منى كريم مديرة المنتدى
عدد المساهمات : 6767 العمل/الترفيه : وكيلة بالازهر
| موضوع: تعريف الفلسفة الأحد 10 يوليو - 6:11 | |
| فقد تطورت الفلسفة من مجرد محبة للحكمة الى التفكير المنظم في مباحث الوجود والمعرفة والقيم ، ومن التفكير في الميتافيزيقا الى النزول للواقع والبحث في ذلك المجهول الانسان وعلاقته بالطبيعة وبالاخر ، ومن النظم الجامده الى النظم الحية المفتوحة المرتبطة بالحياة. هذا التطور كان لها فيه عدة معاني :الدهشة و حكمة الحياة و النظرة الكلية للاشياء بينما يرى اخرون انها مجرد تحليل لغوي او مجرد تغير للفكر....اما لوسن فمعناها عنده " ان الفلسفة هي وصف الخبرة".
إن الفلسفة ، بصفة عامة، أسلوب منهجي في التفكير في كل ما هو موجود، يسعى إلى معرفة الأشياء، حية وغير حية، من حيث هي كل، معتمدا في ذلك التحليل والتركيب والنقد والتأمل.
وعلى هذا، فالفلسفة طبيعية وضرورية معا للإنسان. فنحن نبحث دوما عن هيكل شامل، توضع فيه مكتشفاتنا المتفرقة، بشكل كلي عام ، فالفلسفة هي المستودع الذي بدأ الانسان يضع فيه رصيده من الخبره التي كسبها من تعامله مع الوجود و مع الذات ومع الآخرين ، وهذا الرصيد يزداد مع كل يوم وهو رصيد جاري بمعنى أن الأخذ منه و الإضافة له أمر وارد في الحسبان . وليست الفلسفة فرعا من فروع المعرفة ، شأنها شأن الفن والعلم والتاريخ...، بل إنها تضم أيضا وبالفعل تلك الفروع في أبعادها النظرية والمعرفية والمنهجية، وتسعى إلى إنشاء صلات فيما بينها . واطلق عليها قديما( أم العلوم) الى ان تغيرت المناهج في القرن الثامن عشر وبدأت العلوم بالانفصال عنها. لكن لا يزال يمكننا القول : إن الفلسفة تحاول أن تقيم التماسك في مجموع مجال الخبرة الإنسانية بأسره من خلال يحثها في العلاقات التي تربط النتائج النهائية للعلوم بعضها ببعض( فلسفة العلوم).
هذ الرصيد الذي كونه الأنسان عبر الزمن ، ينظر اليه الانسان متساءلا كيف يمكن ان استفيد منه ؟ اين يمكن ان استخدمه؟ استخدم الانسان هذا الرصيد في تفسير ما هو حوله من امور تهمه ، فاصبحت الفلسفة مرآة الانسان فيما يلفت نظرة للتعبير عن رأيه، هذه الصورة الفلسفية الفكرية انعكست بشكل طبيعي على سلوكه فلا سلوك دون اعتقاد، وكون الانسان فرد في مجتمع فتأثيره فاعل حتما في هذا المجتمع ومع من فيه من افراد، وهنا ظهرت العلاقات الاجتماعية وتاثير الفلسفة عليها . اما العلم فقد عرف التاريخ العلمي دور الفلسفة الكبير فيه فالثورات العلمية الكبيره كان اصحابها في الأصل فلاسفة الا انها في العصر الحديث والمعاصر اصبحت من يصيغ له الطرق الجديده في البحث ثم تتركه يحقق نتائجه الباهرة، فهي من يضع الرؤية المستقبلية له محقق قوة دفع جبارة له للتقدم للأمام . "إن التطور القوي في المعرفة الانسانية والاتجاه القوي نحو وظيفيتيها بمعنى أن المعرفة يجب أن يكون لها آثارها الاجتماعية في نمو وتطوير المجتمع كان له انعكاساته أيضا على طبيعة الفكر الفلسفي وغاياته. ونتج عن ذلك أن صرف النظر عن الفلسفة باعتبارها نشاطا فكريا تأمليا أو انعزاليا يستغرق صاحبه في عزله عن ضجة الحياة وزحمة الدنيا ، ونظر اليها باعتبارها مجالا لدراسة الوجود ومكان الانسان فيه توطئة للافادة منها في حل مشكلاتنا المشتركة والترقي بمستوى حياتنا . ومن هذة الزاوية صارت الفلسفة بهذا الوضع نشاطا يساعد المجتمعات على اعادة النظر في قيمها ومعتقداتها واهتماماتها وأساليبها الفكرية واتجاهاتها السياسية والاقتصادية ، و اصبحت وسيلة هامة من وسائل الثقافة للتحكم في تناقضاتها وصراعاتها وتوجيهها في اتجاه او اخر، أي اصبحت وسيلة للتطوير الاجتماعي." وبذلك يكون للفلسفة عدة وظائف منها: 1-وظيفة فكرية ثقافية. 2- وظيفة اجتماعية انسانية. 3-وظيفة علمية مستقبلية.
