منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: أبو حنيفة (إمام المذهب المعروف) كما ترجمه ابن حبان الإثنين 20 سبتمبر - 18:13 | |
| قال ابن حبان وهو من ائمة الجرح والتعديل السنة في كتاب المجروحين ج 3 ص 61 (باختصار يسير جدا)
النعمان بن ثابت أبو حنيفة الكوفى
صاحب الرأى ، يروى عن عطاء ونافع ، كان مولده سنة ثمانين في سوا الكوفة ، وكان أبوه مملوكا لرجل من بنى ربيعة من تيم الله من نجد يقال لهم بنو قفل فأعتق أبوه وكان خبازا لعبد الله ابن قفل ومات أبو حنيفة سنة خمسين ومائة ببغداد ، وقبره في مقبرة الخيزران .
وكان رجلا جدلا ظاهر الورع لم يكن الحديث صناعته ، حدث بمائة وثلاثين حديثا مسانيد ماله حديث في الدنيا غيرها ، أخطأ منها في مائة وعشرين حديثا . إما أن يكون أقلب إسناده أو غير متنه من حيث لا يعلم فلما غلب خطؤه على صوابه استحق ترك الاحتجاج به في الاخبار .
ومن جهة أخرى لا يجوز الاحتجاج به لانه كان داعيا إلى الارجاء والداعية إلى البدع لا يجوز أن يحتج به عند أئمتنا قاطبة لا أعلم بينهم فيه خلافا على أن أئمة المسلمين وأهل الورع في الدين في جميع الامصار وسائر الاقطار جرحوه وأطلقوا عليه القدح إلا الواحد بعد الواحد ، قد ذكرنا ما روى فيه من ذلك في كتاب " التنبيه على التمويه " فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا الكتاب غير أنى أذكر منها جملا يستدل بها على ما وراءها .
من ذلك ما حدثنا زكريا بن يحيى الساجى بالبصرة قال : حدثنا بندار ومحمد بن على المقدمى قال : حدثنا معاذ بن معاذ العنبري قال: سمعت سفيان الثوري يقول: استتيب أبو حنيفة من الكفر مرتين .
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال : حدثنا إسحق بن إبراهيم البغوي قال حدثنا الحسن بن أبى مالك عن أبى يوسف قال : أول من قال القرآن مخلوق أبو حنيفة - يريد بالكوفة . أخبرنا الحسين بن إدريس الانصاري قال : حدثنا سفيان بن وكيع قال : حدثنا عمر بن حماد بن أبى حنيفة قال : سمعت أبى يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : القرآن مخلوق قال : فكتب إليه ابن أبى ليلى : إما أن ترجع وإلا لافعلن بك . فقال : قد رجعت فلما رجع إلى بيته قلت يا أبى أليس هذا رأيك ؟ قال : نعم يا بنى وهو اليوم أيضا رأيى ولكن أعيتهم التقية . أخبرنا أحمد بن على بن المثنى بالموصل قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون قال : حدثنا محبوب بن موسى عن يوسف بن أسباط قال: قال أبو حنيفة : لو أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم لاخذ بكثير من قولى وهل الدين إلا الرأى الحسن . أخبرنا على بن عبد العزيز الابلى قال : حدثنا عمرو بن محمد الانس عن أبى البخترى قال: سمعت جعفر بن محمد يقول : اللهم إنا ورثنا هذه النبوة عن أبينا إبراهيم خليل الرحمن وورثنا هذا البيت عن أبينا إسماعيل ابن خليل الرحمن وورثنا هذا العلم عن جدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاجعل لعنتي ولعنة آبائى وأجدادي على أبى حنيفة . أخبرنا محمد بن القاسم بن حاتم قال : حدثنا الخليل بن هند قال : حدثنا عبد الصمد ابن حسان قال : كنت مع سفيان الثوري بمكة عند الميزاب فجاء رجل فقال : إن أبا حنيفة مات . قال : اذهب إلى إبراهيم بن طهمان فأخبره فجاء الرسول فقال : وجدته نائما قال: ويحك اذهب فأنبهه وبشره فإن فتان هذه الامة مات . والله ما ولد في الاسلام مولود أشام عليهم من أبى حنيفة ووالله لكأن أبو حنيفة أقطع لعروة الاسلام عروة عروة من قحطبة الطائى بسيفه . أخبرنا آدم بن موسى قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال : حدثنا نعيم ابن حماد قال : حدثنا أبو إسحق الفزارى قال : سمعت سفيان الثوري - وجاء نعى أبو حنيفة - فقال : الحمد لله الذى أراح المسلمين منه لقد كان ينقض الاسلام عروة عروة . أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابى بالبصرة قال : حدثنا على بن جندب قال : حدثنا محمد بن عامر الطائى قال : رأيت كأنى واقف على درج مسجد دمشق في جماعة من الناس فخرج شيخ ملبب شيخا وهو يقول : أيها الناس إن هذا غير دين محمد . قال : فقلت لرجل إلى جنبى : من هذين لشيخين ؟ قال : هذا أبو بكر الصديق ملبب أبا حنيفة .
