حاول تخصيص لجان طوارئ للمعلمين الذين لا يملكون أرقام جلوس، فقال له عابدين "لن نتسلم منك ورقة إجابة لمعلم خاض الاختبار داخل لجنة طوارئ".
وأوضح عابدين، أن نسبة الغش لا تذكر فى اختبار الأمس، وأنها كانت حالات فردية وموجودة فى أى نوع من الاختبارات فى أى دولة فى العالم، وأشار إلى أن موعدى إعلان النتيجة ثم صرف الأموال لم يحددا حتى الآن، مضيفاً أنه لن يتم إعلان نتيجة اختبار الأمس إلا بعد إعلان نتيجة اختبار كادر "الراسبين" من أغسطس الماضى، والذين اختبروا فى نهاية أبريل، ونتيجة كادر راسبى الأزهر الذين خاضوا الاختبار الثلاثاء الماضى.
وشنت حركات المعلمين المستقلة وروابط معلمى مصر، هجوما عنيفا على د.يسرى الجمل وزير التربية والتعليم بسبب ما وصفته بـ "الفشل الذريع" لاختبارات كادر "المتخلفين" التى انعقدت أمس مؤكدين على أن اختبارات الأمس مثلت إهانة شديدة للمعلمين وأظهرتهم بمظهر الغشاشين.
واتهمت روابط المعلمين الوزير بعدم التعلم من الأخطاء التى وقعت فى عملية تنظيم اختبار كادر أغسطس الماضى لأنها تكررت أمس متسببة فى حرمان ما يقرب من 1000 معلم من خوض الاختبار، وأشارت الروابط إلى أن اختبار الأمس مجرد "ديكو" ابتكرته الوزارة لتظهر بمظهر من يعمل على الارتقاء بمستوى المعلمين، فى حين أن الاختبارات لم تعد بأى بفائدة على مستوى المعلمين بدليل شيوع حالات الغش الجماعى.
وكشف عبد الحفيظ طايل مدير المركز المصرى للحق فى التعليم، عن وجود تخوفات لدى قطاع كبير من أعضاء الروابط المستقلة للمعلمين من عدم تحديد وزارة التربية والتعليم موعدا لإعلان نتيجة اختبار الكادر الذى عقد أمس، لأن ذلك يعنى – من وجهة نظره - وجود نية مبيتة لدى الوزارة لتأخير إعلان النتيجة، وبالتالى تأجيل صرف الأموال للمعلمين، خاصة أن نتيجة كادر الراسبين الذى عقد فى أبريل لم تظهر حتى الآن.
وأكد عبد الحفيظ طايل أن سوء تنظيم امتحانات الأمس ينم عن سوء التنظيم الذى تعانى منه وزارة التربية والتعليم بشكل عام، مشيرا إلى وجود حالات غش بالموبايل داخل اللجان رغم أن الوزارة أكدت على سحبه من المعلمين قبل دخول الاختبار.
وأضاف "الأكاديمية المهنية للمعلمين والمركز القومى للامتحانات يتصارعان على الحصول على المكافآت التى ترصدها الوزارة للجهات المنظمة للاختبار دون اهتمام بجودة الامتحانات ذاتها، لذلك تخرج الاختبارات فى شكل يهين المعلم ولا يضيف له جديدا على المستوى المهنى".
وأكد حسن العيسوى، أمين عام حركة "معلمون بلا نقابة" أن فشل ما يقرب من 1000 معلم من خوض الاختبار بسبب وجود أخطاء فى أرقام جلوسهم يعكس عجز الوزارة عن تنظيم الاختبار، وأشار عيسوى إلى أن المعلمين لم يتلقوا تدريبا على الاختبار داخل الأكاديمية المهنية للمعلمين، وأن محاضرات "الفيديو كونفرانس" التى منحتها لهم الأكاديمية لم يأتِ منها شىء فى الامتحان.
ويقول العيسوى "أعرف معلما فى أحد اللجان بالإسكندرية نسى كتابة رقم جلوسه على ورقة الإجابة ثم عاد مرة أخرى بعد انتهاء الامتحان إلى اللجنة ليكتب بياناته، وبالفعل تم منحه ورقة الإجابة ليفعل بها ما يشاء، مما يفتح الباب أمام وجود حالات فساد داخل اللجان"، وأضاف أن شيوع حالات الغش بين المعلمين داخل اللجان يدل على عدم قيام الأكاديمية المهنية للمعلمين التابعة للوزارة بدورها فى رقابة الاختبارات.