إن الفلسفة هي ذاك النشاط الذهني النقدي التحليلي للأفكار والمعتقدات لاعطاها صفة الثبات بذكر ما فيها من مميزات واظهار سلبياتها بقصد علاجها ..وهي تستعمل كمادة لها جميع صنوف المعرفة و الخبرة الانسانية ، وذلك ليس للبحث في تفصيلاتها ولكن لتحليلها واعادة بنائها في كل واحد متناسق له معنى .
ما هي التربية؟
بدأت مهمة التربية في الاسرة التي كان من واجبها ان تلقن اطفالها الخبرات التي تمكنهم من شق حياتهم واستمرار رسالتهم وابتداع البطوله ، لكن بتكون المجتمعات وزياده الخبرات وتراكمها وتعقد الثقافة التي من المفروض أن تصل للأطفال في هذة المجتمعات التي لها رساله خاصة وجدت انه من المفروض ان تخص مؤسسة متخصصة بهذه المهمة ، فنشأت فكرة المدرسة التربوية. لكن السؤال هل التربية هي فقط التعليم المدرسي ؟
التربية هي عملية يعطى من خلالها الأنسان صفته الاجتماعية العصرية ، فهي تربطه بمجتمع معين له خصائصه ومميزاته الثقافية. ويمكن حصر التربية كنشاط اجتماعي في ثلاث مجالات: (1) الأساليب الفنية لتوصيل المعلومة للأفراد المتعلمين. واكسابهم مجموعه من المهارات والمعارف أو الاتجاهات أو مساعدتهم على ذلك. وهذا يدخل في مجال دراسة المناهج وأصول التدريس أو الادارة التربوية وغيرها من نشاطات تطبيقية في العمل التربوي. (2) مجموعة من النظريات أو المبادئ أو الأفكار التي تهدف لتفسير هذه الأساليب الفنية. وهي التي تتصل اتصالا مباشرا بمجال دراسة أصول التربية وما تستند اليه من نظريات مستمده من علوم الاجتماع والانثروبولوجيا وعلم النفس والثقافة وغيرها من العلوم الاجتماعية. (3) مجموعة من القيم والمثل التي تتضمنها و تعبر عنها الغايات النهائية التي من أجلها وضعت من أجلها هذه النظريات و استخدمت هذه الأساليب الفنية. وهذا المجال يدخل في فلسفة التربية التي تعني بنقد وتحليل مجموعة القيم او الاهداف التي تستهدفها العملية التربوية.و لابد لهذا المجال من الدخول الى الفلسفة العامة لفهم طبيعة الفلسفة العامة ومجالاتها كنشاط عقلي .