.............
أخبرنا الثقفى قال : سمعت الحسن بن الصباح قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال : سمعت سفيان الثوري يقول : أبو حنيفة غير ثقة ولا مأمون . أخبرنا يعقوب بن محمد المغرى قال : حدثنا أحمد بن سلمة قال : سمعت الحسين ابن منصور يقول : سمعت مبشر بن عبدالله بن رزين النيسابوري يقول : كتب إلينا إبراهيم بن طهمان من العراق : أن امحوا ما كتبتم عنى من آثار أبى حنيفة . وسمعت محمد بن محمود النسائي يقول : سمعت على بن خشرم يقول : سمعت على بن إسحق السمرقندى يقول : سمعت ابن المبارك يقول : كان أبو حنيفة في الحديث يتيما . وأخبرنا الحسن بن إسحق بن إبراهيم الخولانى بطرسوس قال : حدثنا محمد بن جابر المروزى قال : سمعت زياد بن ايوب يقول : سألت أحمد بن حنبل عن الرواية عن أبى حنيفة وأبى يوسف فقال : لا أرى الرواية عنهما . واخبرنا الحسين بن إدريس الانصاري قال : حدثنا محمد بن على الثقبفى قال : سمعت إبراهيم بن شماس يقول : ترك ابن المبارك ابا حنيفة في آخر امره . واخبرنا احمد بن بشر الكرجى قال : حدثنا محمد بن الخطاب قال : حدثنا رستة قال : قال إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة : خاصمت رجلا في دار إلى شريك فلما دنوت منه نظر إلى بوجه غليظ ثم قال : ألك بهذا عهدة ؟ قلت : نعم . قال ائتنى بالعهدة ولم تكن لى عهدة فرجعت إلى ابى فأخبرته فقال : ويحك كذبت عند شريك مع سوء رأيه فينا فلما رجعت إليه قال : هات عهدتك قلت : أصلحك الله هي عند رجل وليس هو شاهد فقال : أفاك ابن أفاك ابن أفاك . سمعت حمزة بن داود يقول : سمعت داود بن بكر يقول : سمعت المقرى يقول : حدثنا أبو حنيفة ، وكان مرجئا ودعانى إلى الارجاء فأبيت عليه - وأخبرني محمد ابن المنذر قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا أبو الربيع الزهراني قال : سمعت حماد بن زيد يقول : سمعت أبا حنيفة يقول : لم أكد ألقى شيخا إلا أدخلت عليه ما ليس من حديثه إلا هشام بن عروة . أخبرنا أحمد بن بشر قال : حدثنا محمود بن الخطاب قال : حدثنا رستة . قال : سمعت عبد الرحمن بن مهدى يقول : - وذكر أبا حنيفة - فقرأ : (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون) . أخبرنا إبراهيم بن أبى أميه بطرسوس قال : حدثنا محمد بن يحيى البلخى قال : حدثنا سفيان قال : لما قعد أبو حنيفة قال مساور الوراق :
كنا من الدين قبل اليوم في سعة * حتى بلينا بأصحاب المقاييس قوم إذا اجتمعوا صاحوا كأنهم * ثعالب صبحت بين النواريس
سمعت الفضل بن الحسن يقول : سمعت يحيى بن عبدالله بن ماهان يقول : سمعت هدبة بن عبد الوهاب يقول :
أذا ذو الرأى خاصم من قياس * وجاء ببدعة هنة سخيفة أتيناهم بقول الله فيها * وآثار نبوءة شريفة فكم من فرج محصنة عفيف * أحل حرامها بأبى حنيفة
سمعت عبدالله بن محمد البغوي يقول : سمعت منصور بن أبى مزاحم يقول : سمعت شريكا يقول : لو كان في كل ربع من أرباع الكوفة خمار يبيع الخمر خير من أن يكون فيه رجل يقول بقول أبى حنيفة . أخبرنا الثقفى قال : حدثنا أبويحيى محمد بن عبدالرحيم يقول سمعت أبا معمر يحدث عن الوليد بن مسلم قال : سأل مالك بن أنس رجلا : ايتكلم في بلدك برأى أبى حنيفة ؟ قال : نعم قال : إن بلدكم أهل أن لا يسكن " . أخبرنا محمد بن القاسم بن حاتم قال : حدثنا محمد بن داود السمنانى قال : حدثنا ابن المصفى قال : حدثنا سويد بن عبد العزيز قال : جاء رجل إلى أبى حنيفة فقال : ما تقول فيمن أكل لحم الخنزير ؟ فقال : لا شئ عليه . أخبرنا الثقفى قال : حدثنا أحمد بن الوليد الكرخي قال : حدثنا الحسن بن الصباح قال : حدثنا محفوظ بن أبى ثوبة قال : حدثنى ابن أبى مسهر قال : حدثنا يحيى ابن حمزة وسعيد بن عبد العزيز قالا : سمعنا أبا حنيفة يقول : لو أن رجلا عبد هذا البغل تقربا بذلك إلى الله جل وعلا لم أر بذلك بأسا .
انتهت ترجمة أبي حنيفة
قلت: وبعد كل هذا أصبح رئيسا لمذهب من مذاهب المسلمين
| |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 1262
| موضوع: رد: أبو حنيفة (إمام المذهب المعروف) كما ترجمه ابن حبان الإثنين 20 سبتمبر - 22:30 | |
| هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطي بن ماه الكوفي. ان هذه الشخصية العراقية الاصيلة، مثل معظم الشخصيات العراقية في الفترة العباسية، قد قام المستشرقون الغربيون ومعهم للأسف جوقة من المؤرخين العراقيين والعرب، بسلخه عن هويته العراقية واحتسابه بكل بساطة على(الموالي الاعاجم)!! وقد اعتمدوا في تشويههم هذا على عبارة واحدة قيلت عنه بأن اصل جده من(كابل) أي(كابول) في افغانستان الحالية. بينما تم التغاضي تماما عن المصادر الاخرى والكثيرة التي تقول ان جده من(بابل) وليس من(كابل)، او من(الانبار) !! وفي كل الاحوال ان هذا المثقف الكبير والفقيه الاصيل، كان عراقيا كوفيا بمولده هو ومولد ابيه وامه وتربيته وثقافته، ثم انه دفن في بغداد(منطقة الاعظمية)، وحتى مذهبه(الحنفي) اطلق عليه(مذهب اهل العراق)!!
أدرك أبو حنيفة أربعة من الصحابة، وكانت ولادته سنة ثمانين للهجرة، أو إحدى وستين، في الكوفة.تتلمذ على يد الإمام جعفر الصادق(ع). لهذا فأن المذهب الحنفي يعتبر من اقرب المذاهب السنية قربا للمذهب الجعفري الشيعي. ولاستناد هذا المذهب على(الاجتهاد)، فأن العديد من رجال الصفوة الدينية يضفون على مذهبه صفة(الديمقراطية)، لقوله : ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس تكون، وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان ذلك، فهم رجال ونحن رجال. ومن ميزات هذه الامام الصالح، انه رفض تماما التواطئ مع الظلم رغم كل الاغراءات والضغوطات التي تعرض اليها، ورفض بصورة قاطعة ان يلبي طلب الخليفة(ابو جعفر المنصور) ليصبح قاضيا، حتى غضب عليه هذا الخليفة وسجنه الومات في السجن، سنة خمسين ومائة للهجرة، وقيل بل خرج ثم مات في بغداد.
حياة حافلة بالزهد والتقوى
عاش النعمان بن ثابت ـ كنيته أبو حنيفة ـ في آخر عصر بني أمية وأول عصر بني العباس، وكان مبدأه في الحياة ان يكرم نفسه وعلمه، وعقد عزمه على ان يأكل من كسب يده. دعاه الخليفة المنصور ذات مرة الى زيارته، فلما كان عنده أكرمه ورحب به وقربه من مجلسه وجعل يسأله عن كثير من شئون الدين والدنيا، فلما أراد الانصراف دفع اليه بكيس من النقود فيه ثلاثون الف درهم مع ان المنصور كان يعرف عنه البخل والشح ولكن الامام ابي حنيفة النعمان رضي الله عنه قال: (( يا أمير المؤمنين اني غريب في بغداد وليس لهذا المال موضع عندي ـ واني اخاف عليه فاحفظه لي في بيت المال حتى اذا احتجته طلبته منك. فأجابه المنصور الى رغبته، ولكن أبا حنيفة توفي بعد الحادث بقليل، ووجد في بيته ودائع للناس تزيد على اضعاف هذا المبلغ.فلما سمع المنصور بذلك قال: يرحم الله ابا حنيفة فقد خدعنا وأبى ان يأخذ شيئا منا، وتلطف في ردنا )).