اذن نصل الى ان التربية هي اعطاء الانسان الصفات الانسانية التي تميزة عن باقي الكائنات وتعطيه اسلوب العصر الذي يعيش فيه وتنتظر منه ان يتمثل كل ذلك ثم يعطي ويضيف. والتربية بهذا المعنى تعتبر فن نقل التراث وعلم المستقبل . كذلك فهي عملية تنمية شاملة للفرد في وسطة الاجتماعي .. و هي عملية اعداد للحياة، من خلال التربية ذاتها يتم العناية بالجوانب الجسمية والعقلية والروحية لهذا الفرد أي " ان يعنى المربي بتربية (اليد والراس والقلب) (heart-head-hand) في الانسان ، وهذا ما يعبر عنه المربون الغربيون في اللغة الانجليزية 3hs بدل 3Rs (القراءة والكتابة والحساب). وذلك عن طريق ربط التربية بالحياة ومشكلاتها فلا فصل عن الحياة لان ذلك لن يسبب الا تخلفا لركب التقدم والعصر، خصوصا اننا نعيش في عصر التغير السريع، فما الواجب علينا الا ان نجعل اطفالنا يعيشون هذا العصر ومشكلاته ليتمكنوا من التخطيط للمستقبل وتحديده. 1-اختيار المناسب من التراث الثقافي وفق العصر الذي يعيش فيه للحفاظ على المجتمع و هويته. 2- الاخذ بروح العصر في التغير و التجديد المستمر واعداد الاجيال وفق هذة الحقيقة "فليس ثم ثبات ابدا بل تغير للابد".
العلاقة بين الفلسفة والتربية
• يتفقان في الموضوع وهو الإنسان. • يختلفان في الوسائل. • العلاقة بين الفلسفة والتربية. • فلسفة التربية: * تعريفها. * وظيفتها
تشترك التربية والفلسفة في الموضوع وتختلف في الوسائل ، فمحور دراسة كل منهما هو الانسان ،ذلك الكائن .اما وسائل علم كل منهما فتختلف ومناهجهما ، فالتربية ذات وسيلة ومنهج علمي عملي تطبيقي اما الفلسفة فمنهجها تاملي عقلي. الا انهما في علاقة تفاعل مستمرة ، فالفلسفة تحتاج التربية في ترجمة دورها في شكل عمل تربوي. بينما التربية تحتاج الفلسفة في تحديد اهدافها وفق اسس فلسفية تستند على اتجاه واحد محدد. هذة العلاقة افرزت ما نعرفة باسم فلسفة التربية...
تعريفاتها:
" هي النشاط الفكري المنظم الذي يتخذ الفلسفة وسيلته لتنظيم العملية التربوية وتنسيقها وانسجامها وتوضيح القيم والأهذاف التي ترنو لتحقيقها"
= ويتضح دور الفلسفة التربوية من خلال التفاعل بين التربية والفلسفة الذي تم ذكره سابقا.
وظيفتها:
1- التوضيح : تساعد على التفكير في المفاهيم والمشكلات التربوية بصورة واضحة ودقيقة وعميقة ومنتظمة ، هذه الوظيفة التوضيحية تساعدنا على نكون اكثر ادراكا لابعاد الموضوعات الهامة ، كما تساعدنا في تقويم الحجج والادلة و تعمل على تحرير عقولنا من التصلب في الرأي وسلطان الافكار التقليدية القديمة. 2- التوجيه: تساعدنا على تصور التفاعل بين الاهداف والاغراض التربوية والمواقف التربوية المحددة والربط بينها لتوجيه قراراتنا وهي بهذا تساعد على رؤية اوضح للاهداف الجديده. 3- الوظيفة الاجتماعية : تبحث المشكلات الاجتماعية محاولة تفسيرها من وجهة نظر تربوية ، كما انها تبحث في المتغيرات الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية التي تحويها،وتبحث في قيم المجتمع واهدافه وغاياته .
من هذا نجد ان فلسفة التربية لا تأتي من فراغ ولا تعمل من خلال متاهات لفظية بل هي تعبير عن فلسفة المجتمع في الجانب التربوي ، وتأتي من خلال تفاعل التربية والفلسفة وتعمل في تحديد الواقع الذي تعيشه التربية والمجتمع ، وتحاول أن تجعل من التربية أداة فعالة في المحافظة على روح المجتمع وأصالته وتجديد معالمة مما يضيف اليه باستمرار و ما يجعله قادرا ومتفاعلا مع عصره و مستقبله. | |
|