ولاعجب في ذلك فلقد كان مبدأ الامام ابي حنيفة " ان ما أكل امرؤ لقمة ازكى ولا أعز من لقمة يأكلها من كسب يده". ولذلك كان يخصص جزءا من وقته للتجارة، وكان يتاجر في الصفوف والحرير وكانت تجارة رابحة وكان متجره معروفا يقصده الناس فيجدون فيه الصدق في المعاملة والأمانة في الأخذ والعطاء، وكانت تجارته تدر عليه خيرا وفيرا، وتهبه من فضل الله مالا كثيرا. وكان رحمه الله يأخذ المال من حله ويضعه في محله وكان كلما حال عليه الحول، احصى ارباحه من تجارته، واستبقى منها ما يكفيه لتجارته ثم يشتري بالباقي حوائج القراء، والمحدثين والفقهاء وطلاب العلم، وأقواتهم وكسوتهم، وكان يقول لهم "هذه أرباح بضعائكم أجراها الله لكم على يدي. والله ما أعطيتكم من مالي شيئا وإنما هو فضل الله علي فيكم". في يوم جاءته امرأة عجوز تطلب ثوبا من حرير، فلما أخرج لها الثوب المطلوب قالت له: اني امرأة عجوز ولا علم لي بالاثمان، فبعني الثوب بالثمن الذي اشتريته واضف اليه قليلا من الربح فاني ضعيفة فقال لها :" إني اشتريت ثوبين اثنين في صفقة واحدة ثم إني بعت احدهما برأس المال الا اربعة دراهم فخذيه بها ولا أريد منك ربحا "
ويروى أن الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، رأى أحد جلسائه وعليه ثياب رثة فلما انصرف الناس، ولم يبق في المجلس الا هو والرجل قال له :" ارفع هذا المصلى وخذ ما تحته" فرفع الرجل المصلى فاذا تحته الف درهم فقال له أبوحنيفة : "خذها وأصلح بها من شأنك"، فقال الرجل اني موسر وقد أنعم الله علي، ولا حاجة لي بها فقال له أبو حنيفة:" إذا كان قد انعم عليك فاين اثار نعمته؟ اما بلغك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده) فينبغي عليك ان تصلح من شأنك حتى لا تحزن صديقك". وكان من جود وكرم ابي حنيفة رحمه الله ورضي الله عنه، انه كان إذا انفق على عياله نفقة تصدق بمثلها على غيرهم من المحتاجين.وإذا اكتسى ثوبا جديدا كسى المساكين بقدر ثمنه، وكان اذا وضع الطعام بين يديه عرف منه ضعف ما يأكله عادة ودفع به الى الفقراء. وكان لأبي حنيفة شريك في بعض تجارته واسمه حفص بن عبدالرحمن. فكان أبو حنيفة يجهز له أمتعة الخز(الحرير) ويبعث بها معه الى بعض مدن العراق. فجهز له ذات مرة متاعا كثيرا واعلمه ان فيه ثوب فيه كذا وكذا من العيوب وقال له :" إذا هممت ببيعها فبين للمشتري ما فيها من عيب"، فباع حفص، المتاع كله، ونسي ان يعلم المشتري بما في الثوب من عيوب. فلما عرف بذلك ابو حنيفة، بحث عن الذين اخذوا هذه التجارة التي بها عيبا فلم يجدوهم، فأخرج ابو حنيفة ثمن البضاعة كلها زكاة وصدقة. وكان من اخلاق ابي حنيفة رضي الله عنه ـ انه كان طيب المعاشرة ـ حلو المؤانسة يسعد به جليسه ولا يتعب به من غاب عنه، ولو كان عدوا له، حدث أحد اصحابه قال: سمعت عبدالله بن المبارك، يقول لسفيان الثوري يا أباعبدالله، ما أبعد ابي حنيفة عن الغيبة، فان ما سمعته يذكر عدوا له بسوء قط، فقال له سفيان: ان ابا حنيفة اعقل من ان نسلط على حسناته ما يذهب بها. وكان الامام ابو حنيفة رضي الله عنه، مولعا باقتناص ود الناس حريصا على استدامة صداقتهم، وقد عرف عنه انه ربما مر به الرجل من الناس، فقعد في مجلسه من غير قصد ولا مجالسة فاذا قام سأل عنه فان كانت حاجة او فقر أعانه وان كان به مرض عاده، وان كانت له حاجة قضاها حتى يجره الى مواصلته جرا. في يوم جاءته امرأة بثوب من حرير تبيعه فقال كم ثمنه ؟ قالت : مائة، قال : هو خير من ذلك بكم تقولين ؟ فزادت مائة، قال : هو خير من ذلك حتى قالت أربعمائة، قال : هو خير من ذلك، قالت : تهزأ بي ؟ قال : هاتي رجلا ً يقومه فجاءت برجل فاشتراه أبو حنيفة بخمسمائة.
عرف عن الإمام أبو حنيفة عليه رحمة الله تعالى بأنه كان صوام النهار وقوام الليل، صديقا للقرآن الكريم، مستغفرا في الاسحار وكان من اسباب تعمقه في العبادة انه اقبل ذات يوم على جماعة من الناس فسمعهم يقولون، ان هذا الرجل الذي ترونه لا ينام الليل، فلما سمعهم قال: "إني عند الناس على خلاف ما أنا عليه عند الله تعالى.والله لا يتحدث الناس عني منذ الساعة بما لا أفعل، ولن أتوسد فراشا بعد اليوم حتى القى الله ".
عرف عن الإمام أبي حنيفة انه صلى الفجر بوضوء العشاء نحو من اربعين سنة، ما ترك ذلك خلالها مرة واحدة وكان اذا قرأ(سورة الزلزلة) اقشعر جلده، وخاف قلبه ويقول:" يا من يجزي بمثقال ذرة خيرا فخير، ويامن يجزي بمثقال ذرة شرا شرا أجر عبدك النعمان من النار، وباعد بينه وبين ما يقربه منها".
جاء في(سير أعلام النبلاء) : عن الشافعي قال قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة؟ قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته.
ضريح الإمام أبو حنيفة قبره في الاعظمية ببغداد مزار معروف. روى الخطيب في تاريخه عن علي بن ميمون قال : سمعت الشافعي يقول : اني لاتبرك بأبي حنيفة وأجي إلى قبره في كل يوم ـ يعني زائرا ـ فاذاعرضت لي حاجة صليت ركعتين وجئت الى قـبـره وسـالـت اللّه تـعـالـى الـحـاجة عنده فما تبعد[عني ] حتى تقضى.
وقـال ابـن الجوزي في المنتظم: في هذه الايام ـ يعني سنة(459) ـ بنى ابو سعد المستوفي الملقب شرف الملك مشهد ابي حنيفة، وعمل لقبره ملبنا، وعقد القبة وعمل المدرسة بازائه، وانزلها الفقها ورتب لهم مدرسا، فدخل ابو جعفر ابن البياضي الى الزيارة فقال ارتجالا : الم تر ان العلم كان مضيعا فجمعه هذا المغيب في اللحد. كذلك كانت هذه الارض ميتة فانشرها جود العميد ابي سعد. ثم قال ان بناء الضريح قد تم سنة ست وثلاثين واربعمائة هجرية.. . وكان الشخص الذي انفق على البناء رجل تركي قدم الى بغداد حاجا. كذلك قام بعض امراء التركمان بالصرف على اتمام البناء. وقام (ا شرف الملك) باعادة البناء وتأسيس المشهد الحالي في القرن الخامس الهجري. ويقال انهم اضطروا لنقل بقايا الموتى الذين تم دفنهم حول الضريح، الى بقعة بعيدة. وقد تم حفر اساس القبة حتى سبعى عشر ذراعا في ستة عشر ذراعا حتى بلغوا الارض الصلبة. وقال ابن خلكان في تاريخه : قبره مشهور يزار، بني عليه المشهدوالقبة سـنـة(459).وقـال ابـن جـبـيـر فـي رحـلـتـه(ص 180) : وبـالرصافة مشهد حفيل البنيان، له قبة بيضاء سامية في الهواء، فيه قبر الامام ابي حنيفة(رض). وقـال ابـن بـطـوطـة فـي رحـلته(1/142) : قبر الامام ابي حنيفة(رض) عليه قـبـة عظيمة، وزاوية فيها الطعام للوارد والصادر، وليس بمدينة بغداد اليوم زاوية يطعم الـطـعـام فيها ما عدا هذه الزاوية ثم عد جملة من قبور المشايخ ببغداد فقال : واهل بغداد لـهم في كل جمعة يوم لزيارة شيخ من هؤلا المشايخ، ويوم لشيخ آخر يليه، هكذا الى آخر الاسبوع. وقـال ابـن حجر في الخيرات: ان الامام الشافعي ايام كان ببغداد، كان يتوسل(يطلب الشفاعة) من الامام ابـي حـنـيـفـة، ويـجـي الـى ضـريحه يزور فيسلم عليه، ثم يتوسل الى اللّه تعالى به في قضاء حاجته. | |
|